تأثير حقوق الصورة في كرة القدم ساحر إلى درجة أنها عطلت انتقال الإيطالي روميلو لوكاكو إلى نابولي هذا الصيف، بعد أسابيع من إقناعها الفرنسي كيليان مبابي بعرض ريال مدريد.. ورغم ذلك، لا يبدو هذا البند مفهومًا بالنسبة إلى العديد من عناصر اللعبة الشعبية الأولى حول العالم، سواءً إداريين أو لاعبين أو مشجعين.
نابولي أتم اتفاقه مع تشيلسي على كل شيء، لكنه حتى الآن لم ينجح في الحصول على توقيع روميلو لوكاكو بسبب حقوق الصورة. (طالع التفاصيل من هنا)
أحبطت لوكاكو بعدما أقنعت مبابي
وفق موقع “كالتشيو ميركاتو” الإيطالي، تسببت حقوق الصورة في انهيار المفاوضات الشخصية مع لوكاكو، لأن نابولي اعتاد أن يحتفظ بـ100% من تلك الحقوق، ما يضع النادي في خلافات دائمة مع اللاعبين.
وكانت حقوق الصورة ضمن الأسباب التي أوقفت مفاوضات مبابي مع ريال مدريد في 2022، بحسب ما نشرت صحيفة “ماركا” الإسبانية، التي ذهبت إلى أن اللاعب الفرنسي اختلف مع النادي الإسباني في هذا الشأن.
وطلب مبابي الحصول على 100% من حقوق الصورة في اتفاقه مع ريال مدريد، ما قوبل بالرفض من فلورينتينو بيريز الذي اعتاد تحديد نسبة 50% فقط في مفاوضاته مع اللاعبين الآخرين.
ولبى باريس سان جيرمان طلبات مبابي، ليبقى اللاعب آنذاك في العاصمة الفرنسية.
بعد عامين، استأنف ريال مدريد مفاوضاته مع مبابي، ليعرض النادي الإسباني مجددًا 50% فقط من حقوق الصورة، فيما رفض الفرنسي، موافقًا على خفض النسبة من 100% إلى 80%، الأمر الذي انتهى باتفاق الطرفين.
حقوق الصورة في كرة القدم
اعتادت الأندية في السابق أن تدفع للاعبين مقابل ممارسة كرة القدم فقط، قبل أن تتطور العلاقات التعاقدية كثيرًا.
وتشير حقوق الصورة، وهو مصطلح حديث إلى حد ما في لعبة كرة القدم، إلى حقوق الملكية الخاصة باللاعب، والحق في التحكم والترخيص والاستغلال ومنع الأطراف الثالثة من استخدام الصورة، ما يشمل اسم اللاعب، صورته، صوته، توقيعه، حساباته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، وغيرها.
وفي الأصل، يملك كل لاعب حقوق الصورة الخاصة به قبل أن يحدد كيفية إدارتها وفق أشكال شائعة، من بينها أن يؤسس شركة خاصة لحقوق الصورة أو يتعاقد مع شركة تعمل بالفعل في هذا المجال أو أن يوافق على بيعها إلى ناديه سواءً بشكل كامل أي بنسبة 100% أو بشكل جزئي، كما في حالة مبابي 20% فقط لريال مدريد.
لتبسيط مفهوم حقوق الصورة، عندما يتعاقد النادي مع لاعب، فإنه يملك الحق في استخدام صورته لكن في نطاق محدود جدًا، على سبيل المثال تنص العقود عادةً في هذا الصدد على: “يجب ألا يتم استخدام صورة اللاعب بشكل أكبر من المتوسط لجميع اللاعبين”، أي إذا أراد النادي أن ينشر صورة ترويجية لفريق كرة القدم مثلًا، فإن القانون يمنع استخدام صورة لاعب ما بشكل أكبر من الآخرين.
حسنًا يرغب نادٍ في أن يستخدم صورة لاعب بشكل منفرد أو بشكل أكبر من الآخرين في الإعلانات التجارية، لأنه يحظى بشعبية ونجومية أكبر، فماذا يفعل؟ في تلك الحالة، يتعين على النادي أن يتوصل إلى اتفاقية منفصلة أولًا بشأن حقوق الصورة مع اللاعب.
وبحسب ما سبق، يحصل مبابي على 80% من الأرباح إذا أراد ريال مدريد استخدام صورته في إعلان تجاري، بينما تذهب 20% فقط إلى النادي، وذلك وفق البند الموضوع في العقد المبرم بينهما حتى 2029.
أهمية حقوق الصورة أكبر مما تتوقع
كان الأرجنتيني باولو ديبالا على أعتاب إتمام انتقاله من يوفنتوس إلى توتنهام هوتسبير في 2019، بعد اتفاق الأطراف الثلاثة، الناديان الإيطالي والإنجليزي واللاعب على كل شيء، ما يشمل قيمة الصفقة والراتب وغير ذلك.
وانهارت صفقة ديبالا في اللحظات الأخيرة، لأن الأرجنتيني لم يكن يملك حقوق صورته، إذ باعها في وقت سابق لشركة خاصة، ما وضع توتنهام في موقف محرج، إذ تعين على النادي الإنجليزي أن يدفع 13 مليون جنيه إسترليني لشرائها من تلك الشركة، ما رفضه سبيرز، ليبقى اللاعب في يوفنتوس.
ويوضح ذلك أن حقوق الصورة قد لا تكون مع النادي أو اللاعب، إذ يمكن لها أن تكون رفقة طرف ثالث، كما أشرنا.
في النهاية، لا يمكنك أن تعرف كم سيربح كيليان مبابي من اتفاقه على 80% من حقوق صورته مع ريال مدريد، ما ينطبق على لوكاكو الذي لا نعرف أيضًا كم اشترط وكم سيربح من تلك الحقوق مع نابولي، إذا توصل الطرفان إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة.