نجح نادي الزمالك في اقتناص بطاقة العبور لنهائي كأس السوبر المصري، عقب تغلبه على بيراميدز بركلات الترجيح، في مواجهة كانت متكافئة داخل استاد آل نهيان إلى حد كبير، رغم اختلاف جودة اللاعبين بين الفريقين.
ونستعرض معكم عبر التحليل التالي، بعض النقاط التكتيكية التي ظهرت في مواجهة الزمالك وبيراميدز، التي أدت لانتصار الفريق الأبيض وخسارة منافسه السماوي.
افتقد الزمالك لثنائي أساسي في حسابات جوزيه جوميز، وهما عمر جابر الظهير الأيمن، ونبيل عماد دونجا لاعب خط الوسط، مما دفع البرتغالي للاعتماد على محمد شحاتة وزياد كمال.
يعد محمد شحاتة لاعبًا واعدًا في صفوف الزمالك ومنتخب مصر الأولمبي، ولكن بمركز خط الوسط رقم (8)، ورغم ذلك لا يعتمد عليه جوميز بصفة أساسية لامتلاكه عبدالله السعيد الأكثر خبرة ومهارة.
الوجه الدفاعي لمحمد شحاتة.. هفوة واندفاع مكرر
أزمة شحاتة الأساسية تكمن في اندفاعه الكبير أحيانًا الذي يجعله يترك مركز كظهير أيمن، أو يخاطر بالتقدم لقطع الكرة في لحظة متأخرة، تسمح لمنافسه بالمرور أو تمرير الكرة للجناح أو الظهير المتقدم في مساحة خالية.
في مواجهة الأهلي بالسوبر الإفريقي، دخل شحاتة كبديل في الدقائق الأخيرة عقب إصابة عمر جابر، وارتكب هفوة معتادة في مركز الظهير الأيمن، بعدما حاول قطع الكرة باندفاع من رضا سليم على خط التماس، لتتحول هجمة الأهلي إلى فرصة خطيرة أوقفها زيزو بارتكاب خطأ بالقرب من منطقة الجزاء.
وتكرر الأمر في بيراميدز، اندفع شحاتة منذ بداية اللقاء بسبب معرفته بخطورة إبراهيم عادل مع زيادة رمضان صبحي ومحمد حمدي في الجبهة ذاتها.
استغل إبراهيم عادل تقدم زميله في المنتخب الأولمبي لمحاولة قطع الكرة أو غلق زاوية التمرير، ليمنح كرة متقنة لمحمد حمدي الذي أرسل عرضية خاطئة.
وفي الهجمة التالية، انطلق رمضان صبحي وحاول زياد كمال اللحاق به، وفضل شحاتة المخاطرة والانزلاق على الأرض لإعاقة رمضان أو قطع الكرة، لكن الأخير مررها بنجاح لإبراهيم عادل، ليصبح شحاتة خارج اللعبة تمامًا، التي انتهت بتسجيل الهدف الأول لكتيبة المدرب يورشيتش.
الوجه الهجومي لمحمد شحاتة.. ذكاء في الضغط
وفي المقابل ظهر شحاتة بوجه آخر على الصعيد الهجومي، رغم التزامه الدفاعي، لكنه دائمًا ما يصنع الفارق سواء في عملية الخروج بالكرة، أو الضغط على الخصم في الثلث الأخير.
وظهر تميز شحاتة في هذا الأمر بكرة هدف التعادل للزمالك، بعدما ضغط بشكل مبكر على محمد حمدي لمنع فريق بيراميدز من التدرج بالكرة نحو إبراهيم عادل.
نجح شحاتة وقطع الكرة واتجه للصغط على أحمد سامي لكنه تفطن هذه المرة لتواجد حمدي خلفه ليشير لناصر ماهر بمهمة الضغط على مدافع بيراميدز وعاد للخلف تحسبًا لوصول الكرة إلى حمدي.
