يتطلع منتخبا فرنسا والبرتغال إلى قطع خطوة جديدة في طريق المنافسة على لقب كأس أمم أوروبا (يورو 2024) بألمانيا، حينما يلتقي الفريقان غدا الجمعة في دور الثمانية من البطولة القارية.
ونجح المنتخبان في بلوغ دور الثمانية، لكن دون أن يقدما العروض التي تليق باثنين من أقوى المرشحين لحصد اللقب.
ولعب ديوجو كوستا، حارس مرمى بورتو، دورا محوريا في تأهل البرتغال لدور الثمانية بعد تألقه في ركلات الجزاء الترجيحية أمام سلوفينيا، إثر إهدار كريستيانو رونالدو ضربة جزاء في الوقت الإضافي للمباراة، لتنهمر دموعه بعدها، لكنه صحح خطأه ونفذ بنجاح ركلة الجزاء الأولى لبلاده.
أما منتخب فرنسا، فقد حجز مقعده في دور الثمانية الأوروبي بهدف عكسي سجله يان فيرتونخين بالخطأ في مرماه قبل خمس دقائق من نهاية المواجهة أمام بلجيكا.
وستكون هذه المواجهة الأولى بين فرنسا والبرتغال منذ يورو 2020 حينما تعادل الفريقان 2 /2 وجاءت ثلاثة أهداف من الأربعة من ضربات جزاء على ملعب بوشكاش أرينا، كما أنه سيكون تكرارا لسيناريو مواجهتهما معا في نهائي يورو 2016 حينما فازت البرتغال بهدف دون رد في باريس، لتحصد اللقب القاري.
وهذه هي المواجهة الخامسة بين البرتغال وفرنسا في اليورو، حيث لم تخسر البرتغال في آخر مواجهتين، إذا فازت فرنسا بأول مباراتين بنتيجة 3 /2 و2 /1 في طريقها لحصد اللقب القاري في عامي 1984 و2000 ، وبالتالي فإن الفوز في هذه المواجهة سيمنح الديوك الأفضلية في المواجهات المباشرة، كما أنه قد يمهد الطريق أمام الفوز بلقب اليورو مرة أخرى.
وفشلت البرتغال في التسجيل في آخر مباراتين باليورو، ولم يسبق للفريق أن أخفق في التسجيل في ثلاث مباريات متتالية في البطولات الكبرى، ويعاني منتخب الديوك من نفس المعضلة، حيث جاء هدفان من أصل ثلاثة أهداف أحرزها الفريق حتى الآن في يورو 2024 بنيران صديقة، مقابل هدف سجله القائد كيليان مبابي من ضربة جزاء.
ومرت أكثر من 11 عاما دون أن ينجح لاعبو منتخب فرنسا في التسجيل من خلال اللعب المفتوح في أربع مباريات متتالية، وتحديدا منذ عام 2013 حينما فشل الفريق في التسجيل من اللعب المفتوح خلال خمس مباريات دولية بين شهري مارس وسبتمبر.
ويمتلك فريق المدرب ديدييه ديشان أفضلية كبيرة على نظيره البرتغالي ، حيث خسر أمامه مرة واحدة فقط في 14 مواجهة، مقابل 11 انتصارا وتعادلين، لكن هذه الخسارة كانت باهظة الثمن إذ جاءت في نهائي يورو 2016.
لكن فريق المدرب روبرتو مارتينيز حريص كل الحرص على تجاوز عقبة الديوك ومطاردة حلم التتويج باللقب القاري الثاني.
وتمكنت المنتخبات التي أطاحت بفرنسا من دور الثمانية بالبطولات الكبرى، من الصعود إلى منصة التتويج في نهاية المطاف، مثلما حدث مع إيطاليا في مونديال 1938 واليونان في يورو 2004 وإسبانيا في يورو 2012 وألمانيا في مونديال 2014.
وسيكون مارتينيز مطالبا بتحديد مصير رونالدو هداف النصر السعودي من المواجهة أمام فرنسا، سواء بمشاركته منذ البداية أو الدفع به من على مقاعد البدلاء.
وخلال المواجهة أمام سلوفينيا، سدد رونالدو الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات من قبل، ثمان تسديدات، من بينها أربع تسديدات على مرمى الخصم، ولمس الكرة داخل منطقة جزاء المنافس سبع مرات لكنه حتى الآن لكنه لم يعرف الطريق إلى الشباك خلال أربع مباريات لبلاده في البطولة، رغم أنه اللاعب الأكثر تسديدا بين جميع أقرانه، بإجمالي 20 تسديدة.
من جانبه، سدد منتخب فرنسا 19 تسديدة خلال مواجهة بلجيكا، من بينها تسديدتين فقط على المرمى، لكنه في النهاية عبر لدور الثمانية بضربة حظ.
وأطلق مبابي خمس تسديدات خلال مواجهة بلجيكا، مقابل أربع تسديدات لماركوس تورام وتسديدتين لأنطوان جريزمان، لكن تسديدة واحدة فقط ذهبت بين القائمين والعارضة.
ويبقى الدفاع هو نقطة القوة في الفريق الفرنسي حتى الآن، حيث حافظ الديوك على نظافة شباكهم في ثلاث من أول أربع مباريات، وهو أقوى خط دفاع في البطولة القارية حتى الآن.
ويشهد ملعب فوكسبارك، مواجهة من نوع خاص بين مبابي، النجم الجديد لريال مدريد، والنجم الأسطوري السابق للنادي الملكي رونالدو.
ويتطلع رونالدو لقيادة بلاده للمنافسة بقوة على اللقب في آخر مشاركة له بالبطولة القارية حيث أكد بعد المواجهة أمام سلوفينيا أنه “بدون أدنى شك، ستكون هذه المشاركة الأخيرة لي في كأس أمم أوروبا”.
ويعتبر رونالدو ملهما بالنسبة لمبابي، فقد كان يعلق صوره على حائط غرفة نومه وهو طفل، وقد أكد في عام 2020 عبر حسابه على منصة إكس أن رونالدو قدوته، كما انتشرت بقوة صورة لرونالدو وهو في ملعب ريال مدريد عام 2012 ويقف إلى جانبه مبابي عندما كان في الـ13 من عمره.
وعلق رونالدو /39 عاما/ على مواجهة مبابي ورفاقه ، بالقول “لنذهب… لنذهب إلى الحرب”.
وأكد نجم النصر السعودي أن مصدر الحماس الأول بالنسبة له حاليا “هو أن يجعل الناس سعيدة، هذا ما يحركني، حماسي خلال المباريات، حماس رؤية جماهيري وعائلتي وتأثير الناس علي”.
ويدخل رونالدو مواجهة فرنسا بعد أن فشل في التسجيل خلال ثمان مباريات متتالية بالبطولات الكبرى، بواقع أربع مباريات في مونديال قطر 2022 وأربع مباريات في اليورو.
أما مبابي، الذي عانى من كسر في الأنف، أثر عليه كثيرا في البطولة، فقد نجح في التسجيل مرة واحدة من ضربة جزاء أمام بولندا، ليصبح اللاعب الوحيد في صفوف فرنسا الذي نجح في هز شباك المنافسين في يورو 2024.
وسجل مبابي 48 هدفا حتى الآن لمنتخب فرنسا في سن الـ25 كما أحرز 48 هدفا خلال 73 مباراة في دوري أبطال أوروبا، ويحاول جاهدا مضاهاة وربما تجاوز الأرقام القياسية للأسطورة رونالدو الذي سجل 130 هدفا على المستوى الدولي و140 هدفا في دوري الأبطال.