«أغانى التحريض» تتصدر ألبومات الكبار

هل سيكون عام 2018 عام أغانى اشتعال الصراع بين المرأة والرجل وحمل الكلمات والمعانى المسيئة للطرفين من خلال تقديم عدد من الفنانين لأغان ليست بالقليلة تحمل مشاعر السخرية والغضب والتجاوز فى بعض الأحيان، حملها كبار النجوم على لسانهم وقاموا بغنائها. طرح عدد من الفنانين ما يحمل تلك المعانى خلال ألبوماتهم الأخيرة، والتى لاقت مداً وجذرا بين الطرفين «المرأة والرجل» وكل فريق يسعد بتوبيخ الآخر من خلال الأغنية والهجوم ضده.

وكان آخر المطربين الذين قدموا أعمالاً تحمل ذلك، شيرين عبد الوهاب، وسبقها عمرو دياب، سميرة سعيد،

حيث طرحت الفنانة شيرين مؤخرًا أحدث ألبوماتها والتى قدمت من خلال أغنية «نساى»، حيث تصف فيها حبيبها بأنه كثير النسيان، متضمنة عبارات الغضب منه باستهانته بالعلاقة بينهما، وأنه دائم الاستهتار بها، متضمنة كلمات «حبيبى نساى، أصلح عيبه ده إزاى؟، ده ببقى مواعداه بالليل يقولى الصبح مش جاى».

وسبقها الفنان عمرو دياب، أيضًا من خلال ألبومه الجديد «كل حياتى»، حيث قدم أغنية «مغرور»، والتى تضمنت عبارات تُهاجم الطرف الآخر بالغرور وعدم الإحساس «إنت مغرور إنت معدوم الشعور إنت زى الزينة ديكور واللى عاشرك معذور»، وأصبحت هذه الأغنية الأكثر طلبا واستماعًا بين الطرفين.

بينما استقبلت الفنانة سميرة سعيد بفرحة وسعادة من النساء عندما قدمت أغنية تحمل اسم «سوبر مان» وصفت فيها الرجل بمظهره وشكله السيئ الذى أصبح مختلفا كثيرًا بعد الزواج، وعدم الاهتمام بنفسه، والتى اعتبرتها المرأة انتصارًا جديدًا لها، ورآها الرجال إهانة وظلمًا له وأنهم ليسوا كذلك بعد الزواج بهذا الشكل، والتى مازحتهم الفنانة مبررة ذلك فى أحد تصريحاتها بأنها فعلا أحبت تقديم كل مرة أغنية تُثير الجدل وأنها قدمت قبلها أغنية باسم «أوقات» تحمل صفات الرجل الجميلة، على وعد بأنها ستصالح الرجال وتقدم أغنية جديدة لهم، وتضمنت «سوبر مان» كلمات «بقى بارد جدًا.. بقى دمه تقيل.. بقى ندل أوى وطماع وبخيل، بيجيلى مدروخ نص الليل، بقى كسلان ومأنتخ وكرشه قصاده شبرين، شفتوا المأساة.. شفتوا الإفيه.. ده الحب ودى عمايله وبلاويه»، رغم أن مضمون الأغنية يحمل كلمات توجهها حبيبة لمن تحب، لكن التوبيخ زاد عن حده.

الفنان راغب علامة أيضا قدم حالة مشابهة تدعو للاستهتار بالطرف الآخر وخسارته، بأغنيته «اللى باعنا خسر دلعنا» التى فاجأ جماهيره بها بداية هذا الصيف، واختلفت كثيرًا عن نوعية ما يقدمه، بعدما كان حريصا على تقديم الأغانى الرومانسية، ولكن هذه الأغنية لاقت استحسانا كبيرا من جمهوره، وتضمنت كلمات «اللى باعنا خسر دلعنا رح لحاله يلا يودعنا، بالسلامة والقلب ناسيه.. واللى سابنا قفلنا بابنا يالا بينا وفرنا تعبنا الحياة مش واقفة عليه».

أسابيع قليلة على انتهاء 2018، يتوقع خلالها زيادة انتشار مثل هذه الأغنيات التى حققت خبطات كبيرة لنجومها، ونسب استماع مرتفعة بين الجمهور، ما يفتح الباب لفنانين آخرين يسيرون على نفس النهج ولأن تكون الفرقعة والكلمات السيئة نموذجا يطبق بكثرة فى الأعمال الغنائية.

الملحن حلمى بكر اعتبر أن انتشار هذه الكلمات فى الأغانى سببه هو انهيار المجتمع، الذى وصل لدرجة كبيرة من تدهور القيم، مؤكدا أن هذا الانهيار سيتواصل وسنستمع إلى الأسوأ فى السنوات المقبلة، معتبرا الفنانين الذين قدموا مثل هذه الأعمال يسيئون إلى تاريخهم، وتابع فى تصريحات له: سميرة سعيد مثلا تسىء لتاريخها بهذه النوعية من الأغانى، حيث تبحث عن الانتشار بين فئات الشباب، دون النظر لقيمة ما تقدمه، وهى ليست وحدها التى تفعل ذلك، ولكن هناك عددا كبيرا من المطربين، مثل عمرو دياب وغيره يقدمون أى شىء تماشيا مع أهواء الشباب، مما يجعلهم يخسرون تاريخهم ويختفون مع غيرهم.