حكايات الحب المجهولة لكبار الشعراء

عباس محمود العقاد - صورة أرشيفية

عباس محمود العقاد – صورة أرشيفية


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

علاقة قديمة وثيقة الصلة بين الشعر والغناء، فالشعر الحقيقى فى حد ذاته لون من ألوان الغناء، بموسيقاه الهامسة وكلماته المنغمة، وسحره الأصيل.. ثمة علاقة متشابهة هى الأخرى تربط الشعراء بقصص حبٍ تكاد تكون واضحة فى معظم الأحيان، ومبهمة لا قصص فيها إلّا من دون تمنيات.

الشاعر لا يمارس نوعًا واحدًا من الحب؛ بل يغمس نفسه فى بحره العميق غمسًا، ليستخرج منه كل ما امتلأت به يداه.. فى السطور التالية نكشف قصص وهيام الشعراء بين قصائدهم المتعددة وخارج بيوتها.. فمنهم من أحب المرأة وعشق قدها الفارع، ومن حمل سيف العداء لها، وأيضًا من شرب كأس الحب إلى نهايتها نعيمًا ولهيبًا حارقًا.. كما يروى «محمد رضوان» فى كتابه «عندما يحب الشعراء.. وأحلى قصص الحب». الصادر عن مكتبة جزيرة الورد والذى ضم الكثير من قصص الحب التى نقدم قراءة لبعض منها.

من بين الألقاب التى وصف بها المفكر الكبير عباس العقاد «الكاتب الجبار».. وقد ارتبط اسمه بالجدية والصرامة والشدة فى الحق والاعتزاز بالكرامة «عقاد متجهم.. وعقاد متكبر.. وعقاد قاسٍ لا يعترف بالوداعة والرقة والحب، حتى ربط كثيرون بين صفاته هذه ورفضه للزواج.. فهل عدو المرأة لم يعرف قلبه للحب سبيلًا؟».

الحقيقة كما يرويها «محمد رضوان» أنه فى تاريخنا القديم والحديث بعض الحكايات والشواهد التى تجعل البعض يطلق هذه الأحكام جزافًا دون التحرّى.. فقد عاش «العقاد» حياته الممتدة «75 عامًا» دون أن يتزوج، وهو ذاته يجيب عن ذلك «إننى لا أكره الزواج ولا آباه، لا أريد أن أعذب المرأة ولا أريد أن تعذبنى امرأة معها».

لكن رغم هذا الموقف المبدئى للعقاد من فكرة الزواج، إلّا أنه أحب المرأة وشرب كأس الحب فى بدايته نعيمًا حتى انتهى به الحال لهيبًا حارقًا، ففى حياته ثلاث نساء أحبهن، ونعم بالحب وتعذّب بنار الغيرة والشكوك والهجر، لكنها انتهت جميعًا بفراق «مى وسارة وهنومة»، فـ«مى» كانت أديبة نابغة ومفكرة رصينة كما وصفت، وهى ابنة إلياس زيادة، صحفى لبنانى هاجر إلى مصر عام 1908، وقد أحبها «العقاد» وبادلته هى عاطفة نقية صافية ممزوجة بالإعجاب والإكبار، وكان يتواعد معها فيذهبان إلى السينما التى توجد بحديقة إحدى الكنائس بحى الظاهر بالقاهرة، حتى لا يلفتا الأنظار إليهما.. وكان يسميها «هند» بين شعره.

وسارت علاقته بحبه بين مد وجزر، وحين كانت تخاصمه يشتط فى كتابة المقالات السياسية التى تعرّضه لخطر السجن، فتنزعج «مى» وتسارع لاسترضائه بحجة أن يخفف من غلوائه حتى لا يتعرض للاعتقال.

ويذكر الأديب الشاعر عبدالرحمن صدقى أن المرأة التى أحبها العقاد فى مطالع حياته الأدبية والصحفية، كان اسمها «أليسا» وليس «أليس» كما ردده معظم من كتبوا فى هذه العلاقة، أمّا الأديب الشاعر محمد طاهر الجبلاوى، والذى كان له دور كبير فى مراقبتها والتأكد من خيانتها للعقاد، فأكد أن «سارة» كما كان يصفها «العقاد» كانت سيدة لبنانية فى الخامسة والعشرين من عمرها وتجيد كثيرًا من اللغات ولها اطلاع إلى حد ما بالفلسفة والأدب.

وكان موعد العاشقين الخامسة مساء كل يوم جمعة، وهكذا مضى العاشقان ينهلان من نبع الحب، حتى بدأت نهاية القصة بشك «العقاد» فى خيانتها، فاستحال الوجد إلى فتور، والشوق إلى خنجر.

أمّا الثالثة، فهى «هنومة خليل.. تلك الفتاة الصغيرة دون العشرين التى كانت تتردد على العقاد فى الأربعينيات وزودها بالكتب لتقرأها وأحبها بعنف رغم فارق السن الكبير».

«هنومة» كانت سمراء دعجاء العينين، ونشأت قصة حب عاصفة بين الملهمة الصغيرة والأديب ابن الخمسين، لكن إصرارها على احتراف التمثيل جعله يقرر إنهاء علاقتهما.

وفى حياة محمود بيرم المصرى.. كما يقول «محمد رضوان» حب مجهول.. كان ذلك عام 1918 وهو فى الخامسة والعشرين على شاطئ الأنفوشى بالإسكندرية، وخفق قلبه عندما رأى «لبنى» الفتاة السكندرية رائعة الجمال التى تنحدر من أصل بدوى وتمتاز بقوام ممشوق ممتلئ قليلًا مع خفة روح نادرة.. وكانت تبيع السمك فى مشنة تصحبها فى جولاتها بين المقاهى وموائد الزبائن، وذات مرّة شعر «بيرم» بخفقان قلبه كلما رآها وسمع صوتها، لكن حياءه منعه من التصريح لها بحبه ومشاعره.. ولكن «لبنى» بغريزة الأنثى أحست بمشاعره وهى لا تدرى أنه يتغزل فى جمالها ويهمس لقلبه متسائلًا: «هوه صحيح الهوى غلاب.. ما اعرفش أنا». وتحول الحب الصامت إلى قصة غرام مشتعلة، وشهدت شواطئ الأنفوشى لحظات من الحب والهيام، تخللتها لحظات هجران وفراق وعتاب ودلال، واستوحى منها قصائده العاطفية والغزلية المفعمة بالحرارة والصدق.

ورغم أن الشاعر محمد عبدالمعطى الهمشرى رحل عن الحياة فى عمر الزهور (30 عامًا)، إلّا أنه كانت فى حياته قصة حب حزينة عاشها وهو لا يزال فى الحادية والعشرين.

فى مدينة السنبلاوين الخضراء بالدقهلية.. كان يحلو للهمشرى الذى كان يقترب من الحادية والعشرين أن يسير وحيدًا متأملًا على شاطئ ترعة «البوهية» حتى وقع بصره على «جتا» الفاتنة، فتغير الحال، وأصبح عاشقًا متيمًا لا ينام الليل، لكن القدر أبى أن تكتمل قصة الحب بسبب صغر سنه والعامل المادى واختلاف الدين إذ كانت «جتا» يهودية وهو مسلم.

هيثم عمار

Leave a Reply