في مثل هذا اليوم، ولد ثابت البطل، حارس المرمى الأسطوري وأحد أعمدة النادي الأهلي والكرة المصرية، الرجل الذي لم يكن مجرد لاعب كرة بل رمزًا للشجاعة والإصرار داخل وخارج الملعب.
اسمه ارتبط دومًا بالروح القتالية والوفاء للشعار الأحمر، وذكراه باقية في قلوب جماهير الأهلي والمحبين لكرة القدم على مر الأجيال.
الأهلي وذكريات البطل الخالد
نسمات الهواء التي أراد البطل أن يسنشقها في لياليه الأخيرة، أبت أن تبادله نفس الشعور، شكلت جبهه قوية لمحاربته مستغلة طقس بارد في ليالي فبراير الماطرة، فالمرض كان قد اوصد بيبانه عليه، لكنه كمحارب يرفض الموت على فراشه، يؤمن بضرورة النزال في ساحات القتال حتى الرمق الأخير.
ثابت الذي عاش أيامه الأخيرة متهيئا لرحيل وفراق عن عشقه الأبدي، أبلغه الأطباء بأن سبيله الوحيد للتكيف مع وضعه الحالي في أيامه الأخيرة، هو عدم الحركة ولا المرور خارج غرفته، تحسبا لعدم تأزم حالته الصحية، لكنه ضرب بتعليماتهم عرض الحائط، غير مكترث لما يقولون.
في ليلة القمة وقبل صافرة بداية النزال المرتقب بين الأهلي والزمالك، تفاجأ الجميع بأسد متلفحا بسترته الكثيفة، يبدو على ملامحه الإعياء والتعب، كملك أنهى معركة درات رحها في الخارج قبل سويعات.
جلس البطل على كرسي يتأمل ملامح لاعبي فريقه، وكأنه يريد أن يبعث لهم برسالة قبل رحيله، لكن لم يكن أحد على درايه بأن هناك حرب ضروس خارج الملعب، بين البطل ومرضه.
المعركة الأخيرة مع المرض
المرض يريد التنكيل به وعقابه لرفضه الانصياع لتعليمات الأطباء له، وهو على الجانب الآخر يتلقى طعنات الألم دون الوشاية لأحد بما يدور بداخله من وجع، غطائه الواقي من برودة الطقس، لم يكن حصنه الأمن في تلك اللية العثرة، الجميع تركه وانخرطوا في الجري خلف جلد مدور باحثين عن ما يصنع لهم مجدا زائل، ومن بالخارج ينتظرون هز الشباك، وحده الذي جلس ليدافع عن جسده، قبل أن يقتلعه المرض من جذوره.
سيظل هذا المشهد هو الخالد في عقول جماهير النادي الأهلي، حين شاهدوا أحد أساطيرهم يرفض الاستسلام في مرضه قبل وفاته ساعات من أجل مؤازرة فريقه.
اليوم، 16 سبتمبر، يصادف ذكرى ميلاد أسطورة النادي الأهلي الراحل ثابت البطل، وبهذه المناسبة، نستذكر إرثه العظيم من خلال استعراض 16 مقولة خالدة له، تعكس حكمته وقيمته كرمز رياضي لا يُنسى.