كيف لقن حسام البدري «الفعال» النجم الساحلي درسًا قاسيًا في كرة القدم؟ (تحليل)

حسام البدري - صورة أرشيفية

حسام البدري – صورة أرشيفية


تصوير :
طارق الفرماوي

حقق النادي الأهلي فوزًا عريضًا على فريق النجم الساحلي التونسي بنتيجة «6-2»، اليوم الأحد، ضمن منافسات إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.

وعوض الأهلي، بهذا الفوز، خسارته «1-2» ذهابًا، ليتأهل لمواجهة فريق الوداد المغربي في نهائي البطولة، بعدما فاز بنتيجة «7-4» لمجموع المبارتين.

ولقن حسام البدري، المدير الفني للأهلي، درسًا قاسيًا للفرنسي هوبير فيلود، المدير الفني للنجم الساحلي، طوال أطوار المباراة، يوضحه «المصري اليوم»، خلال التحليل التالي:

فـ«البدري» بدأ اللقاء بالتكتيك المعتاد «4-2-3-1»، بتواجد شريف إكرامي في حراسة المرمى، ومحمد هاني ظهير أيمن وعلي معلول كظهير أيسر، وقلبي دفاع محمد نجيب وسعد سمير، أمامهم ثنائي الارتكاز رامي ربيعة وعمرو السولية، وأمامهم الثلاثي مؤمن زكريا على اليمين وصالح جمعة في الوسط وجونيو أجاي على اليسار، وفي الهجوم وليد أزارو.

بينما لعب «فيلود» بطريقة «4-3-2-1»، بثلاثة تغييرات عن مباراة الذهاب، بتواجد أيمن المتلوتي في حراسة المرمي، وحمدي النقاز كظهير أيمن وغازي عبدالرزاق كظهير أيسر، وقلبي دفاع رامي البدوي وزياد بو غطاس، وفي الوسط الثلاثي محمد أمين بن عمر وحمزة الأحمر وأيمن الطرابلسي، وعلى اليمين علية البريقي وعلى اليسار «بانجورا»، وفي الهجوم ديوجو أكوستا.

– تعويض غياب «عاشور»:

فضل حسام البدري الاعتماد على رامي ربيعة في الوسط بدلًا من حسام عاشور المصاب، وهو ما يعطي تأمينًا دفاعيًا نسبيًا.

ووفق «البدري» في سيناريو لن يجد أفضل منه في التسجيل، في الدقيقة الأولى عن طريق «معلول»، مما أدي إلى اندفاع النجم الساحلي الزائد للهجوم، وظهور المساحات التي أدت إلى هذه النتيجة الكبيرة.

«ربيعة» قدم مباراة جيدة، خاصة في استخلاص الكرة، وكان ثالث لاعبى الأهلي بعد «معلول»، برصيد 19 مرة، و«السولية»، برصيد 18 مرة، ثم «ربيعة»، برصيد 16 مرة.

كما سجل «ربيعة» الهدف السادس للأهلي في الدقيقة 63، من تسديدة قوية من زيادة عددية في الهجمة المرتدة للأهلي، وكان متواجد في أغلب أماكن الملعب ويظهر ذلك في خريطة التحركات الخاصة باللاعب.

– غرور «فيلود»:

غير «فيلود» من فكره الخططي في مباراة القاهرة، فبدلاً من استغلال نقطة القوة الخاصة بالنجم، وهي حمدي النقاز والخليل بانجورا على الناحية اليمنى، تفلسف «فيلود» وغير من أماكن «بانجورا» و«البريقي»، مما أدي إلى انعدام تواجد النجم هجوميًا، بالإضافة إلى تهيئة لاعبى النجم للفوز في القاهرة.

ومع استقبال النجم لهدف في الدقيقة الأولى، أدى ذلك إلى انهياره تمامًا، ووضحت كوارث في أداءه، خاصة في عملية بناء الهجمات وفي تمركز لاعبي الوسط.

