رحل أحمد رفعت نجم نادي مودرن سبورت عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، عنر عمر يناهز 31 عامًا، أثر تدهور حاد في حالته الصحية، بعد صراعه مع المرض خلال الفترة الماضية، عقب تعرضه لأزمة قلبية خلال مباراة فريقه مع الاتحاد السكندري في شهر مارس الماضي.
بدأ أحمد رفعت مسيرته الاحترافية في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، منذ كان يبلغ الثامنة من عمره، حتى وصل عمره إلى 13 سنة، تحت قيادة الكابتن بدر رجب، قبل أن ينتقل لصفوف قطاع الناشئين بنادي إنبي، الذي خرج منه العديد من النجوم للكرة المصرية كان من بينهم رفعت.
وأكد رفعت أنه تعلم الكثير داخل جدران القلعة الحمراء، وهي أساسيات كرة القدم، بالإضافة للانضباط والهدوء خارج الملعب، موضحًا أنه تم الاستغناء عن فريقه بالكامل، ثم حاولوا استعادة اللاعبين، لكنه كان قد انتقل لنادي إنبي.
كانت بداية ظهور اسم رفعت في سماء الكرة المصرية، من بوابة منتخب الشباب، في بطولة أمم أفريقيا تحت 20 عامًا، بعدما قدم أداءً مميزًا، حيث صنع هدف الفوز على بنين، كما سجل ركلة ترجيح ثمينة في المباراة النهائية أمام غانا، ليساهم في تتويج الفراعنة باللقب، والتأهل لنهائيات كأس العالم للشباب.
تألق رفعت لم يلفت الأنظار له محليًا فقط، بل سافر إلى أوروبا لخوض فترة معايشة مع نادي بازل السويسري الذي كان يضم النجم المصري محمد صلاح في ذلك الوقت، ثم خاض فترة معايشة آخرى مع فريق إشبيلية الإسباني، لكن العروض المادية من جانب الفريقين كانت منخفضة وفقًا لوجهة نظر إدارة إنبي، التي فضلت الاحتفاظ باللاعب الموهوب حتى كأس العالم للشباب، بحثًا عن وصول عرض أفضل.
ولم يظهر منتخب مصر للشباب بأفضل صورة في المونديال بعد ذلك، لكن أحمد رفعت صنع هدفًا في الفوز التاريخي على منتخب إنجلترا، لكنه لم يكن كافيًا لتخطي دور المجموعات.
تألق رفعت دفع المدرب الأمريكي بوب برادلي، المدير الفني لمنتخب مصر، لضمه لقائمة الفراعنة للمرة الأولى عام 2013، حيث شارك في مباراة ودية ضد أوغندا، وهو يبلغ من العمر 20 عامًا فقط.
مستوى رفعت المميز مع إنبي، لفت أنظار القطبين، لينجح نادي الزمالك في الظفر بخدماته، والتعاقد معه في أغسطس عام 2016، حيث تحدث عن كونه مشجعًا للفريق الأبيض رغم بداية مسيرته في غريمه الأحمر، ليلعب 26 مباراة بقميص القلعة البيضاء، أحرز خلالها 4 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة لزملائه.
وكان أبرز أهدافه مع الزمالك في شباك الداخلية، الذي أكمل به ريمونتادا الأبيض بانتصار قاتل في الثواني الأخيرة بنتيجة 4-3، كما ساهم في تتويج الفريق بلقب كأس السوبر المصري على حساب غريمه التقليدي النادي الأهلي، بتسجيله لركلة ترجيح في مرمى الحارس شريف إكرامي ببراعة.
بعد وصول كريستيان جروس لتدريب نادي الزمالك، ابتعد رفعت عن صفوف الفريق الأبيض، وتم وضعه على قائمة الانتظار، حتى انتقل لصفوف إنبي على سبيل الإعارة في يناير عام 2019.
وبعد نهاية إعارته لنادي إنبي، خرج مجددًا من الزمالك على سبيل الإعارة نحو نادي الاتحاد السكندري، والذي قدم معه مستوى مميز، بتسجيله 7 أهداف وصناعة 8 آخرين في 24 مباراة فقط، ومع نهاية الإعارة مجددًا، رحل بشكل رسمي عن صفوف الزمالك، ولكن نحو النادي المصري البورسعيدي عام 2020.
ولعب رفعت 31 مباراة مع المصري، سجل فيها 8 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، لينتقل سريعًا في الموسم التالي لنادي مودرن سبورت (مودرن فيوتشر سابقًا)، والذي واصل التألق معه، ليدفع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش لضمه لقائمة منتخب مصر لأول مرة منذ 8 سنوات.
منح كيروش الفرصة مجددًا لرفعت، الذي تألق في بطولة كأس العرب، وسجل هدفين رائعين في شباك السودان ثم الأردن، ليقود الفراعنة للوصول إلى نصف نهائي البطولة، قبل الحصول على المركز الرابع.
تألق رفعت جعله محط اهتمام النادي الأهلي مجددًا في الموسم الماضي، لكن الصفقة لم تكتمل حسبما أوضح في تصريحات تلفزيونية.
وخاض رفعت تجربة احترافية قصيرة، على سبيل الإعارة مع نادي الوحدة الإماراتي، لعب فيها 10 مباريات، لكنه ترك بصمة مميزة أيضًا بتسجيله لهدفين وصناعة 3 أهداف.
وعاد رفعت لصفوف ناديه مودرن سبورت، الذي توج معه بلقب كأس الرابطة المصرية للأندية المحترفة، بعدما صنع 3 أهداف في المباراة النهائية أمام غزل المحلة.
ولعب رفعت 5 مباريات فقط هذا الموسم، أحرز خلالها هدفين في شباك الداخلية وسينجيدا التنزاني، قبل أن يتعرض للإصابة ويبتعد عن الملاعب لفترة.
عودة أحمد رفعت للمشاركة مع مودرن سبورت لم تستمر طويلًا، ليصدم الجميع بتعرضه لأزمة قلبية بعد مشاركته كبديل في مواجهة الاتحاد السكندري، خلال الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، الذي أقيم يوم 11 مارس الماضي خلال شهر رمضان.
خاض أحمد رفعت رحلة شاقة في مواجهة الأزمة الصحية، وخرج من المستشفى يوم 9 أبريل الماضي، مع استمرار متابعة حالته الصحية، أملًا في العودة للملاعب.
وظهر “الحريف الهادئ” أحمد رفعت في لقاء تلفزيوني أخير عبر قناة “إم بي سي مصر2″، ليحكي عن أزمته الصحية التي كان وراءها أسباب نفسية، وتحدث عن أمله ورغبته في العودة لممارسة كرة القدم، لكن هذا اللقاء كان بمثابة رسالة وداعية منه لجماهير الكرة المصرية، التي لن تنساه، ولن يغيب اسمه عن قلوب وعقول محبي الرياضة بعد مسيرته الهادئة العطرة.