أعلن النادي الأهلي مساء أمس، تعاقده مع عمر الساعي، نجم خط وسط الإسماعيلي الصاعد، بعدما قدم مستوى مميز مع الدراويش في الموسم المنقضي 2023-2024.
وكان كولر يبحث عن تعزيز صفوف خط الوسط، بلاعب جديد لتعويض رحيل أليو ديانح، بالإضافة لتقدم عمرو السولية في العمر وكثرة إصاباته، ولذلك ارتبط الفريق الأحمر بعدة لاعبين أبرزهم التونسي محمد علي بن رمضان، رغم اختلاف الأدوار بينه وبين لاعبي الأحمر الحاليين.
وبالنظر إلى مركز الساعي، سنجده يميل للتواجد في الجبهة اليسرى من وسط الملعب، كلاعب رقم 8 حسبما صرح في لقاء تلفزيوني سابق، رغم أن مركزه الأصلي هو رقم 10 كصانع ألعاب.
تظهر الخريطة الحرارية لعمر الساعي تواجده في الجزء الهجومي أكثر من الدفاعي، وهو ما يشبه الخريطة الحرارية لإمام عاشور، الذي يشغل المركز ذاته.
تشير الأرقام عبر شبكة سوفا سكور، إلى أن الساعي لا يمتلك نفس قدرات إمام عاشور الهجومية، حيث سجل لاعب الدراويش السابق 4 أهداف في الموسم الماضي بمسابقة الدوري، بينما أحرز نجم القلعة الحمراء 8 أهداف، رغم أنه شارك في 5 مباريات أقل.
وصنع إمام عاشور أيضًا 5 أهداف مقابل 4 أسيست لعمر الساعي، كما يتفوق اللاعب الأول في خطة كولر على الوافد الجديد من حيث دقة الكرات الطويلة، حيث وصلت إلى نسبة 63.1% لعاشور مقابل 48.7% لعمر الساعي، لذلك قد يكون الأخير بديلًا مشابهًا لإمام، خاصة مع كثرة البطولات التي سيشارك فيها المارد الأحمر.
وعلى الجانب الآخر، قد تكون الاستفادة الأكبر للأهلي من عمر الساعي على صعيد صناعة الفرص والقيام بالمهام الدفاعية، حيث لا يركز لاعب الدراويش السابق على الوصول للشباك أكثر من التمرير لزملائه، حيث صنع 8 فرص كبيرة للتسجيل في الموسم المنقضي، وفقًا لشبكة سوفا سكور، مقابل 3 لإمام عاشور.
ويتفوق عمر الساعي دفاعيًا على إمام عاشور في بعض الإحصائيات، من بينها التدخلات والتشتيت واعتراض تمريرات الخصوم، بالإضافة لمعدل فوزه بالصراعات الهوائية.
النقطة السلبية التي قد يحتاج كولر للعمل عليها مع الساعي، تتعلق بتركيزه على المهارات الفردية، أحيانًا بشكل زائد قد يعرضه لفقد الكرة، حيث تشير الإحصائيات لتفوقه على إمام عاشور في معدل المراوغات الصحيحة، والتي وصلت للساعي إلى 1.1 في المباراة بنسبة نجاح 45.2%، مقابل 0.9 بنسبة نجاح 42.1% لعاشور.
وفي المقابل يتفوق إمام عاشور في جوانب آخرى قد تعتبر سلبيات أيضًا في حسابات كولر، ومن بينها معدل فقدان الكرة الذي يصل من جانب إمام إلى 13.2 مرة في المباراة الواحدة، مقابل 13.4 لعمر الساعي، كما يرتكب عاشور مخالفات أقل، ويحصل على أخطاء أكثر من الخصوم.
ورغم تغيير كولر لأسلوب الأهلي في الموسم الماضي، ليتناسب مع قدرات لاعبه الجديد إمام عاشور، الذي يختلف في خصائصه عن حمدي فتحي، لكن المدرب السويسري مازال يرحل عن لاعب مشابه لنجم الوكرة القطري الحالي، في الزيادة الهجومية داخل منطقة الجزاء، مع القوة في الالتحامات الأرضية والصراعات الهوائية.
ربما لا يمتلك الساعي قوة أليو ديانج الدفاعية، وكذلك خبرات عمرو السولية على صعيد التمركز والتمرير، لكنه قد يكون حلًا لضغط المباريات الذي سيعاني منه الأهلي في الموسم المقبل، وإضافة على الصعيد الهجومي، كعنصر مهاري لم يمتلك الأحمر مثله سوى إمام عاشور.
وبطبيعة الحال لن يكون الساعي بديلًا لصفقة محمد علي بن رمضان، حيث لا يتمتع نجم الدراويش السابق بالشراسة الهجومية والفعالية على المرمى، التي يمتلكها اللاعب التونسي أو إمام عاشور، لكنه سيقدم حلولاً آخرى للمدرب السويسري في عملية الخروج بالكرة وصناعة الفرص.