«زراعة الأسطح».. حلم مصرى يتحدى «غابات الأسمنت» (صور)

زراعة الأسطح فى القرية حولتها من الفقر المدقع إلى الاكتفاء الذاتى

زراعة الأسطح فى القرية حولتها من الفقر المدقع إلى الاكتفاء الذاتى


تصوير :
محمود طه

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

فى الوقت الذى تتقلص فيه مساحة الأراضى الزراعية فى المحافظات المختلفة، خاصة الوجه البحرى، لصالح «الكتل الخرسانية»، باتت زراعة الأسطح «ضرورة حتمية» للتوازن البيئى، وعودة الزراعات العضوية، التى لا تعتمد على المبيدات، وهو ما جعل الدولة تتبنى مشروعا قوميا جديدا يتم الإعلان عنه قريبا، وبدأت أولى خطواته أكاديمية البحث العلمى، التى قامت بالفعل بزراعة جزء من «سطح» الأكاديمية، لتكون بادرة لهذا المشروع. وبالرغم من حصول مصر على المركز الثالث عالميا بعد فرنسا والصين، فى زراعة الأسطح، إلا أن الأمر لا يزال يحتاج إلى الكثير من الدعم، لتعود مصر «خضراء» مرة أخرى، خاصة فى ظل لجوء عدد كبير من المواطنين حاليا، إلى هذا المشروع ليكون ملاذا لهم إما اقتصاديا عن طريق البيع أو بتحقيق اكتفاء ذاتى فى ظل ارتفاع الأسعار.

اللون الأخضر يكسو قرية«عون».. وينقذها من الفقر

زراعة الأسطح فى القرية حولتها من الفقر المدقع إلى الاكتفاء الذاتى

قرية «عون» أو القرية الحائرة التى تقع على حدود محافظتى الإسكندرية والبحيرة، تعتبر من القرى المنعدمة، حيث ترتفع فيها معدلات الفقر، وأصبحت من أولى القرى التى لجأت إلى زراعة الأسطح، تجد الريحان والفراولة وغيرهما من المحاصيل التى تتراص فوق المنازل وأمامها أيضا، فبدلا من الخوص والحشرات التى غزت القرية فى فترة من الفترات، تحولت إلى مزرعة صغيرة، يتناول أهلها الثمار دون خوف من المبيدات المسرطنة.

زراعة الأسطح فى القرية حولتها من الفقر المدقع إلى الاكتفاء الذاتى

رجب ربيع عوض، يلقبه أهالى القرية بـ«العميد»، يقف أمام سطح منزله الذى تراصت فوقه زهور الزينة والفاكهة، ويكسوه اللون الأخضر، والخضروات، بصوت هادئ بدأ فى سرد قصة تحول القرية من الفقر الشديد إلى الاكتفاء الذاتى، عن طريق زراعة الأسطح والمشروعات الصغيرة، وقال: «من 5 سنوات كانت القرية تحت خط الفقر، ولكن الحمد الله قدرنا نرفع المستوى الاقتصادى للقرية من خلال الاكتفاء الذاتى، ففى البداية كانت أسطح المنازل يملؤها الخوص، والحشرات والثعابين، وكانت مصدرا للتهديد حتى أصبحت مصدر دخل الأسر».المزيد

«شادوف» تستخدم التكنولوجيا لإنشاء 500 مزرعة فى «حلوان» خلال 3 سنوات

المحاصيل الورقية الأكثر زراعة على أسطح المنازل

شركة شادوف لزراعة الأسطح، نشأت فى مطلع 2011 كشركة مصرية ناشئة تعنى بزراعة الأسطح والحوائط باستخدام تكنولوجيا الزراعة المائية، وتعتمد هذه التقنية على محلول المغذيات المعدنية لتنمية النباتات فى حاويات بدون تربة.

ويقول معتصم مصطفى، المدير المجتمعى للشركة، إن زراعة الأسطح لها فوائد للبيئة منها تقليل الأتربة والغبار وثانى أكسيد الكربون بجانب حصول الأسر على غذاء نظيف ومصدر إضافى لدخل الأسرة. ويضيف: »شركة شادوف بدأت من عام 2011 فى زراعة الأسطح وكان هدفها الرئيسى زيادة المسطحات الخضراء داخل المدن السكنية، وتحديدا فى محافظة القاهرة، وأول منطقة كانت فى المعادى، ونستكمل حاليا مشروعا ممولا من المؤسسة السويسرية «دروسوس» وينفذ عن طريق المجتمع المدنى مع جمعية قافلة الخير لتنمية المشروعات الصغيرة، ويتم فيه زراعة 500 مزرعة خلال 3 سنوات، فى منطقة حلوان وضواحيها، ويتم فيه التدريب لأصحاب المشروعات والمهندسين من خلال تدريب 850 فردا سواء المشرف أو صاحب المشروع، والمزارع، وزرعنا حتى الآن 150 مزرعة، فى منطقة حلوان«. وأضاف: «هناك مساهمة للمشروع من الأسرة فى التكلفة بنحو 5%، ونحن نقوم بالتدريب والإشراف والمتابعة، وتوريد مستلزمات الزرع، وهناك وحدة إنتاجية تستقبل المحصول الناتج من الزرع نقوم بتجهيزه ثم توزيعه فى السوق، بجانب وجود وحدة تجفيف الزيادة عن السوق، وسنقوم بزراعة مزرعة على مساحة 100 متر فى أحد مراكز الشباب».المزيد

