يستعد نادي الزمالك لاختبار اللاعب الإنجليزي أوفييمونو دومينيك إيجاريا، الشهير بـ أوفي إيجاريا، تمهيدًا للتعاقد معه، حال ظهوره بشكل جيد في تدريبات القلعة البيضاء، بعد مسيرة محيرة في الملاعب الإنجليزية، كان فيها نجمًا واعدًا في أكاديمية ليفربول، ثم تحول لمطرود من ريدينج بعد انهيار مفاجئ لم يفهمه أحد.
بدأ إيجاريا مسيرته في أرسنال، منذ أن كان يبلغ السابعة من عمره، وحتى سن الـ 16، والذي رحل فيه عن الجانرز، وانضم بعد ذلك لأكاديمية ليفربول.
تحدث إيجاريا عن تلك الفترة في تصريحاته لصحيفة ليفربول إيو عام 2016 قائلًا: “لقد كان الأمر صعبًا، وبمثابة صدمة إلى حد ما، لكنني كنت محظوظًا بما يكفي للحصول على عروض من عدد من الأندية على مستويات مختلفة، اخترت ليفربول وأنا سعيد لأنني فعلت ذلك”.
ظهر إيجاريا مع الريدز بصورة جيدة، وحصل على فرصة المشاركة مع الفريق الأول، بفضل المدرب يورجن كلوب، في نوفمبر 2016.
أشاد كلوب بـ إيجاريا واعتبره النموذج الذي يجب أن يحتذي به شباب الريدز، عند حصولهم على فرص المشاركة في معسكر تدريبي للفريق الأول بالعام التالي 2017.
وقال كلوب في تصريحات لموقع ليفربول الرسمي بذلك الوقت: “أخبرت الأولاد قبل التدريبات أنه في العام الماضي، جاء أوفي إيجاريا وانضم إلى فريقي”.
وأضاف: “لقد رأيته هنا أولًا، كنت أعرفه، رأيته يلعب عدة مرات، لكن وجوده هنا لمدة 4 أيام، ورؤيته في مساحات صغيرة في المران أمام اللاعبين الكبار كان مهمًا جدًا بالنسبة له، وبالنسبة لي”.
لعب إيجاريا في عدة مراكز، أبرزها لاعب الارتكاز المساند ( رقم 8 ) في خط الوسط، صانع ألعاب ( رقم 10 )، وجناح أيسر، لكنه تحدث على تفضيله للعب في العمق عوضًا عن الأطراف.
وقال إيجاريا في تصريحات رسمية: “طالما لعبت في منتصف الملعب، في بعض الأحيان عندما كنت ألعب مع فريق تحت 23 عامًا هذا الموسم، كنت ألعب على الأطراف على اليسار، لكنني لا أجد ذلك صعبًا للغاية لأنني معتاد على اللعب في مركز رقم 10”.
وتابع: “يمكنني الاتجاه إلى الداخل في بعض الأحيان، واللعب كرقم 10 ثانٍ، وأنا بالتأكيد أصف نفسي كلاعب خط وسط مهاجم، سواء رقم 8 أو رقم 10”.
شارك إيجاريا في تتويج منتخب إنجلترا تحت 20 عامًا بلقب كأس العالم للناشئين 2017، برفقة جيل ضم العديد من النجوم الحاليين مثل دومينيك سولانكي، دومينيك كالفرت لوين وأديمولا لوكمان، بالإضافة لدين هندرسون وإزري كونسا وفيكايو توموري.
وفي ظل صعوبة مشاركته مع المنتخب الأول، كان إيجاريا قريبًا من تمثيل منتخب نيجيريا، لكن الأمر لم يكتمل خاصة بعد ابتعاده المفاجئ عن المباريات.
انضم إيجاريا لصفوف ريدينج تحت قيادة البرتغالي جوزيه جوميز، المدير الفني الحالي لنادي الزمالك، الذي قال عن ضمه في عام 2019: “لقد تعاقدنا مع لاعب يشعر بالراحة مع الكرة بين قدميه، ويمكنه تمرير الكرة بسرعة وفعالية لتحقيق أهدافنا في الثلث الأخير من الملعب، كما أنه يظهر هدوء وإتزان داخل الملعب، وهو أمر نادر بالنسلة إلى لاعب شاب مثله”.
