.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
بين طيات الصحف وعلى شاشات التليفزيون تتناول وسائل الإعلام بشكل يومى حوادث وقضايا قد يبدو بعضها صادمًا للوهلة الأولى، جرائم قتل داخل الأسرة الواحدة، ترويع للصغار والكبار، فى ظل ما يعتبره البعض ارتفاعًا فى نسبة العنف بالمجتمع، ما يهدد استقرار البنيان الأصيل للأسرة المصرية، إضافة إلى كونه مؤشرا قاتما عن الحالة المجتمعية المستقبلية، يملك المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية القدرة على تكوين رؤية أكثر دقة للوزن النسبى للجرائم ذات الصخب الإعلامى المرافق، فى ضوء منهج وأساليب علمية دقيقة، تحدد مفهوم «الجريمة» و«الظاهرة» و«القضية» بقوالب قياسية، لا تتيح مجالا للذعر العام، إضافة لعملها على نقل نتائجها إلى المؤسسات الحكومية وصناع القرار بما يتيح لهؤلاء التعامل مع القضايا المجتمعية من وجهة نظر مستنيرة ووفقًا لمعلومات وبيانات علمية بعيدًا عن التهوين أو التهويل.
«المصرى اليوم»، قامت بجولة داخل «المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية».. معمل تحاليل الظواهر المحلية، للتعرف عن قرب على الصرح العلمى ومعرفة ما إذا كانت الحوادث التى نطالعها يومياً، تعطينا مؤشرا دقيقا عن معدلات العنف بالمجتمع أم لا.
المسح والدراسة أدوات علمية لقياس تفشى الظواهر الإجرامية
مكتبة مهداة من أسرة الدكتور أحمد خليفة مؤسس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية
فى عام 1955 أنشئ كيان بحثى مصرى عُرف آنذاك بـ«معهد البحوث الجنائية»، وأصبح نواة عمل منهجى خاص، يستهدف البحث والتنقيب بالغ الدقة والحساسية فى المشكلات الاجتماعية المصرية، ومن ثم تحليلها تحليلا علميا سليما ونشرها لتُصبح متاحة للجمهور ولصانع القرار وأجهزة الدولة فى آن واحد، فتقوم بتغذية المعرفة العامة عن الشخصية المصرية ومتاعب مجتمعها، وتضيف للمخزون البحثى المحلى بأيادٍ وعقول مصرية هى الأقرب للجموع الحاشدة المستهدفة بالبحث. وفى عام 1959 استقرت شخصية الهيئة نهائيًا وباتت تُعرف باسم «المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية»، وضمت جدرانها معملا كبيرا يستطيع رصد وتشخيص الظواهر الطارئة على المجتمع المصرى وتحليل ما يجتاحه من موجات تغير وتبدل بالثقافة والقيم وحتى السلوكيات اليومية.
بمجرد عبور بوابات «المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية» لا يمكن تجاهل لافتة كبيرة بالمدخل تُقرأ «العلم والعدالة» وهى العبارة التى تعد شعارا للمركز وملخصًا لدوره القومى، لكن المركز لا يعمل داخل نطاق أبحاث العدالة الجنائية والجرائم فقط، إنما يضم فى الأصل 4 شعب رئيسية؛ أولاها شعبة بحوث مؤسسات وقوى التنمية الاجتماعية، وثانيها شعبة بحوث المجتمعات والفئات الاجتماعية وثالثها شعبة بحوث الجريمة والسياسة الجنائية وآخرها شعبة البحوث الكيميائية والبيولوجية.
تقسم الشعب بالداخل إلى تخصصات، تتيح ما يتطلبه البحث العلمى من دقة شديدة فى الموضوعات المطروحة، فعلى سبيل المثال تقسم شعبة بحوث الجريمة والسياسة الجنائية إلى قسمين؛ قسم بحوث الجريمة وقسم المعاملة الجنائية، فيما تتنوع التخصصات داخل كل قسم حسب زاوية التناول البحثية، فهناك زوايا قانونية أو متعلقة بعلم النفس الجنائى أو الاقتصاد أو علم الاجتماع، إضافة إلى تخصصات الإحصاء والتى تدعم دراسة الظواهر كيفيًا وكميًا كذلك.المزيد
رئيسة المركز: مجتمعنا مسالم والجرائم «البشعة» حالات فردية
د. سعاد عبدالرحيم أثناء حديثها لـ«المصرى اليوم»
قالت الدكتورة سعاد عبدالرحيم، رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن التمثال القابع فى واجهة مبنى المركز إنما يمثل تعبيرا فنيا عن شعاره «العلم والعدالة» يلخص ملامح التمثال الذى يجسد أشخاصًا يحمل أحدهم ميزان العدالة بأنه رمز للعلم وما يحققه للعدالة.