خبير دولى: المشروع يمنح رئة جديدة للتنفس

الزراعة المائية تساهم فى الحد من مخاطر التلوث

قال الدكتور محمد الغندور، الخبير فى الزراعة المائية، إن المشروع القومى لزراعة الأسطح يمنح المدن المصرية رئة جديدة للتنفس لمواجهة الملوثات، وإن التوسع فى التنفيذ يساهم فى الحد من مخاطر التعديات على الأمن الغذائى ويحقق الترابط الاجتماعى بالمدن، مشيرا إلى أن الأسطح تحولت إلى أوكار للفئران والحشرات وتخزين المخلفات، وهو ما يستوجب التوجه نحو الزراعة المائية لضمان النجاح فى مواجهة هذه التحديات، خاصة أن المشروع يمنح المدن المصرية رئة جديدة للتنفس لمواجهة الملوثات التى يتعرض لها السكان.

وأضاف الغندور أن هناك تحديات تستوجب انطلاق المشروع القومى لزراعة أسطح المنازل، منها أن الدولة لم تنجح فى الحد من البناء وتبوير الأراضى الزراعية بالقوانين والقوة الجبرية على مستوى الجمهورية حتى الآن، موضحا أن الدراسات التى استخدمت بها صور الأقمار الصناعية أكدت أنه فى الفترة من 1984 حتى 2006 تم بناء مليون فدان على الأراضى الزراعية القديمة بمعدل حوالى 37 ألف فدان سنويا وخلال مراحل الفوضى التى عمت بعد ثورة 25 يناير من عام 2011 تم البناء على أكثر من 170 ألف فدان فى هذا العام، حتى وصلت حوالى 70 ألف فدان عام 2016.المزيد

هنا «معمل دكتور توفيق».. «جائزة» وأفكار مبتكرة لـ«زراعة الأسطح»

المشروع يتبنى أنظمة زراعة جديدة تسمح بزيادة عدد النباتات

فى منطقة المناخ الزراعى أو ما تعرف بالصوب، التابعة لوزارة الزراعة، توجد صوبة الدكتور أحمد توفيق، أستاذ المناخ، وصاحب مشروع الزراعة المائية الفائز بجائزة أكاديمية البحث العلمى وهيئة الاستثمار، منذ عدة أشهر، ليكون مشروعه الفعلى الذى يعمل فيه الآن، بل ويقوم بتسويق المحاصيل التى يزرعها البعض فوق «أسطح» منازلهم، بجانب إدخال نظام جديد فى زراعة الأسطح وهو «المزارع السمكية».

بمجرد دخولك إلى صوبة الدكتور توفيق تقابلك 4 أشكال من زراعة الأسطح، اثنان منها وضعت لتوضيح بداية هذه الزراعة فقط، وهى الزراعة فوق «ترابيزة» ونظام المواسير، بجانب شكلين جديدين كانا السبب فى فوز توفيق بالجائزة، وهى زراعة الأبراج والحوائط.

يقول الدكتور أحمد توفيق، إن هناك مبادرة تبنتها أكاديمية البحث العلمى، لنشر فكر زراعة الأسطح، وذلك لتعظيم الاستفادة من اقتصاديات هذه الزراعة التى كانت تعانى منذ بدايتها عام 2000، وحتى وقت قريب من مشكلة الاقتصاديات، فكان يتم تنفيذ مواسير على «ترابيزات» أو مواسير مرتفعة الأسعار، وبالتالى لم يكن المشروع ذا جدوى.

وأضاف توفيق: «استطعنا من خلال مشروع الأكاديمية الزراعة بأنظمة جديدة تسمح بزيادة عدد النباتات، فجعلنا المتر المربع يتراوح فيه عدد النباتات من 32 إلى 64 نباتا، فلو السطح مساحته 100 متر يمكن أن يحتوى على 3 آلاف نبات، وهذا تم من خلال أنظمة زراعة رأسية، فالبرج الواحد يكون على مساحة نصف متر فى المساحة نفسها، وبه 32 نباتا».المزيد

«التنسيق الحضارى»: حملتنا الجديدة تستهدف زراعة الأعمدة والإعلانات بنباتات الزينة

المشروع يتبنى أنظمة زراعة جديدة تسمح بزيادة عدد النباتات

منذ عدة سنوات، تبنى جهاز التنسيق الحضارى، مشروع زراعة الأسطح، بالتعاون مع وزارتى الزراعة والبيئة، ولكن توقف المشروع دون معرفة الأسباب، ووفقا للمهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز، فإن هذا الأمر كان مبادرة مطروحة من الجهاز لتقوم بها وزارتا الزراعة والبيئة، ولكن التجربة لم تستمر، ولم توفق، مشيرا إلى أن هناك حملة جديدة لزراعة أعمدة الكبارى والإعلانات بنباتات الزينة، وهى تجربة مختلفة سيتم تجربتها خلال الفترة المقبلة.المزيد

Leave a Reply