أشهر الاغتيالات فى التاريخ: اغتيال الأرشيدوق النمساوى يشعل الحرب العالمية الأولى

القاتل برنسيب ولي عهد النمسا

القاتل برنسيب ولي عهد النمسا


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

كانت الأجواء الدولية قد بلغت ذروتها فى الاحتقان ولم يكن ينقصها سوى اندلاع الحرب، فكانت الشرارة التى أشعلت فتيلها على خلفية تضارب وتعارض الأطماع الاستعمارية وتمثلت هذه الشرارة فى حادث اغتيال ولى عهد النمسا وقد وقع الحادث فى الصرب فى ٢٨ يونيو ١٩١٤، حين انطلقت مركبة مكشوفة فى شوارع المدينة الصربية سراييفو تحمل الأرشيدوق فرانز فرديناند ولىّ عهد إمبراطورية النمسا والمجر وهو فى طريقه لتفقد قوات الإمبراطورية فى إقليم البوسنة وتصادف أن يكون هذا اليوم موافقاً للذكرى السنوية لهزيمة الصرب أمام الأتراك فى ١٣٨٩.

وكانت إمبراطورية النمسا والمجر قد ضمّت بالقوة إقليمى البوسنة والهرسك إلى ممتلكات الإمبراطورية فى ١٩٠٨، وأعلنت نيّتها ضم الصرب أيضاً، مما أثار سخط القوميين الصرب الذين كانوا ينادون بدولة مستقلة تضم الصرب والبوسنة والهرسك، وفى أثناء مرور الأرشيدوق بسيارته برز شاب صربى من بين المتفرجين على موكب فرديناند، وألقى قنبلة على مركبته فأصابت ضابط الحراسة فى مؤخرة المركبة ونجا الأرشيدوق وزوجته وفى مساء نفس اليوم.

وبينما كان الأرشيدوق فى طريقه للمستشفى لزيارة الضابط الجريح عاجل شاب صربى يدعى «جافريلو برينسيب» الأرشيدوق برصاصات متتالية قتلته هو وزوجته على الفور فكان الحادث بمثابة الشرارة التى أشعلت نار الحرب العالمية الأولى، حيث قامت النمسا والمجر بإلقاء اللوم على حكومة الصرب، وتأكدت من وقوف ألمانيا إلى جوارها وأعلنت الحرب فى ٢٨ يوليو ١٩١٤ ضد صربيا، واستمرت حتى ١٩١٨ وانتهت باستسلام ألمانيا وكان اختيار اليوم المحدد لزيارة ولى عهد النمسا سيئاً فقد تزامن مع ذكرى معركة كوسوفو وهى العيد القومى للصرب، ولم تكن الإجراءات الأمنية جيدة.

وكان مسلحون بمسدسات وقنابل يقفون على جانبى الطريق المقرر أن يمر فيه موكب الأرشيدوق وألقيت على الموكب أول قنبلة فلم تصبه إذ تدحرجت على السيارة ثم انفجرت وجرحت بعض المرافقين، وترتب على هذا تغيير طريق الموكب، وأثناء هذا كان جافريلو برنسيب يقف على ناصية الطريق فقفز على السيارة وأطلق الرصاص على الأرشيدوق وعلى الجنرال بوتيوريك، قائد جيش البوسنة، فقتل الأرشيدق وزوجته ونجا الجنرال، وقد أجج الاغتيال نقمة النمسا على الصرب، وأشعل فتيل الحرب العالمية الأولى التى اندلعت فى أوروبا، وسرعان ما امتدت لباقى دول العالم بين عامى ١٩١٤ و١٩١٨، وكانت مقدمات الحرب قد انتقلت من احتقان الأجواء بين إمبرطورية النمسا، والمجر لغزو صربيا، فأعلنت روسيا الحرب على النمسا فدخلت ألمانيا الحرب كحليف للنمسا، ودخلت فرنسا وبريطانيا كحليفين لروسيا، وقد استعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية فى هذه الحرب، كما تم قصف المدنيين من الجو لأول مرّة فى التاريخ.

وأسفرت الحرب عن تغيير الخارطة السياسية لأوروبا، وشكلت بداية العالم الجديد، ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوروبية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية فى روسيا التى بدورها أحدثت تغيراً فى السياستين الصينية والكوبية، كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين، الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، وأخذت الحروب شكلاً جديداً فى أساليبها بتدخل التكنولوجيا بشكل كبير فى الأمور الحربية ودخول أطراف لا ناقة لها بالحروب ولا جمل وهى شريحة المدنيين فبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين فى ساحة المعركة صارت المدن المأهولة بالسكان ساحات للمعركة مما نتج عنه سقوط ملايين الضحايا.

Leave a Reply