وتطرقت فى حوار لـ«المصرى اليوم» إلى كيفية تحول المركز من جهة علمية توثيقية فقط إلى جهة نشطة تتفاعل بشكل دورى مع صناع القرار وترشد وتُعلِم وتشرح تفاصيل بشأن الظواهر المجتمعية، ما يساعد على اتباع سياسات حكيمة رشيدة وأكثر تفهمًا للواقع المصرى.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. هل تعطينا نبذة تاريخية عن المركز وأهم أعلامه؟
تاريخيًا أنشئ المركز عام 1955 كمعهد للبحوث الجنائية وحُول بقرار جمهورى إلى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لاحقًا، وبالطبع أهم أعلامه هو مؤسسه الأستاذ الدكتور، أحمد خليفة.. فقد كان أستاذًا للقانون وفكر فى إقامة مركز للبحوث الاجتماعية والجنائية بمعناها القانونى، إلا أنه حصل على منصب وزير الشؤون الاجتماعية، وهكذا بدأ تقليد رئاسة وزير الشؤون الاجتماعية أو التضامن الاجتماعى لمجلس إدارة المركز بصفته. وسوف يظل د.أحمد خليفة أستاذًا للأساتذة، ندين له بالفضل، حتى إنه صاحب فكرة تصميم هذا المبنى خصيصًا للمركز على يد المعمارى على رأفت.
■ ما دلالة شعار المركز «العلم والعدالة»؟
– يمكن رؤية شعار ورمز المركز داخل المبنى فى هيئة تمثال يحمل ميزان، الأمر الذى يتسبب فى ظن البعض بالخطأ أننا نتبع وزارة العدل، إلا أنه يرمز فى واقع الأمر للعلم وما يحققه من عدالة، فالهدف الأساسى من مركز البحوث هو العلم، أما العدالة فهى تحقيق التوازن بين ما هو علمى وإنسانى وبين ما هو قانونى وجنائى، فتحقيق العدالة يعطى للعلم مضمونه ويدعم هدفه.
■ ما تعريفك للأدوار الرئيسية للمركز القومى بالبحوث الاجتماعية والجنائية؟
– للمركز دوران أساسيان، أولهما بالضرورة إجراء البحوث، وبحوث المركز متميزة عن أعمال أى مراكز بحثية أخرى، إذ إنها بحوث ميدانية موثقة وقائمة على المنهج العلمى، فأى ظاهرة اجتماعية تحدث فى مصر يدرسها المركز، ما إذا كانت أطفال الشوارع أو الزواج العرفى أو قتل الأزواج للزوجات والعكس، وكذلك التفكك الأسرى.. فأى مشكلة تتحول إلى ظاهرة يدرسها المركز وينتقل الباحثون لرصدها ميدانيًا وليس فقط عبر جمع المعلومات من الكتب، كما يساعدنا المنهج العلمى على اختيار أى الأدوات نتخير لتنفيذ بحث معين ما بين الاستمارة والاستطلاع والمقابلات المتعمقة ودراسة الحالة، أما الدور الثانى فهو تنظيم الدورات التى يقوم بها المركز، ولدينا ثلاثة برامج ثابتة؛ برنامج كشف الجريمة وبرنامج المخدرات وبرنامج كيفية إدارة الكوارث والأزمات، ويحصل الحضور فى نهاية الدورات على دبلومة فى المجال، كما نعقد بروتوكولات مع جهات متنوعة أثناء العام وتعطينا على إثرها دورات تدريبية أخرى أكثر تخصصًا.
■ إلى أى مدى تهتم الحكومة بالمركز فى الفترة الأخيرة؟
– ظل عملنا لفترات طويلة يقتصر على مهمة تشخيص الظواهر الاجتماعية وتوثيق نتائج الدراسات فقط، إذ إننا مركز بحثى وليس تنفيذيا، لكن منذ عقد من الزمن تحديدًا أصبحت أبحاثنا تصل مباشرة إلى صانع القرار، فقد أصبح لدينا منذ ذلك الحين وإلى اليوم رئيس مجلس إدارة وهو وزير التضامن الاجتماعى كما أوضحنا – نشيط للغاية، فبوصف وزيرتنا الحالية بمسؤول تنفيذى أصبحت تحمل بنفسها نتائج الأبحاث إلى مؤسسة الرئاسة واجتماعات مجلس الوزراء وتبرز أهميتها، وبالطبع يمثل هذا التطور طفرة مهمة للغاية، خاصة فى الفترة الحالية، حيث أصبحنا نقدم على أبحاث سريعة تعتمد على العمل الميدانى والأسلوب المنهجى لتقديم استخلاصاتها للجهات التنفيذية، ومن نماذج تلك الجهود هى العمل فى منطقة الأسمرات منذ عام 2016 ونقدم نتائجنا واستخلاصاتنا باستمرار، إضافة للعمل هذه الفترة من خلال الاجتماعيين ومتخصصى العلوم الإنسانية مع سكان منطقة العلوية بدار السلام، والمتوقع نقلهم إلى منطقة أهلينا الحديثة والتى تقع فى النطاق الجغرافى نفسه، وهدف العمل حاليًا هو تأهيل سكان المنطقة قبل الانتقال لتقبل بيئتهم الجديدة والحفاظ عليها، وكذلك الاستعداد للتعامل مع المشروعات الصغيرة والمتعددة المتوفرة فى النطاق الجديد.
■ ما نقاط القوة التى يمتلكها المركز مقابل أى جهة بحثية أخرى غير حكومية تجرى أبحاثها فى الحقل الاجتماعى وما نقاط ضعفه؟المزيد