فى الوقت الذى كان يلجأ فيه معظم المصريين لشراء المنتجات الصينية لأنها الأرخص وفى متناول اليد، خاصة الملابس التى تباع على الأرصفة، إلا أن قرار تعويم الجنيه كان له رأى آخر بعد أن أثر بشكل كبير على أسعار السلع التى تباع على الأرصفة.
فى ميدان الجيزة وقف عشرات الباعة لعرض البضائع الصينية، والتى تكاد تكون تضاعفت قيمتها حسبما أكده أحمد السيد، أحد الباعة، قائلا: «كل البضائع بلا استثناء زادت أسعارها بعد التعويم، والناس اتهمتنا فى بداية الأمر بالمغالاة، بعدما تضاعفت قيمة بعض السلع، واستغرقوا وقت طويل حتى تداركوا الأمر».
وعلى بعد أمتار منه وقف أحمد عواد، بائع ملابس، يلوح بمعروضاته للمارة بعد أن سادت حالة من الكساد السوق، على غير عادتها.
من 35 حتى 55 جنيها، هكذا ارتفعت أسعار البنطلونات التى يعرضها عن الموسم السابق، فى حين اقترب سعر التى شيرت من 60 و65 جنيها بعد 45، وقال: «الناس بتسيب البضاعة بعد الصدمة وتمشى». الأمر نفسه يتكرر فى محال الملابس الجاهزة الشتوية الجديدة، والتى أكد أحد الباعة فيها أن المستورد منها أسعاره أصابها الجنون. حتى الملابس المستعملة (البالة) لم تسلم من زيادة الأسعار عقب التعويم، ما أجبر بعض المحال على اللجوء إلى تنظيم عروض، تصل إلى إهداء الزبائن 2 كيلو هدية عند شراء كيلو واحد من البالة. وأكد صاحب أحد تلك المحال، ويدعى أبوعمر، أن سعر كيلو البالة بعد التعويم زاد 30 جنيها، فضلا عما يتحمله أصحاب المحال من فارق فى تكلفة العمالة، وفواتير الكهرباء والمياه.
وفى ميدان العتبة، وقف أحد الباعة لعرض (الرفائع) من مستلزمات الملابس الشتوية، مثل الشرابات الصوف، والكوفيات، والقفازات للأطفال والكبار، والتى لم تسلم من زيادة الأسعار. وقال البائع: «اعتمدنا على مخزون العام الماضى من البضائع غير المباعة، والبضائع الجديدة جاءت على النوتة من التجار لحين بيعها، لكنى غير متوسم أى خير فى هذا الموسم».
واعتادت أمانى إبراهيم، ربة منزل، أن تشترى لأطفالها كل الكسوة الشتوية، لكنها هذا العام قررت الاكتفاء بما لديها. وقالت: «سعر طقم لبس الأطفال بعد الزيادة وصل 700 جنيه فى وسط البلد، وليس المولات، والمشكلة أنها نفس موديلات العام الماضى، فعرفنا أن تضاعف الأسعار يرجع لزيادة سعر صرف الدولار».
أما جمال رضا، موظف، فقرر شراء كسوة الشتاء من المنتجات المصرية، لأن زيادتها لم تصل للضعف، أسوة بالمستورد.
منظومة تجارة الملابس الجاهزة وما شهدته من تغيرات عقب تعويم الجنيه يتحدث عنها يحيى الزنانيرى، رئيس شعبة الملابس باتحاد الصناعات، قائلا: «جميع الملابس المستوردة زادت أسعارها بمقادير قد تصل للضعف، والأزمة أن الملبس رغم أنه من الاحتياجات الأساسية لأى مواطن إلا أنه ليس أولوية مثل الطعام والشراب والعلاج على سبيل المثال».
لم يجد المسؤولون عن شعبة الملابس حلا للخروج من الأزمة سوى التبكير بموعد عروض الأوكازيون، لإنقاذ حالة الركود، ورغم ذلك لم يأت بالنتائج المرجوة، لأن إجمالى المبيعات حتى بعد الأوكازيون لم يتجاوز 55%.
من المعروف أن المحال تبيع 70% من البضائع وتعرض 30% للأوكازيون، لكن حالة الركود جعلت العكس هو ما حدث، ورصدت «المصرى اليوم» استمرار عدة محال فى عرض الزى الصيفى بتخفيضات حتى الآن، لأن المصانع خفضت الإنتاج، ولم توفر للمحال الكميات الكافية لملء المحل، فاستمرت المحال فى عرض الصيفى. وأكد تاجر آخر أنه بغض النظر عن فارق التعويم فكل البضائع ستلحق بها زيادات جديدة لن تقل عن 10%، بسبب زيادة أسعار الكهرباء والمياه والضريبة المضافة. ورغم ذلك هناك ميزة وحيدة لهذا الوضع تصب فى مصلحة المنتج المصرى، لأنه سيظل الأرخص، وسيشهد رواجا أكبر، لا بد من استغلاله.