توقع شحاتة كان صحيحًا واستطاع قطع الكرة مرتين من حمدي، لتخرج في النهاية لرمية التماس التي سجل منها الهدف في النهاية.
دور زيزو الجديد في الزمالك.. سلاح جوميز لاختراق دفاع المنافسين
وعلى الصعيد الهجومي أيضًا، وضع المدرب جوزيه جوميز لاعبه أحمد مصطفى زيزو نجم الزمالك الأبرز، بدور جديد في خط الهجوم، لاستغلال قدرات زملائه في التمريرات الطويلة خلف دفاع المنافسين، سواء حمزة المثلوثي أو ناصر ماهر وعبدالله السعيد.
يتحرك زيزو كمهاجم ثاني بجوار سيف الدين الجزيري أو خلفه أحيانًا، وذلك لاستغلال انشغال لاعبي خط وسط المنافس بإغلاق المساحات على ناصر ماهر وعبدالله السعيد، بالإضافة لانشغال المدافعين بسيف الدين الجزيري.
أهدر زيزو فرصة خطيرة للزمالك في الشوط الأول بعد تمريرة متقنة من ناصر ماهر، حيث ظهر لاستلام الكرة وسحب معه محمد حمدي، ثم خدعه بالانطلاق خلفه وسدد الكرة من لمسة واحدة لكنها مرت فوق العارصة بعيدًا عن المرمى.
وتكرر الأمر في الشوط الثاني، حيث أرسل المثلوثي تمريرة طويلة متقنة نحو زيزو، جعلته منفردًا بالحارس أحمد الشناوي.
لم ينجح زيزو في استلام الكرة بالطريقة المثالية، لتبتعد عنه وتضيع الفرص على الفريق الأبيض، لكن تواجده في عمق الملعب جعله أكثر خطورة.
وهدد زيزو مرمى بيراميدز بأخطر فرص الزمالك في الشوط الثاني، بعد عرضية أرضية متقنة من كونراد ميشالاك، قابلها نجم الزمالك كمهاجم أو صانع ألعاب في قلب منطقة الجزاء بتسديدة من لمسة واحدة، لكنها جاءت سهلة في يد أحمد الشناوي، لكن مع تكرار هذه الفكرة وتحسين طريقة الإنهاء من زيزو ستكون أكثر خطورة على منافسي الفريق الأبيض.
لمشاهدة فرصة زيزو اضغط هنا
يورشيتش لم يتعلم الدرس.. عواد يتفوق على مصطفى فتحي مجددًا
وعلى الجانب الآخر، لم يتعلم يورشيتش مدرب بيراميدز من سقوط باتشيكو أمام الزمالك في نصف نهائي كأس مصر في نوفمبر عام 2023، بركلات الترجيح أيضًا، رغم تبديلاته الموفقة في نهاية اللقاء بدخول كريم حافظ وعبدالرحمن مجدي، لكنه اختار لاعبه مصطفى فتحي لتسديد الركلة الخامسة.
سدد مصطفى فتحي الركلة ذاتها وأمام الحارس محمد عواد أيضًا، في نصف نهائي كأس مصر بالعام الماضي، بقدمه اليسرى في نفس الزاوية كذلك، وتصدى لها حارس الأبيض ومنح فريقه بطاقة التأهل في ذلك الوقت.
يورشيتش ارتكب الخطأ، فبالرغم من إجادة مصطفى فتحي لركلات الجزاء، لكن عواد يعرفه جيدًا حيث تزامل الثنائي داخل صفوف الزمالك ومنتخب مصر من قبل، كما أنه يتفوق عليه نفسيًا بعد تصديه للركلة الأولى، ونظرًا لأسلوب مصطفى فتحي المعتاد بقدمه اليسرى أصبح الأمر أسهل على حارس القلعة البيضاء للتصدي لنجم بيراميدز مجددًا.