بدأ لويس دي لا فوينتي، رحلته مع المنتخبات الإسبانية، بداية من عام 2013، حينما تولى قيادة منتخب الناشئين تحت 19 عامًا، ليتدرج بعدها مع الفئات السنية المختلفة، وينجح في صناعة جيل جديد لكتيبة الماتادور، يقوده نحو الاقتراب من استعادة لقب اليورو الغائب منذ نسخة 2012.
المدرب البالغ من العمر 62 عامًا، حقق العديد من النجاحات منذ بداية رحلته مع الماتادور، بداية من التأهل لنصف نهائي يورو تحت 19 عامًا في 2013، والخسارة على يد فرنسا بنتيجة 2-1.
وثأر دي لا فوينتي من فرنسا سريعًا في نسخة يورو تحت 19 سنة للشباب عام 2015، حين أقصاها من الدور نصف النهائي، ثم توج بلقب البطولة على حساب المنتخب الروسي.
وشهد هذا الجيل تواجد 3 لاعبين من العناصر الأساسية في صفوف المنتخب الإسباني الأول حاليًا، وهم الحارس أوناي سيمون، بالإضافة لثنائي خط الوسط رودري وميكيل ميرينو.
وفي عام 2018 انتقل دي لا فوينتي لتدريب منتخب إسبانيا تحت 21 عامًا، والذي استمر معه في تحقيق الإنجازات واكتشاف النجوم، بالتتويج بلقب اليورو تحت 21 سنة عام 2019.
وفي تلك النسخة تفوق المنتخب الإسباني على ألمانيا بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية، بفضل ثنائية فابيان رويز وداني أولمو ثنائي المنتخب الأول حاليًا، وجاء أسيست الهدف الأول عن طريق ميكيل أويارزابال الذي يتواجد حاليًا أيضًا مع كتيبة الماتادور في يورو 2024.
وفي النسخة التالية من المسابقة، ودعت كتيبة دي لا فوينتي المنافسات من الدور نصف النهائي أمام البرتغال، لكنه اكتشف مارك كوكوريلا في مركز الظهير الأيسر، والذي يعد أحد نجوم منتخب إسبانيا الأول في بطولة أمم أوروبا الحالية.
وقاد دي لا فوينتي منتخب إسبانيا الأولمبي، في أولمبياد طوكيو الماضية، وحصد الميدالية الفضية للمرة الثالثة في تاريخ لاروخا، عقب الخسارة من البرازيل في المباراة النهائية.
ولاستكمال مسيرة النجاحات، وقيادة الجيل الذي صنعه بنفسه، عين الاتحاد الإسباني لويس دي لا فوينتي مديرًا فنيًا لمنتخب بلاده في ديسمبر عام 2022، خلفًا للمدرب السابق لويس إنريكي، بعد توديع كأس العالم على يد المغرب من دور الـ 16.
وقاد دي لا فوينتي منتخب إسبانيا للتتويج ببطولة دوري الأمم الأوروبية على حساب كرواتيا بركلات الترجيح، ويأمل في أن يكون ثاني ألقابه من بوابة يورو 2024، حين يواجه فرنسا في الدور نصف النهائي، بمواجهة عاشها من قبل ولكن على صعيد فئة الشباب.
قائمة إسبانيا في اليورو شهدت تواجد 8 لاعبين سبق وأن دربهم المدير الفني الحالي للماتادور مع منتخبات الشباب المختلفة، وهم: أوناي سيمون، فابيان رويز، مارتن زوبيميندي، رودري، ميكيل ميرينو، كوكوريلا، ميكيل أويارزابال، داني أولمو.
ويعتبر هؤلاء اللاعبين هم نواة الجيل الجديد للكرة الإسبانية، وعناصر أساسية في تشكيل المنتخب بقيادة لاعب الوسط رودري والحارس الأساسي أوناي سيمون، بالإضافة للظهير مارك كوكوريلا ولاعب الوسط فابيان رويز، كما لعب داني أولمو وميكيل ميرينو دورًا أساسيًا في صعود منتخب إسبانيا لهذه المرحلة، بتسجيلهما هدفي الماتادور في شباك ألمانيا.
ويبدو أن “التجربة الإسبانية” في طريقها للنجاح، حتى حال لم يتوج أبناء دي لا فوينتي باللقب، لكنهم عادوا بقوة للمنافسة على البطولات، على صعيد الأداء والنتائج، وسيأملون أن يستمر هذا النجاح في كأس العالم المقبل 2026.