«فاطمة بيبى وأبناء الملك».. تراجيديا التاريخ والصراعات

سلطان القاسمي يوقع الرواية فى معرض الشارقة

سلطان القاسمي يوقع الرواية فى معرض الشارقة


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

وقع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة لجمهور معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الأحدث، عملًا أدبيًا جديدًا يأخذ شكلًا جديدًا وهى الرواية التوثيقية، التى حملت عنوان «فاطمة بيبى وأبناء الملك» من منشورات القاسمى بالشارقة، وقد جاءت من كاتبٍ ومؤرخٍ متمكن من أدوات التعبير.

والحكاية وتقنياتها الحديثة وفق أسلوبٍ تميّز به فى مقاربة أشكال الكتابة الروائية المتنوعة سردت قصةً حقيقيةً، لوفترةً خصبة فى تاريخ احتلال البرتغاليين سابقاً لشبه جزيرة هرمز، حتى زواله، وتبدأ أحداث الرواية فى العام 1588 بلقاء بيبى فاطمة، بطلة القصة، مع أبناء الملك فروغ شاه الذى حكم الجزيرة، وتضاربت بأبنائه السبّل مضارب شتى، والتى وصفها المؤلف فى آخر سطرٍ من الرواية (والحقيقة أنها: طالقة فيروز شاه، وأرملة توران شاه، وزوجة محمد شاه)، امرأةٌ ساقها الطموح كقدرٍ محتومٍ، قاتلت لتثبيت حكم ملوك هرمزحتى انتهى بها المطاف، وزوجها الملك محمد شاه، بعد ثلاث زيجاتٍ، وصراعاتهم العصيّة، من أجل الحكم، لاجئةً فى مدينة أصفهان.

أيضا تضمنت الرواية معلومات دقيقة ثرية، بيّنت مدى تمكّن المؤلف من تاريخ المنطقة وجغرافيتها، إلى جانب أدواته كمسرحى، فجاءت الرواية مترابطة فنياً وتقنياً، يأخذ فيها الراوى مكاناً قصيًّا تاركًا القارئ مع الأحداث التى يشاهدها القارئ، بدءًا من وصف المدن، والأماكن، وتم عنونة الفصول الخمسة للرواية، بأسماء الشخصيات، وجاءت الرواية متسلسلةً حافلة بالشخصيات الثرية التى فرضتها حصرية الأحداث التاريخية، كما وثقت لأحداثٍ مهمة بأسلوب مميز، وكأننا نقف من خلال البناء السردى للرواية على صيغة جمعت بين البناء المسرحى والسيناريو الذى يحقق المعايشة للقارئ حيث يصف المؤلف مسرح الحدث، ويأخذ القارئ من يده وعقله إلى المشهد، ومن ثمّ ينسحب تاركاً القارئ مندمجاً مع الأحداث، «.. حتى إذا ما دخلنا القصر، من خلال تلك البوابة الكبيرة المزخرفة وعبرنا حتى البهو الكبير، نصل الى مجلس الملك»، و«إذ بطرقات مدينة هرمز سرعان ما أصبحت ملأى بالنساء المنتقبات المسرعات من بيتٍ إلى بيت وأبوابٌ تفتح وأبوابٌ تُغلق»، «الزوجة بيبى فاطمة، الأولاد الصغار.. والناس حولها يصرخون».

مما يجعلنا نقف بجلاء على طابع المشهدية الذى يحقق التعايش المعايشة والتفاعل، كما نقف أمام بناءٍ روائى فى صياغة مغايرة للرواية التاريخية، ولم ينسَ مؤلف العمل أن يتناول مفاهيم حب السلطة، والافتتان بها، والأهداف الخفية للمستعمر، والصراع بين الإخوة، والحكمة والحماقة، والوحدة والتفرق، ودهاء المرأة، وأثر التربية على آمال كما أشارت الرواية إلى تجربة علميةٍ عميقة فى دراسة التاريخ وتحليله، ميّزها إيراد الوثائق الحقيقية على نحو لم يؤثر فى تدفق الأحداث، فهى جزء من النسيج الروائى وموظّفة بدقة لتقدم لنا صورة «بيبى فاطمة» وقصتها التراجيدية كإحدى النساء الشهيرات فى تاريخ جزيرة هرمز.

Leave a Reply