«مدرسة أثينا»: إشعاع فكري.. وثقافة عالمية خالدة

جانب من لوحة أثينا

جانب من لوحة أثينا


تصوير :
آخرون

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

تعتبر لوحة مدرسة أثينا من أشهر العبقريات الفنية الخالدة التى يزخر بها عصر النهضة، أبدعها الفنان الإيطالى رافائيل، والتى رسمها بناء على طلب البابا يوليوس الثانى، الذى كان يريد لوحة فريدة يزين بها إحدى قاعات الفاتيكان.

أراد رافائيل أن يدل على أهمية الفلسفة والعلم، وأن تكون محفزة للنقاش والتأمل، حيث جسد فى هذه اللوحة ثراء فكريا متوهجا فيما يشبه الندوة التى جمعت بين فروع مختلفة من الفكر الإنسانى تحت سقف واحد.

تجسد اللوحة، التى استغرق رافائيل فيها عامين من 1509 إلى 1511، شخصيات فريدة فذة تنتمى إلى مشارب ثقافية وعلمية متعددة متباينة، ومن أزمنة وحقب تاريخية مختلفة.

وتنطق اللوحة بعبقرية إبداعية متفردة عندما تبرز عصارة أفكار كل فليسوف من خلال إيماءاته الشخصية. فأفلاطون المؤمن بعالم المُثل، تركز فلسفته على كل ما هو أزلى وزائل، يشير إلى الأعلى تعزيزا لعالم المُثل العليا الذى يعتقد أنه يشمل الحقائق السامية والحقيقية حيث مكانها فى السماء، بينما كان أرسطو، الملقب بالمعلم الأول»، يشير بيده إلى الأرض وكأنه يقول لأستاذه أفلاطون إن الأرض هى عالم الحقائق فقد كان صاحب نزعة واقعية، والاثنان يتوسطان مركز اللوحة.

وعلى الجانب الأيسر من اللوحة يوجد عالم الرياضيات فيثاغورس صاحب النظريات الشهيرة فى العدد والنغم، حيث يجلس وراءه ابن رشد مرتديا العمامة وزيه العربى، وينظر إلى ما يكتبه وكأنه ينهل منه العلم، وفى الجهة المقابلة يجلس الفيلسوف الرومانى بوسيوس خلف فيثاغورس أيضا، والذى نقل المعارف اليونانية إلى أوروبا بعد أن ترجمها إلى اللاتينية. وعلى الطرف الأيمن يوجد عالم الهندسة إقليدس وهو يشرح لتلامذته، بينما يرسم شكلا هندسيا.

ويجلس فى المنتصف بينهما على السلم ديوجين الكلبى فى ثياب رثة بأسلوب ينم عن اللامبالاة، ومعروف أنه كان يعيش طوال وقته فى برميل، وعندما التقاه الإسكندر الأكبر سأله عما إذا كان يرغب فى شىء، فما كان من ديوجين إلا أن طلب منه أن يتنحى لأن ظله يحجب عنه ضوء الشمس.

كما رسم رافائيل الإسكندر المقدونى فى الجانب الأيسر من الصورة بزيه العسكرى، فهو كان تلميذ أرسطو وصاحب فكرة فلسفية فى الإخاء العالمى والتزاوج بين الحضارات ثقافيا وإنسانيا.

ويجلس هراقليطس بطريقة تدل على الحزن متكئا بوجهه على راحة يده، وهو المعروف بالفيلسوف الباكى من حماقة البشر. ورسم رافائيل وجهه فقط فى أقصى يمين الصورة، بجوار النحات الإيطالى سودوما، وبين كل من بطليموس عالم الفلك صاحب المجاسطى، وزرادشت، نبى بلاد فارس، فى إشارة إلى أن الفن لا يبعد عن العلم والدين والفكر والثقافة.

فى أقصى يسار اللوحة، يوجد زينون الرواقى، مؤسس المدرسة الرواقية، الذى كان يلقى دروسه ومحاضراته فى رواق مزخرف، وهو مذهب له نزعة أخلاقية، ويجاوره أبيقور، مؤسس الأبيقورية، وهى مذهب السعادة من خلال تحصيل اللذة والتخلص من الألم، فالخير فى اللذة والشر فى الألم.

وتقف الفيلسوفة السكندرية هيباتيا، التى تخصصت فى الرياضيات وعلم الفلك، والتى تلقب بـ«شهيدة العلم»، بينما يقف شهيد الفضيلة سقراط خلفها، وهو فيلسوف الأخلاق والحوار وتوليد الأفكار، والذى قال إن المعرفة هى الفضيلة، كما يقف على الطرف المقابل أفلوطين مؤسس الأفلاطونية المحدثة، والتى كان لها تأثير كبير على اللاهوت المسيحى وصاحب نظرية الفيض.

Leave a Reply