«فيلود»، وعلى الرغم من استقبال هدفين، لم يغير من تكتيكه وواصل الاعتماد على «4-3-2-1» الغير مفيدة هجوميًا، ولم يتدارك الخطأ ويعيد «بانجورا» إلى اليمين في مركزه.

– ذكاء «البدري»:

على الناحية الأخرى، فبعد التقدم بهدفين، وإصابة صالح جمعة، أشرك «البدري» وليد سليمان بدلًا منه، وكلف مؤمن زكريا ببعض الأدوار الدفاعية، لتتحول خطته إلى «4-3-2-1»، مع إعطاء الحرية لوليد سليمان في التحرك يمينًا ويسارًا.

وفي بداية هجمة الهدف الثالث كان «سليمان» مدافعًا في اليمين.

ومع لعب الكرة ناحية اليسار ناحية «معلول»، توجه «سليمان» للزيادة العددية في اليسار.

ويظهر ذلك بوضوح في الخريطة الحرارية لـ«سليمان» في المباراة.

واستغل «البدري» ثغرة النجم، وهي المساحة خلف «النقاز»، في الهدف الثاني، عن طريق اختراق «زكريا»، والهدف الثالث عن طريق «معلول»، الذي قطع الملعب بالكامل في 12 ثانية، وصنع الهدف لـ«أزارو».

ولا يمكن إغفال دور النيجيري جونيور أجاي، الذي كان محطة ممتازة لبداية الهجمات في الهدفين الثاني والثالث، خاصة الهدف الثاني.

– اندفاع «فيلود» وعقاب «البدري»:

اندفع «فيلود» في الشوط الثاني وغير الرسم التكتيكي إلى «3-4-3»، وأعاد «بانجورا» ناحية اليمين و«البريقي» في اليسار، و«أكوستا» في الهجوم، واللعب بثلاثي دفاع فقط، هم «عبدالرزاق والنقاز وبو غطاس»، فيما دخل رامي البدوي إلى وسط الملعب، وكشف بالكامل دفاع الفريق مما أدى إلى هدف «أزارو» الرابع للأهلي، وسط غياب عمق الدفاع بالكامل، بالإضافة لانفراد وليد سليمان والعديد من الفرص الأخرى.

بعد الهدف الرابع، انتهت المباراة إكلينيكيًا، وظهرت بعض العيوب الدفاعية للأهلي التي يجب تلافيها أمام الوداد، منها غياب الرقابة على العارضة البعيدة في هدف النجم الأول، وغياب الضغط في العمق أمام مسدد الكرة، ولكن لها بعض المبرر وهي غياب «عاشور».

– وليد أزارو:

كسب «البدري» رهان الصبر على «أزارو»، على الرغم من أن الفرص التي أتيحت للاعب كانت سهلة، ولكنه هو من وضع نفسه في هذه الأماكن.

وقد نجح «أزارو» في تسجيل 3 أهداف وصنع هدف في المباراة.

«البدري» لقن «فيلود» درسًا قاسيًا في كرة القدم، واستغل ثغرات النجم بشكل واضح، فيما تفنن المدرب الفرنسي في كسر نقاط قوته وتفتيتها.

وقد ترك «البدري» الاستحواذ للنجم، والذي وصل لـ«60%» للفريق التونسي، واستغل الفرص التي سنحت له، وسجل أكبر فوز للأهلي على النجم.

وقد مرر النجم خلال المباراة 390 تمريرة صحيحة، مقابل 213 تمريرة صحيحة للأهلي، أي ما يقرب من النصف، بل حاول النجم على المرمي أكثر من الأهلي «13 محاولة مقابل 12 للأهلي»، ولكن الكلمة في النهاية كانت لـ«البدري».

كما أن الأهلي، وطوال 90 دقيقة، لم يمرر أكثر من 5 تمريرات، سوي التمريرات بالرسم التالي:

بينما النجم سيطر ومرر، ولكن «البدري» أغلق الأبواب أمام محاولات النجم:

Leave a Reply