.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
قبل أيام صدرت الرواية الأحدث للروائي والقاص سعيد نوح «أحوال مظلوم» وأقيمت ندوة لمناقشة الرواية في صالون أم هاشم التابع لبيت السناري في السيدة زينب في «صالون أم هاشم».
والصالون يقيمه ويديره الكاتب الصحفي سيد محمود وشارك في المناقشة الناقد مدحت صفوت، كما تحدث سعيد نوح عن الارتباط بين تجربته الإنسانية وإبداعاته الروائية مما جعل الصالون لا يقتصر على مناقشة روايته الأحدث. وتحدث سيد محمود عن مشروع سعيد نوح الروائي منذ صدور روايته الأولى «كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد» التي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1995.
وصدرت في طبعة ثانية في مكتبة الأسرة عام 2003، وحققت مردودا كبيرا وتوالت طبعاتها كما عرض سيد محمود لاهتمام سعيد نوح بالمهمشين، وخاصة عالم المسيحيين في خصوصيته، ولم تكن «أحوال مظلوم» هي الرواية الوحيدة التي ناقشت هذا العالم، وحاولت كشفه في خصوصيته الثقافية، إنما أصدر رواية «أحزان الشماس» عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2010.
وناقشت عالم المسيحيين المصريين، وكشفت عن آمالهم وأحزانهم، مشاكلهم وتاريخها القديم والحديث، ثم تحدث سعيد نوح عن سيرة الكتابة لديه، وعن الأنساق السياسية والاجتماعية التي يعالجها في أعماله، وظروف كتابة كل رواية، وكيف يختار الشخصيات والأماكن، وأجواء كل رواية.
ثم شرح حكاية «أحوال مظلوم»، وكيف أنها تعالج قلقا وجوديا إنسانيا من ناحية، حيث يتعرض مظلوم لظلم حقيقي من قبل العائلة التي عمل الجد فيها وزيرا لمالية محمد على الكبير، ثم ظلم تاريخي تعرضت له الشخصية المسيحية في مصر منذ القرون الأولى لدخول الإسلام إليها.
وأكد «نوح» أن بطله لا يعرف كيف بدأت العداوة بينه وبين أخيه، لكن من خلال السرد يظهر أن هناك أشياء تتحرك في القلوب على مدار الأيام ويكبر الفتى ويدخل إلى مرحلة التعليم ويتفوق الصغير على الكبير، مما يظهر الحقد الدفين وحين تأتي إرسالية التبشيرالأولى في 1851 وتسكن في بيت كبير من بيوت المعلم بولس، وتمر الأيام، فيتحول قلب أوديت، الراهبة التي أحبت مرقص من النظرة الأولى، إلى حب مظلوم الذي تقرب منها من خلال اللقاءات التي تمت بينهما في الإسطبل الكبير الخاص بالعائلة والمتواجد بجوار البيت الذي يتحول إلى اسبتالية تعالج الفقراء والعامة.
تمر الأيام، وتقع في غرام مظلوم، لكنها لا تتمكن من الزواج منه بعد أن عرف القس رئيس الإرسالية بتلك العلاقة، فيحذرها من الاستمرار في علاقتها بمظلوم لأنها راهبة وقدمت إلى مصر من أجل التبشير وليس من أجل الحب والزواج، فتفر أوديت إلى دير ناء في أسوان، وحين تصل هناك لا تتحمل آلام الفراق، فتموت، أما مرقص فيتعرف على فكر مدرسة التبشير ويقرر ترك مذهبه ويدخل إلى مذهب الإنجيليين.
ويكتشف الأب بولس ذلك ويقرر أن يعيده إلى ملته، لكنه لا يستطيع رغم كل ما قام به ويحكم عليه أن يترك داره وماله وأولاده ويأخذ زوجته فقط ويترك أسيوط كلها، فيفعل مرقص، ويتجه شمالا إلى الإسكندرية، ويعود مظلوم مرة أخرى كبيرا للعائلة. وتكشف الرواية علاقة الكنيسة الشرقية بفكر مدارس التبشير والإرساليات الغربية، ومدى غضب آباء الكنيسة الشرقية في مصر من ذلك التحول المذهبي الذي يقوم به كل من يؤمن بفكر تلك المدارس التبشيرية.
