#الواحات #الزمالك_سموحه #سموحه حمدي زكي ابو جبل
كان مونتجمرى القائد البريطانى الذى قاد قوات الحلفاء إلى النصر على ثعلب الصحراء «روميل» يعرف باسم «الڤايكونت الأول للعلمين»، وامتدت خدمته فى الجيش البريطانى من عام 1908 حتى 1958 وأنهى خدمته العسكرية وهو برتبة فيلد مارشال (مشير)، وكان مونتجمرى قائدًا للجيش الثامن من 1942 حتى 1943، والذى قاده فى العلمين وحقق الانتصار على روميل، ومن ثم دول المحور بقيادة ألمانيا النازية، وقد خاض مونتجمرى العديد من المعارك الحاسمة ومنها الحرب الإنجليزية الأيرلندية والثورة العربية فى فلسطين والحرب العالمية الثانية، وحصل على العديد من الأوسمة العسكرية الرفيعة.
وقد مثل انتصاره فى معركة العلمين بقيادته لقوات الحلفاء نقطة تحول فى الحرب العالمية الثانية، كما نجحت القوات التى كانت تحت قيادته فى طرد قوات المحور من شمال أفريقيا، ولاحقاً كان قائداً بارزاً فى إيطاليا وشمال غرب أوروبا، وكان مسؤولاً عن القوات البرية فى العملية أوفرلاند وصولا لمعركة نورماندى، وهو مولود فى لندن لأسرة أيرلندية الأصل فى 17 نوفمبر 1887، وتلقى علومه فى مدرسة القديس بولس ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية فى ساندهِرست ثم التحق بصفوف الجيش البريطانى فى 1908، وكان قد شارك فى الحرب العالمية الأولى من 1914 إلى 1918 وكان برتبة نقيب، وبرهن فى هذه الحرب على مهارته القتالية ومقدرته فى القيادة، وبقى فى الخدمة بعد انتهاء تلك الحرب وتدرج فى الرتب والمناصب.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية تولى قيادة فرقة فى فرنسا، وبعد إخلاء قوات الحلفاء من دنكرك كلف بقيادة الدفاع عن القطاع الجنوبى الشرقى من إنجلترا تحسباً للغزو الألمانى، وفى أغسطس 1942 عينه رئيس الوزراء البريطانى، وينستون تشرشل، قائداً للجيش الثامن البريطانى فى شمالى أفريقيا، وكان برتبة جنرال، وكان هذا الجيش قبل قيادته له قد تكبد هزائم متتالية وتراجع حتى أراضى مصر أمام هجمات القوات الألمانية والإيطالية بقيادة إرفين روميل.
وبعد أن أعاد مونتجمرى استكمال الجيش ووفر له تفوقاً عددياً بالرجال والعتاد تمكن من احتواء الهجوم الألمانى فى معركة العلمين على مسافة 105 كم غرب الإسكندرية، وأجبر روميل على التراجع عن مصر بعد جولات دارت بينهما بين يومى 23 أكتوبر 1942 و4 نوفمبر 1942 ثم عن برقة وطرابلس الغرب، ولهذه الانتصارات التى حققها مُنح مونتجمرى لقب النبالة من رتبة فارس. ولم يكتف مونتجمرى بما حققه من انتصارات بل ظل يلاحق القوات الألمانية فى شمال أفريقيا إلى أن اضطرت إلى الاستسلام فى تونس فى مايو 1943، وكان له دور كبير فى نجاح إنزال الحلفاء فى صقلية فى يونيو 1943، وظل على رأس الجيش الثامن فى تقدمه على طول الساحل الشرقى لإيطاليا، ثم استدعى فى ديسمبر 1943 للمشاركة فى الإعداد لغزو فرنسا، حيث عين نائباً للقائد العام لقوات الحلفاء فى أوروبا الجنرال أيزنهاور، وكثيراً ما كان يحتد الخلاف بين القائدين نتيجة اختلاف وجهات النظر، غير أن هذا الخلاف لم يعق نجاح عمليات الإنزال فى النورماندى فى يونيو 1944 التى أشرف عليها مونتجمرى، ومنح رتبة فيلد مارشال. ولـ«مونتجمرى» الكثير من المقالات والمؤلفات عن الحرب، وأهمها كتابه بعنوان «مذكرات» وكتابه «درب القيادة» وقد توفى يوم 24 مارس 1976 عن 88 عاماً.