بدأ السوري محمد أمين السلامي رحلته للهروب من الحرب في بلاده، على متن قارب مطاطي، للحفاظ على حياته، لكنه حقق ما هو أكثر من ذلك، بعدما أصبح بطلًا في رياضة الوثب الطويل، ويستعد للمشاركة تحت علم فريق اللاجئين في أولمبياد باريس 2024.
وتحدث السلامي عن رحلته في تصريحات للموقع الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية قائلًا: ” كانت بداية الرحلة هي الجزء الأكثر خطورة، ولن أنسى ذلك أبدًا، كنت جالسًا في زورق مطاطي مع العديد من الأشخاص الآخرين، وكان قرارًا صعبًا للغاية، لم أكن أعرف ما إذا كان ينبغي علي ركوبه أم لا”.
وأضاف: “بعد أن خرجت من القارب، بقدمي الصلبة تحت الأرض، عرفت أنني لن أموت، الآن كل شيء يتحسن ولا يمكن أن يصبح أسوأ من هذا”.
وبالعودة لطفولة السلامي في إحدى مدارس حلب، حيث بدأ مسيرته مع رياضة الوثب الطويل، عقب نصيحة من مدرس التربية الرياضية، ليفوز ببطولة المدارس الوطنية بسوريا، بفئتي الوثب الثلاثي والوثب الطويل.
وبسبب الحرب التي اندلعت في سوريا، هرب محمد أمين رفقة عائلته إلى تركيا، ولم يستطع ممارسة رياضته المفضلة، ليقرر العودة إلى بلاده.
ورغم الأجواء الصعبة خلال الحرب، أكمل السلامي دراسته، وأصبح مدرس تربية رياضية، وأثناء خوضه للتدريبات في دمشق، شارك في بطولة آسيا، وحصل على المركز الثاني عام 2014.
وعند عودته لسوريا، كانت الحرب لا تزال مشتعلة، ليصبح لا مفر لدى السلامي سوى الرحيل مجددًا، بعدما نزحت أسرته لعدة مناطق داخل سوريا، ثم سافرت إلى تركيا، لكنه قرر الاتجاه إلى اليونان ثم ألمانيا بمفرده.
وكان لاعب الوثب الطويل صاحب الـ 29 عامًا، قد ابتعد عن ممارسة الرياضة منذ مارس 2015 إلى أكتوبر من العام ذاته، قبل أن يبحث داخل برلين عن الملاعب والصالات الرياضية المناسبة له، من أجل العودة لحياته الطبيعية وتحقيق أحلامه.
وبعد سنوات، تم اختياره للمنافسة ضمن الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية في أولمبياد باريس 2024، ليصبح على أعتاب تحقيق حلمه بعد سنوات من العناء.
وقال السلامي خلال حديثه لموقع دورة الألعاب الأولمبية الرسمي: “وصلت إلى ألمانيا وقضيت وقتًا طويلًا دون أي أموال في جيبي ودون التحدث بلغة البلد، وقلت لنفسي عليك أن تتحلى بالصبر، كل شيء سوف يتحسن”.
وتابع: “أريد فقط أن أستمتع بحياتي، لقد عانيت من الإصابات، وكان بعضها خطيرًا للغاية لدرجة أنني اعتقدت أنني يجب أن أنهي مسيرتي، لا أستطيع الانتظار حتى اليوم الذي أشارك فيه بالألعاب الأولمبية، يزداد الضغط ولكني سأحاول أن أحافظ على هدوئي وأستمتع بالمشاركة”.
وأتم: “سأبذل كل ما في وسعي، أريد أن أثبت أنني لست في باريس لأنني لاجئ فحسب، بل لأنني أستحق ذلك كرياضي أيضاً، مستقبلي يبدأ الآن”.