لن يشعر اللاعب السعودي سعود عبد الحميد بالندم مثل مواطنه ياسر القحطاني، لأن الأول وافق على إتمام انضمامه إلى روما الإيطالي هذا الصيف، بينما رفض الأخير عرضًا رسميًا من مانشستر سيتي في أوج مسيرته الرياضية مع كرة القدم، قبل 17 عامًا، بالتحديد في ديسمبر 2007.
بالعودة إلى ديسمبر 2007، لم يكن المهاجم ياسر القحطاني لاعبًا عاديًا في ذلك الوقت، بالنظر إلى تتويجه بأفضل لاعب في القارة الصفراء، عقب أداء استثنائي قاد فيه الأخضر السعودي إلى نهائي كأس آسيا قبل الخسارة (1-0) أمام العراق بهدف تاريخي ليونس محمود.
ياسر القحطاني اعتزل ممارسة كرة القدم عام 2018 لكن قصة رفضه ارتداء قميص مانشستر سيتي ما تزال عالقة في ذاكرته شأنه شأن الجمهور السعودي.
قصة لن يكررها سعود عبد الحميد
وصل سعود عبد الحميد في وقت سابق من اليوم الإثنين، العاصمة الإيطالية روما، من أجل الخضوع لفحوصات طبية لازمة تمهيدًا لانضمامه إلى فريق المدرب دانيلي دي روسي في صفقة تكلف ما يقارب 3 ملايين يورو، بحسب ما ذكر الصحفي فابريزيو رومانو.
ووافق الهلال على التخلي عن خدمات سعود عبد الحميد بعد مفاوضات شاقة، فيما يستهدف أن يعوضه بالتعاقد مع البرتغالي جواو كانسيلو من مانشستر سيتي.
ياسر القحطاني مطلوب في مانشستر سيتي
بعد أشهر من أداء ياسر القحطاني الاستثنائي في كأس آسيا 2007، تلقى البالغ من العمر 25 عامًا عرضًا من مانشستر سيتي، اشترط فيه النادي الإنجليزي أولًا أن يخضع اللاعب لتجربة اختبار قصيرة، بحسب أرشيف موقع شبكة “بي بي سي” البريطانية.
بالفعل، شد ياسر القحطاني رحاله إلى مدينة مانشستر، مصطحبًا معه شخصين، الأول تركي المقيرن، وكيل أعماله، والثاني الأمير محمد بن فيصل، رئيس نادي الهلال الذي كان ينشط اللاعب بين صفوفه.
يروي ياسر القحطاني ما حدث معه في تجربة مانشستر سيتي خلال تصريحات سابقة لموقع “ايمرتس بيزنيس”: “عندما وصلت إلى مانشستر، وبدأت التدريبات، أشاد بي إريكسون -مدرب سيتي- كثيرًا.. لقد أخبرني المدرب أنه خلال شهرين فقط سأصبح مناسبًا لأي نادٍ أوروبي”.
وذكرت صحيفة “الرياض” السعودية بحسب أرشيفها أن ياسر القحطاني شارك في تقسيمة ودية بين نجوم مانشستر سيتي، نجح خلالها في تسجيل هدف وصناعة آخر من أصل 3 أهداف لفريقه، ما أثار إعجاب المدرب السويدي سفين جوران إريكسون الذي طلب من إدارة ناديه، شراء عقد اللاعب.
ورفض ياسر أن يواصل التدرب مع مانشستر سيتي بحسب الصحيفة السعودية، لأنه يرى نفسه جيدًا بما يكفي.
ولم ينزعج إريكسون من طلب ياسر القحطاني، ليقدم مانشستر سيتي بالفعل عرضًا رسميًا إلى الهلال يتضمن الحصول على خدمات اللاعب بدءًا من يناير 2008 حتى نهاية الموسم مقابل مليوني جنيه إسترليني، مع خيار الشراء بـ14 ملايين، بحسب ما قاله اللاعب بنفسه في مؤتمر صحفي.
يواصل القحطاني حديثه في هذا الصدد: “الأمير محمد بن فيصل كان يرغب في قتلي بعد أن تراجعت عن موقفي من الانضمام لمانشستر سيتي، لأنه كان قد اتفق مع المسؤولين على كل شيء، وأنهى جميع الإجراءات”.
وتناولت صحيفة “مترو” البريطانية خبر رفض ياسر القحطاني عرضًا رسميًا من النادي الإنجليزي بعنوان جاء فيه: “أفضل لاعب في آسيا رفض مانشستر سيتي”، موضحة أن اللاعب أراد البقاء مع نادي الهلال من أجل مواصلة المنافسة على الألقاب المحلية والقارية.
الندم مستمر
في 2016، سئل ياسر القحطاني في إحدى المقابلات الإعلامية عن رفض انضمامه إلى مانشستر سيتي.
وأجاب ياسر القحطاني المعروف بين جماهير كرة القدم السعودية بـ”القناص”، بقوله: “أنا نادم على رفض الانتقال إلى الدوري الإنجليزي بعدد شعر رأسي”.
يشار إلى أن انتقال ياسر إلى مانشستر سيتي كان سيمنحه لقب أول لاعب سعودي على الإطلاق يحترف في الدوري الإنجليزي، علمًا بأن سامي الجابر ارتدى بالفعل قميص وولفرهامبتون ووندرز في 4 مباريات لكن الفريق كان ضمن أندية الدرجة الأولى أو ما يعرف حاليًا بـ”تشامبيونشيب”.