«التعويم» يجبر ملايين المواطنين على الشراء بالتقسيط والاقتراض

محل أجهزة كهربائية، الإسكندرية.
 - صورة أرشيفية

محل أجهزة كهربائية، الإسكندرية.
– صورة أرشيفية


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

لجأ غالبية المواطنين لشراء أبسط احتياجاتهم الأساسية، من الملابس إلى الأجهزة المنزلية، بنظام التقسيط، بعد أن هبط قرار تحرير سعر صرف الجنيه، بقيمة العملة، فيما حافظت المرتبات على ثباتها.

المشهد الذى يتكرر كثيراً هو الزحام على محال الأدوات الكهربائية والإلكترونيات، حيث تبحث أمهات وآباء عن وسيلة أكثر يسرًا لتجهيز الأبناء أو مجرد شراء هاتف محمول أو للبحث عن بديل حديث لأجهزة إلكترونية أو كهربائية لم تعد صالحة.

العيون تمر على الملصقات الموجودة على الأجهزة والتى توضح أسعارها، والتى لا يمكن شراؤها وسداد ثمنها فورًا، لذا يبحثون عن عروض التقسيط، رغم أنها تزيد من قيمة السلعة، فالزيادة يمكن تحملها لو تم تقسيمها على عام أو عامين.

محمود، 27 عاماً، يعمل مصوراً صحفياً فى إحدى الجرائد بمرتب 2700 جنيه، ويستعد للزواج بعد نحو 3 أشهر، ولم يكن يستطيع شراء شقة الزوجية، لذا قدم طلباً للحصول على شقة من وحدات الإسكان الاجتماعى، فى مايو 2016، وحصل على العقد بالفعل.

يرى محمود أن إمكانياته المادية لم تكن تؤهله للحصول على شقة على الإطلاق بسبب ارتفاع الأسعار، خصوصاً أن مرتبه لا يكفى أصلاً للوفاء باحتياجاته الأساسية «دفعت فى الشقة على مدار سنتين تقريباً نحو 35 ألف جنيه، ومطلوب منى أدفع قسطاً شهرياً450 جنيهاً، بزيادة سنوية 10% لمدة 20 سنة، والمفروض استلم الشقة خلال شهور، ومن المفترض إن قيمة الشقة- مساحتها 74 مترا مربعا- تصل لـ280 ألف جنيه على 20 عاماً ودى فرصة كويسة جداً، من غيرها مكنتش هقدر أجيب شقة لو فضلت أشتغل طول حياتى بالمرتب ده».

رغم فرحة محمود بشقة الإسكان الاجتماعى، إلا أنه سيتحمل بعض المعاناة لعدم وجود الخدمات التجارية أو المواصلات الكافية من المشروع الموجود بمدينة 6 أكتوبر إلى قلب القاهرة، إذ يعمل حيث تصل المسافة لـ40 كيلومترا، خصوصاً أنه سيسكن فى الشقة فور تسلمها وفق اشتراطات المشروع، ولكنه يأمل حل هذه المعوقات التى لا يمكن مقارنتها حال كان مجبراً على البحث عن شقة وفق ظروفه.

أما بلال شاب، فرغم ظروفه المختلفة، إذ لا يزال طالباً بكلية الحقوق، إلا أنه يعتمد أيضاً على نظام التقسيط ولكن لشراء سيارة ملاكى، حيث استطاع بمساعدة والده تدبير، المقدم، وسيوفر الأقساط من خلال عائد السيارة بعد تشغيلها بالاتفاق مع إحدى شركات الأجرة، «أى خريج جامعة ما بيلقيش شغل بسهولة، وبدل ما أقعد على القهوة، أقدر أرتب حياتى وأجهز نفسى للجواز».

وقال بلال: «فكرت إن والدى يساعدنى فى تدبير مبلغ كمقدم لشراء سيارة، وأشتغل عليها بمرتب كويس ومن خلاله أسدد القسط وأصرف على نفسى وأحوش مبلغ علشان أشترى شقة بالتقسيط برضه»، ويرى بلال أنه لولا فكرة الأقساط لم يكن يستطيع شراء السيارة، نظراً للارتفاع الشديد فى أسعار السيارات «دفعت تقريباً 90 ألف جنيه والباقى بالتقسيط على 5 سنوات، وبدفع كل شهر 2500 جنيه»، ورغم حجم القسط وطول مدة السداد، إلا أن بلال يعتبر الصفقة استثمار مربح بالنسبة إليه: «دلوقت بشتغل على العربية يومياً مع إحدى شركات التاكسى المشهورة فى مصر، وتقريبًا دخلى شهريًا 6 آلاف جنيه، وبعد سداد القسط ومصاريفى الشخصية، بيتبقى حوالى 2500 جنيه، بحوشهم وبفكر أشوف شقة مناسبة أو الدخول فى مشروع تانى».

«أكتر من نصف مرتبى ضايع فى القسط ومش زعلان».. بتلك العبارات تحدث محمود حنفى لـ«المصرى اليوم» عن تجربته مع «الحياة بالقسط»، وذلك بقوله إنه اشترى الأجهزة المنزلية لتأثيث شقته، عقب «تعويم الجنيه»، ولم ينته بعد من سددا جميع الأقساط، ورغم أن أكثر من نصف راتبه مخصص للسداد، إلا أنه غير نادم على تصرفه، لأنه لم يكن يستطيع الانتظار والادخار لشراء كل هذه السلع، لأن أسعارها كانت ترتفع بسرعة كبيرة: «الزيادة كل يوم وبمعدل أكبر بكثير من الفائدة»، حيث قام بشراء ثلاجة بنظام القسط بـ4 آلاف جنيه، بينما سعرها «كاش» 3250 جنيهاً، ثم وصل سعرها حالياً لـ٥٦٠٠ جنيه، ما يعنى أن التقسيط أفضل من الانتظار والدفع فوراً، كما أنه موفر عكس الظاهر. أما داليا على، 32 عاماً، فتجربتها مثل كثيرات، حيث كان نظام التقسيط مناسبا جداً لظروفها، مكنها من شراء ملابس قبل زفافها، رغم أن قيمتها وصلت لأكثر من ٢٥ ألف جنيه، وقالت «داليا» لـ«المصرى اليوم»، إنها أصبحت مدمنة للشراء بالتقسيط، رغم أن سداد الدفعات المالية استمر أكثر من 3 سنوات، لأننى لا أملك النقود للشراء.

Leave a Reply