.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
في دولاب والدتك أو جدتك ستجد على الأرجح، إذا كنت من شباب الجيل الحالى، أطقمًا زجاجية فاخرة، ممنوعة اللمس أو الاقتراب، والسبب الوحيد أنها من زجاج «ياسين» الاسم الذي تجده مطبوعًا أسفل قاعدة كل قطعة، هذا الاسم البارز في تاريخ الصناعة الوطنية، الذي خرج للنور مرة أخرى مؤخرًا، يحمل قصة طويلة تقترب من 90 عامًا.
الدكتور أحمد نصار، هو أستاذ أمراض القلب وعميد كلية طب عين شمس الأسبق، وهو أيضًا حفيد محمد بك السيد ياسين من ابنته، يحكى لنا قصّة العلامة التجارية المصرية «زجاج ياسين»، حيث يبدؤها من جده الأكبر سيد بك ياسين، والذى كان من كبار مقاولى مصر، وقد ترك بعد موته دينًا يقدر بـ30 ألف جنيه لنجله محمد بك ياسين، وكان ذلك في مطلع عشرينيات القرن الماضى، لكن الابن العصامى استطاع سداد هذا المبلغ الضخم حينذاك، ليبدأ طريقه في بناء إمبراطوريته الصناعية. يقول «نصار» لـ«أيقونة»، إنه في أحد الأيام، كان محمد بك ياسين مسافرًا إلى القاهرة عبر السكك الحديدية، وعندما وصل إلى محطة مصر كان المطر في كل مكان، وكانت وسيلة المواصلات في ذلك الوقت هي الحنطور فقط، فلمعت في ذهنه فكرة أن تكون هناك سيارات للنقل العام بدلًا من هذا، وبالفعل أنشأ محمد بك ياسين أول شركة للنقل العام في مصر لخدمة المواطنين، لكن الشركة لم تستمر للأسف وسيطر عليها الإنجليز، الذين دخل معهم «ياسين» في صراع قضائى لم ينته سوى بأن تقبّل «ياسين» تعويضًا ماليًا.
لكن رجل الصناعة النابه لا تنضب لديه الأفكار، ففكّر في إنشاء مصنع للزجاج خاصة أنها حرفة مصرية قديمة، وسافر في ذلك الوقت بداية الثلاثينيات إلى أوروبا الشرقية وخاصة تشيكوسلوفاكيا واستقدم خبراء لتعليم العمال المصريين، وتجهيز مصانعه، وبالفعل انطلقت علامة «ياسين» بـ«اللمبة الجاز» والتى كانت وسيلة الإضاءة الأساسية في كل بيت مصرى في ذلك الوقت، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت البديل الدائم للإنارة وقت الغارات، وكان هذا سببًا لدخول «اللمبة الجاز» السوق السوداء لإقبال المواطنين عليها بكثافة، وهنا تدخّل محمد بك ياسين لدى الحكومة لإدراج اللمبة في التسعيرة اليومية حتى لا يتم استغلال مستهلكيها. بلغ صدى علامة ياسين في صناعة الزجاج أرجاء الشرق الأوسط من خلال الأكواب والفازات والزجاج المستوى كذلك، وكانت منتجاته تعامل معاملة الكريستال من شدة نقائها وجودتها، حتى جاءت ثورة يوليو، ودخل مصنع ياسين ضمن مصانع التأميم، حيث تم تأميمه جزئيًا بنسبة 50% في بداية الستينيات ثم التأميم الكامل بعدها، وتم تسريح أبناء محمد بك ياسين على مصانع عدة في الجمهورية، حتى تلاشت علاقة العائلة بالمصنع تمامًا، وكانت الدولة تصرف في ذلك الوقت راتبًا شهريًا لـ محمد بك ياسين يقدر بـ30 جنيهًا فقط ما كان يكفى احتياجاته الشخصية بعد كل ما وصل له، ثم تدخل الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل لدى الرئيس جمال عبدالناصر لزيادة الراتب إلى 100 جنيه شهريًا.
تدهورت مصانع ياسين في شبرا الخيمة بعد أن أصبح اسمها شركة النصر للزجاج والبلور، وتوارى اسم زجاج ياسين، لدرجة أن أصبح ثمن الأرض التي عليها المصانع أغلى من قيمة الماكينات بها، بحسب د. أحمد نصار، الذي يقول إن الدولة دعمت الشركة مرة أخرى قبل سنوات قليلة لتعود للعمل مرة أخرى، وقد أعادت الشركة إحياء اسم «زجاج ياسين» على منتجاتها مرة أخرى.