وأشار جوميز خلال فترة تدريبه لإيجاريا أنه تحدث معه في بعض الجوانب الذي يحتاج لتطويرها بطريقة لعبه، ومن بينها قلة تسديداته على المرمى، لأنه بدون التسديد لن تحرز أهدافًا حسبما قال المدرب البرتغالي، وهذا ما فعله اللاعب ذو الأصول النيجيرية هدفًا رائعًا بتلك الطريقة في شباك وست بروميتش ألبيون، لينال إشادة مدربه.
🔝🗑️
On-loan @LFC man Oviemuno Ejaria with a stunner for @ReadingFC in their 1-1 draw with @WBA.#EFL | #SkyBetChampionship pic.twitter.com/elApEaEjcH
— Sky Bet Championship (@SkyBetChamp) August 22, 2019
وفي موسم 2019-2020، الذي بدأه إيجاريا مع جوميز، قبل رحيل الأخير بعد 9 جولات، ظهر اللاعب الإنجليزي بصورة رائعة، وأنهى الموسم كأكثر لاعب قيامًا بمراوغات ناجحة في الشامبيونشيب، برصيد 112 مراوغة صحيحة وفقًا لشبكة سوفا سكور.
وكان إيجاريا ثالث أكثر لاعب فوزًا بالصراعات الثنائية، حيث كسب 226 كرة مشتركة مع لاعبي الخصوم، خلف كونور جالاجر نجم أتلتيكو مدريد الحالي.
الإحصائية السلبية لإيجاريا خلال تلك الفترة، هو أنه سدد 15 كرة فقط على المرمى، وخسر الاستحواذ 430 مرة على مدار الموسم، وهو ثاني لاعب على صعيد خط وسط ريدينج، وذلك بسبب اعتماده على مهاراته الفردية بصورة كبيرة.
انتقل إيجاريا بصفة نهائية لصفوف ريدينج، مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني عام 2020، وكان كل شيء في مسيرته يبدو طبيعيًا حتى شهر نوفمبر عام 2022، بعدما شارك مع ريدينج الذي انتقل له بصفة نهائية، ضد واتفورد لمدة 80 دقيقة، ليجلس على مقاعد البدلاء أمام هال سيتي في اللقاء التالي، ولم يعد حتى الآن لأرضية الملعب.
اختفى إيجاريا عن المشاركة مع ريدينج، طيلة ذلك الموسم، ثم في الموسم الماضي أيضًا، ليترك خلفه إرثًا من عبارة “ماذا لو”، حسبما وصفت الصحف المحلية في مدينة ريدينج.
أعلن ريدينج إنهاء عقد إيجاريا بالتراضي بين الطرفين، في شهر ديسمبر الماضي، رغم أن عقده كان يمتد لنهاية الموسم، وكشف في بيانه الرسمي أن السبب هو: “مشاكل الإصابة واللياقة البدنية التي تحد من مشاركته مع الفريق الأول، ورغبة النادي في تقليل نفقاته”.
وتشير بعض التقارير إلى أن راتب إيجاريا مع ريدينج قد وصل إلى 650 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 850 ألف دولار في الموسم الواحد.
روبن سيليس مدرب ريدينج السابق، خلال فترة رحيل إيجاريا، تحدث عن عدم اعتماده عليه، بعدما تعرض للإصابة في بداية وصوله لقيادة الفريق، ثم استمر غيابه لفترة أطول دون الكشف عن سبب ذلك، ليعلق قائلًا: “لم أر الكثير منه، لقد شاهدت مقاطع الفيديو، لذلك أنا أنتظر وأتوقع أن أرى هذا اللاعب قادرًا على التركيز بصورة أكبر”.
وتابع: “كان الموقف معه معقدًا قبل وصولي، كان لدينا لاعب أصيب أولاً ثم لم يُظهر أي التزام للنادي، يمكننا التكهن بالكثير من الأشياء، لكنه لم يُظهر أي شيء يمكنه من اللعب والمنافسة من أجلنا، في حالته لا يزال بحاجة إلى إظهار الالتزام”.
وأكمل: “لا شيء يشير لي أنه قادر على القيام بصناعة الفارق الآن، لقد كانت لحظاته الجيدة مع النادي منذ وقت طويل، مثل التأخر عن بعض التدريبات أو تأخير عودته عندما منحناه وقتًا للراحة أحيانًا، أو أنه لم يلتزم فيما يتعلق بالشيء الذي نقوم به بالمشاركة في غرفة الملابس”.
