تنطق المنازل والطرقات قبل الأشخاص بحكايات أصبحت ذكرى لشباب جادوا بأرواحهم لوطنهم الغالي مصر، فعلى بعد 40 كيلو جنوب مدينة المنيا تقع قرية يعقوب بباوي الشهيرة بعزبة «التوم»، عزبة هادئة بسيطة هي مسقط رأس الشهيد المجند بطرس سليمان مسعود «20 عامًا» أحد شهداء العملية الإرهابية بطريق الواحات، التي وقعت الجمعة.
على مدخل القرية، أقيم السرادق المهيب وتعلوه لافتة عليها عبارة «شعب وكنيسة مار جرجس بعزبة يعقوب بباوي يزفون إلى السماء روح الشهيد بطرس سليمان»، كما تزين السرادق صورة ضخمة للسيدة العذراء مريم، ويصطف الأهالي المسلمون والأقباط لاستقبال المعزين في جو يغلفه المحبة ويتقدمهم أب القرية كما يطلقون عليه القمص أبانوب منير، راعي كنيسة مار جرجس بالقرية.
وحمل شباب القرية من أصدقائه «بنر» طبعوا عليه صورة الشهيد، وكتبوا عليه عبارة: «تأخرنا على الغاليين لكن ما نسيناهم.. كأنهم سواد العين وسط القلب شيلناهم».
ويقول القمص ابانوب منير، أن أسرة الشهيد أسرة تتمتع بعلاقة طيبة مع جميع الأهالي، لذا كانت جنازته مساء السبت والتي استمرت للساعات الأولي من صباح الأحد، فقد ترأس الصلوات الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص، وجميع أهالي القرية من المسلمين، فكانت الجنازة عبارة عن ملحمة محبة.
ولفت منير إلى أنه تم الحرص على ذكر اسم الشهيد في أول قداس بعد استشهاده الأحد في جزيئة «الترحيم» من قداس الأحد.
أما سليمان مسعود، 49 سنة، مزارع ووالد الشهيد بطرس، فقال باكيًا: «كنت منتظرة يجيني بس مش بالشكل ده، كان فاضل له ١٠ أيام بس وينهي خدمته يوم واحد نوفمبر».
وأضاف والد الشهيد: بطرس كان ملاك «كان ضهر وسند لي ولإخواته، الشهيد له شقيق أكبر اسمه صفوت و٣ شقيقات، وكان متوجها لقضاء آخر 10 أيام في الخدمة يتسلم بعدها شهادة القدوة الحسنة وينهي خدمته ليعود لحياته السابقة كفلاح في الأرض ويساعدني، لكن إرادة ربنا ومشيئته فوق الكل».
يذكر أن محافظة المنيا شيعت جنازات عسكرية لخمسة شهداء من أبنائها في مراكز المنيا وأبوقرقاص وملوي وديرمواس.