الإسلام دين الرحمة ،و الود و التسامح أمرنا بالإلتزام بالكثير من الأخلاقيات ،و المبادئ التي تكسب من يتمسك بها الفوز برضا المولى عزوجل ،و العيش في سعادة ،و راحة ،و من أهم ما أمرنا به الإسلام هو صلة الرحم ،و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على ضرورة التمسك بصلة الرحم مع من أساء إليك فقط تفضل بالمتابعة .
أولاً أهمية صلة الرحم .. يمكن تعريف الأرحام بأنهم هم الأرقاب سواء إن كانوا من ناحية الوالد أو الوالدة ،و يشتمل ذلك على الأخوات ،و الخال ،و العم و الخالة و العمة ،و أبنائهم ،و الأجداد و قد حثنا الإسلام في القرآن الكريم ،و في الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة التمسك بصلة الرحم ،و يقول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) صدق الله العظيم ،و أكد أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة على فضل ،و أهمية صلة الرحم فيقول النبي صلى الله عليه و سلم ( من أحب يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و في حديث آخر يقول عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ثانياً صلة الأرحام مع من أساء إليك ..؟ انتشرت العادات ،و الأخلاقيات الغير مستحبة التي أصبحت سبباً في قطع الأرحام ،و فيما يتعلق بمسألة التمسك بصلة الأرحام بالرغم من إساءتهم فقد أكد موقع الإمام ابن باز رحمه الله بأنه من الضروري التمسك بصلة الرحم حتى بالرغم من اساءة الطرف الثاني لما في ذلك من خير كثير ،و أجر عظيم لمن يحرص على التمسك بها بالرغم من الإساءة و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف .. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ” ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و لعل التعامل معهم بالحسنى قد يكون سبباً في صلاح أحوالهم ،و عودتهم إلى الصواب لأن دائماً حسن المعاملة سبباً في لين القلوب ،و إن هؤلاء الأقارب يعانون من كثرة المعاصي فيجب تقديم النصح إليه ليعود إلى الصواب و الإستعانة بمن يميل إليهم ،و التعاون فيما بينهم على صلاحه و لا يجب أن يقطع الإنسان صلته بأرحامه بسبب ما يرتكبونه من معاصي ،و استند في ذلك إلى قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) صدق الله العظيم .. فالآية الكريمة تؤكد لنا أن الكفار الذين لا حرب بيننا و بينهم صلة أو عهد ،و هم يعانون من الفقر فلا يوجد مانع من أن نصلهم و كذلك نحسن إليهم ،و أيضاً و حينما جاءت والدة اسماء بنت أبي بكر المشركة لكي تصل ابنتها في الهدنة التي كانت بين النبي و بين أهل مكة ،و سألت اسماء بنت ابي بكر النبي أفأصلها ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم صليها .. يتضح لنا من ذلك كيف يتعامل المؤمن مع أقاربه العصاه أو الكفار إذا لم يكن بينه و بينهم حرب ،و أوضح الإمام ابن باز أنه من الضروري أن يسلك الفرد كافة الطرق لهداية أقاربك بالرغم من اساءتهم ،و إن كان بالهجر ،و أوضح أن الهجر في هذه الحالة لا مانع منه إذا كان الغرض منه هو هدايتهم ،و حالة اذا كان سبباً في سوء الحال بينه و بينهم فيجب الإبتعاد عنه ،و أكد أيضاً أن الكثير من الناس من الصعب عليهم أن يتمسكوا بصلة من أساء إليهم ،و لكن من الضروري أن يتمسك الإنسان بالصبر ،و يتذكر قول المولى عزوجل في كتاب العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) صدق الله العظيم .