الرزق هو ذلك المطلب الأساسي ، و الهام لكل البشر فمنهم من يلجأ للوسائل ، و الطرق السليمة ، و الصحيحة لكسبه شرعاً ، و قانوناً مثال العمل في الأعمال التجارية أو الصناعية أو الزراعية ، و ما إلى غير ذلك من أنشطة مشروعة ، و منهم من يكون للأسف لجوئه إلى مجموعة من الوسائل الممنوعة ، و المجرمة سواء من ناحية الشريعة أو القانون ، و التي ينتج عنها حدوث الأذى له ، و لغيره من الأشخاص مثال السرقة أو النصب ، و يواجه الكثيرين من البشر مشكلات عديدة في تحصيل الرزق الكافي لهم للحصول على متطلبات الحياة الأساسية لهم مما ينتج عنه لهؤلاء البشر القلق ، و عدم الراحة ، و عدم الشعور بالاكتفاء المادي ، و لكن لا يجب عليهم أن يتركوا كل تلك المشاعر ، و الأحاسيس السلبية أن تنال منهم لأن الرزاق هو المولى عز وجل ، و الذي يجب عليهم أن يطلبوه منه هو مع ضرورة قيامهم ببعضاً من العمال التي تسبب لهم زيادة الرزق ، و ذلك يكون بعد العمل الجاد ، و الأخذ بالأسباب من جانبهم علاوة على التخطيط السليم ، و المنطقي أو العقلاني للأعمال التي يقومون بها .
أسباب الرزق الكثير :- يوجد في الدين الإسلامي عدداً من الأسباب ، و الأعمال التي لو قام الفرد بإتباعها ، و تنفيذها لكانت سبباً مباشراً في زيادة رزقه ، و منها :-
أولاً :- أن يتقي العبد الله عز وجل ، و ذلك يكون من خلال استشعاره لمراقبة المولى عز وجل له ، و أن يقوم بعمل كل ما يرضيه ، و بما أمره به ، و أن يتجنب القيام بالأعمال التي قد نهى عنها الله جل شأنه ، وكان أمره له بتركها ، و الابتعاد عنها فهذا سيجعل الله تعالى يرزقه ، و ذلك بكافة أنواع الرزق سواء رزق الأموال أو رزق الصحة أو رزق الأبناء ، و ما إلى غير ذلك من أنواع الرزق .
ثانياً :- أن يداوم العبد على الاستغفار ، و كذلك أن يتوب المذنب عن أي أمر أو فعل منهي عنه قد أقترفه ، و ذلك بشرط أن يكون استغفاره ، و توبته هي تلك التوبة الصادقة ، و النابعة من القلب ، ولا يكن هناك أي إصرار في داخله على ما أقترفه من معاصي أو ذنوب .
ثالثاً :– قيام العبد المسلم بالتوكل على الله جل شأنه في كل أموره مع الإيمان الكامل لديه على أن الله جل شأنه هو القادر على أن يرزقه ، و أن لن يكون باستطاعة أحد من البشر أن ينفعه أو يضره إلا بإذن الله جل علاه ، هذا بالإضافة إلى العمل الجاد ، و المتفاني من جانبه مع الأخذ بالأسباب .
رابعاً :- حرص الفرد على صلة القرابة ، و ذو الأرحام ، وذلك يكون من خلال مداومة الاطمئنان عليهم ، و معاملتهم بكل لطف ، و محبة ، و الابتعاد عن الأحقاد ، و المكائد ، و تقديم كل ما يستطيع تقديمه لهم من مساعدة قد يحتاجون إليها .
خامساً :- الحرص على إنفاق المال في سبيل الله ، و ذلك من خلال الإنفاق على أوجه الخير المتعددة ، و التي أمر بها الإسلام .
سادساً :– مداومة العبد على الشكر الدائم للمولى عز وجل على ما أعطاه له من نعم لا تعد ، و لا تحصى .
سابعاً :– الاهتمام بالفقراء ، و المساكين ، و ذلك يكون من خلال قيام العبد المسلم بالسؤال عنهم ، و التودد لهم ، و الإسراع في تقديم كل ما يلزمهم من أمور لأن ذلك سيؤدي إلى مضاعفة الصدقات في المجتمع الإسلامي ، و زيادة الرزق ، و النعمة على الفرد المسلم من الله عز وجل .
ثامناً :- الابتعاد من جانب العبد عن إتيان الفواحش بأنواعها مثل الزنا ، و الربا ، و الغش في التجارة ، و ما إلى غير ذلك من محرمات نهى عنها الدين الإسلامي .
تاسعاً :– الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخصوصاً في الثلث الأخير من الليل لما له من عظيم الأثر في جلب الأرزاق ، وزيادتها .
عاشراً :- تفرغ العبد المسلم إلى طاعة الله عز وجل أي الاعتكاف لغاية نيل الرضا الإلهي ، و المحبة ، والغفران ، حيث أن العبد المسلم إذ أنقطع عن كامل الأعمال الدنيوية ، و أنصرف إلى عبادة الله جل شأنه ، ملأ الله قلبه بالغنى ، و منع عنه الفقر ، و الحاجة ، أما في حال ابتعاده عن عبادة الله جل شأنه ، و انصرافه للأعمال الدنيوية أكثر الله من جهده المبذول دون أن يبارك له في ماله فيظل مهما كسب فقيراً أو محتاجاً .
إحدى عشر :- المتابعة من جانب العبد المسلم على أداء الحج ، والعمرة لأن الذهاب إلى بيت الله الحرام ، و الصلاة فيه مع الدعاء ، و التضرع إلى المولى عز وجل يمحو الذنوب ، و يفتح أبواب الرزق المقفلة ، و يقضي على الحاجة ، و الفقر ، حيث قد دعا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى كثرة الذهاب لأداء الحج ، و العمرة لما لهما من فضل كبير على سعة الرزق ، و تغير الحال للأفضل .
أثنى عشر :– الاقتصاد في القيام بصرف المال ، و عدم تبذيره في الأشياء الغير ضرورية ، و التي من الممكن الاستغناء عنها .