أما الناقد مدحت صفوت فقد ناقش الرواية من ناحيتين، ناحية جمالية فنية، حيث البناء السردي وطرائق السرد فيه، والزمان والمكان، حيث إن بنية رواية «أحوال مظلوم» تقدم شكلا من أشكال المعرفة التاريخية٬ حيث يمتد زمن السرد فيها من تاريخ حكم محمد على حتى بداية القرن العشرين٬ وصولا لزمن السرد 2018، فالكاتب في هذه الرواية يخاطب ويناقش المتلقى مباشرة في صورة حكي لحكاية سوداوية غامضة وليست بيانا سياسيا أو دينيا.
حكاية «مظلوم» هي حكاية الابن الأكبر لوريث بيت وزير المالية في عهد محمد على المعلم بولس جرجس بولس العريان، ذلك الرجل الذي قتله إبراهيم باشا وتركه يومين قبل أن يدفن. مظلوم الذي ولد بأذنين كبيرتين، ما إن تفحت عيناه حتى عرف موقعه داخل العائلة الكبيرة ذات المجد والثراء. كان ولي العهد الأول للعائلة الثرية التي ارتبطت بالسلطة والحكم في عهد محمد على أنجبه الأب على شوق كبير، فقد ظل خمس سنوات في البحث عن الإنجاب.
وحين جاءه مظلوم أنفق كل ما في جهده من أجل إسعاده وتدليله. أمضى الصبي طفولة رائعة. يُحمل من كتف لكتف. يأمر فيطاع. لكنه أبدا لم يرض عن ذلك، ربما لأذنيه الكبيرتين اللتين كانتا مصدر سخرية من الأغراب الذين يرونه لأول مرة دخل في ذلك الشعور بعد الراحة. كان في داخله قلق لا يعرف مصدره.
كان كالمزروع خارج أرضه الحقيقية. ظل الصبي المدلل يبحث عن ذاته المغتربة داخل أسرته. ولم لا وقد كتبه الله عنده مظلوما حسب اسمه. ظل يبحث عن ذلك المختفي بجدية تامة. كان كمن يبحث عن مأزق لا يستطيع الفكاك منه. كان يمضي في حياته الجميلة التي يبحث عن تغييرها دون أن يعرف مصدر قلقه النفسي والوجودي، حتى أنجب أباه ابن آخر، وهنا تبدلت أحوال مظلوم، فلم يعد ولي العهد لتلك الأسرة العريقة المدلل، بل انتقل الاهتمام إلى أخيه الجديد مرقص.
ولم يكن فقده اهتمام الأسرة هو أكبر همه، بل ذلك الظلم الذي كان يتخيله ويبحث فيه والمأخوذ من اسمه رغم أنه كان من أسرة ثرية ولها وضعها في أسيوط. يكبر مظلوم ويتعرف على أوديت الراهبة التي جاءت مع البعثة التبشيرية وتشاء الصدف أن تحب أخاه مرقص الذي كان بدوره يحب ابنة عمته.
كما ناقش صفوت الخطاب الثقافي فيها، حيث تناولت الرواية المقدس المسيحي، وكيفية النظر إليه، وعلاقته بالإنسان، وكذلك السردية التاريخية المسيحية وعلاقتها بالآخر المسلم. كذلك رأى صفوت أن الرواية تناقش التاريخ العربي المليء بالجرائم ضد المسيحيين٬ حتى عمر بن عبدالعزيز الذي وصف بأنه أكثر أهل الأرض عدلا٬ لم يسلم المسيحيون في عهده من دفع الجزية، بينما كانت فترة الحكم الفاطمي هي أفضل الفترات بالنسبة للمسيحيين في تاريخ الحكم العربي الإسلامي، خاصة وأن الإمبراطورية الإسلامية لم تختلف كثيرا عن الإمبراطورية الرومانية في عسفها وظلمها للمسيحيين٬ مما اضطر المسيحيون للدخول إلى الإسلام للهرب من دفع الجزية، والفقراء هم من دفعوا الثمن مرتين٬ مرة لأنهم فقراء٬ وأخرى لأنهم مسيحيون.