وأكد مدرب ريدينج أنه لا يعرف شيئًا عن وجود بند في عقده يجبر الفريق على دفع مبلغ من المال لنادي ليفربول حال مشاركته مع الفريق الأول، مشيرًا إلى أنه لم يتم إجباره على إشراك أو إبعاد أي لاعب.
ونشر إيجاريا فيديو عبر خاصية الاستوري بحسابه على إنستجرام، في شهر مايو الماضي، يظهره وهو يتدرب مع أحد فرق الأكاديمية بنادي ريدينج، حسبما وصفت صحيفة ” Wokingham.Today”، ويبدو أن ريدينج قد سمح له بالتدرب داخل النادي، من أجل اكتساب اللياقة البدنية قبل محاولة البحث عن نادٍ جديد للموسم التحضيري.
🤔💭 Ovie Ejaria on instagram.#readingfc pic.twitter.com/gotttAoQQ8
— RFC Latest (@RFCLatest) May 6, 2024
وفي الأشهر الماضية، خاض أوفي عدة تجارب مع أندية مثل أكسفورد يونايتد وبليموث في الشامبيونشيب، لكنه لم ينجح في إثبات ذاته، لذلك لم تتعاقد هذه الفرق معه.
ارتبط إيجاريا أيضًا بالانتقال لنادي شيفيلد وينزداي حتى شهر سبتمبر الماضي، كلاعب حر، بعدما تدرب مع النادي في فترة سابقة عقب رحيله من صفوف ريدينج، لكن المدير الفني داني روهل التعاقد مع لاعبين آخرين، ليدخل إيجاريا حسابات جوزيه جوميز مدربه السابق، والمدير الفني الحالي للزمالك.
لا يعرف أحد ماذا حدث للموهوب الإنجليزي خلال العامين الماضيين، أدى لابتعاده عن الملاعب سواء على صعيد الإصابات أو الالتزام، لكنه بكل تأكيد لم يكن في أفضل أحواله على الصعيد الذهني والنفسي بسبب تهميشه في ريدينج، لذلك سيحتاج الفريق الأبيض للتأكد من جاهزيته البدنية والفنية.
وهذا ما دفع الزمالك لاتخاذ قرار باختباره في التدريبات أولًا، مع خضوعه لفحص طبي، للتأكد من عدم معاناته من أي إصابة، بالإضافة لمشاهدته في المران للحكم على قدراته وجاهزيته، رغم اقتناع جوزيه جوميز بإمكانياته وقدرته على استعادة مستواه الذي ظهر به مع ريدينج، لكن الفريق الأبيض سيتخذ مخاطرة إذا ما قرر التعاقد مع اللاعب بعد تلك الفترة الصعبة له.
تجهيز إيجاريا لن يكون سهلًا، بعد غيابه لفترة طويلة عن الملاعب، لكن على الصعيد الفني إذا استطاع استعادة مستواه السابق مع ريدينج، فسوف يمثلًا حلًا لمدربه البرتغالي في مركزي الارتكاز المساند رقم 8، وصانع الألعاب رقم 10، رغم امتلاكه للثنائي ناصر ماهر وعبدالله السعيد ولكن بدون بديل واضح على مقاعد البدلاء.
يستطيع إيجاريا اللعب في خط الوسط الهجومي سواء كارتكاز مساند أو صانع ألعاب، بالإضافة للجبهة اليسرى لكنه لا يمتلك إمكانيات الجناح على صعيد السرعة والتسديد، لكنه يستطيع المشاركة كلاعب خط وسط بالجبهة اليسرى، وربما تكون مهاراته التي تسمح به بالاستحواذ على الكرة والتقدم بها هي ما دفعت جوميز للتفكير فيه، حيث يميل مدرب الزمالك للاعتماد على الاستحواذ والسيطرة على الكرة في خط الوسط لإيقاف منافسيه.
ربما لم يمتلك إيجاريا الحافز اللازم مع ريدينج بعد ابتعاد عن المشاركة، أو عانى على الصعيد النفسي والذهني في الانسجام مع مدربه، لكنه يواجه تحديًا صعبًا لإحياء مسيرته، التي قد تنتهي مبكرًا، لكن قد يمنحه جوزيه جوميز “قبلة الحياة” في الزمالك، إذا ما قدم المستوى اللازم لإقناع مسؤولي القلعة البيضاء بضمه.