سيطرت الأفراح الطاغية على الجماهير المغربية، الأحد، بعد نجاح منتخب «أسود الأطلسى» فى حجز مقعده فى نهائيات كأس العالم 2018 فى روسيا، بعد تحقيق إنجاز تاريخى بالفوز على مُضيفِه، منتخب كوت ديفوار، بثنائية نظيفة، فى المباراة التى جمعت بين الفريقين، مساء السبت، على أرض الأخير فى العاصمة أبيدجان، ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية. ونال القدر الأكبر من الإشادة فى المغرب والعالم المدير الفنى للفريق، الفرنسى، هيرفى رينارد، الشهير بلقب «جامع القمامة»، وكان «رينارد»- عقب التتويج بلقبى كأس الأمم الأفريقية مع زامبيا وكوت ديفوار- قد قال: «قبل العمل فى التدريب كنت جامع قمامة، والآن أنا جامع للألقاب». وأضاف رينارد السبت: سطرنا المجد بإنجاز تاريخى وشباك لم تهتز طوال التصفيات.
وبمجرد انطلاق صافرة النهاية، سيطرت الأفراح على لاعبى منتخب المغرب، فى أرض ملعب «فيليكس بوانيى»، وسط حالة من الغضب والدموع والهتافات العدائية والسباب للاعبين من جماهير كوت ديفوار، التى تملَّكتها الصدمة، بعد إهدار فرصة سهلة على ملعبها للتواجد بين كبار العالم.
كما عاشت الجماهير المغربية ليلة من الأفراح فى كل المدن، حتى صباح الأحد، بعد العودة إلى العرس العالمى، بعد 20 عاماً، حيث كانت الكرة الأخيرة لتأهلهم فى مونديال 1998، كما أشعلت الجاليات المغربية عدة عواصم أوروبية باحتفالات صاخبة، ودخلت فى مواجهات مع الشرطة فى بلجيكا، وأشارت تقارير إلى اشتعال النار فى 3 سيارات.
وهذه هى المرة الخامسة التى يتأهل فيها منتخب المغرب لنهائيات كأس العالم، والثانية على يد مدرب فرنسى، كما تأهل مرة وحيدة على يد مدرب وطنى، هو الراحل عبدالله بليندة، فى مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.
وهنأ الملك محمد السادس منتخب بلاده بالوصول للنهائيات، كما وجد المنتخب استقبالاً شعبياً ورسمياً فى انتظاره، صباح الأحد، فى مطار «سلا» بالرباط.
وكتبت الصحف المغربية عناوين مثل: «فعلوها الأسود»، و«شرفتونا»، و«الأسود كانوا على موعد مع التاريخ»، و«موعدنا روسيا»، كما أشادت الصحف العالمية بالفريق، وكتبت شبكة «يورو سبورت العالمية»: «المغرب استحق التأهل»، و«ليكيب»: «لاعبو المغرب يعيدون الماضى الجميل»، و«صن»: «الأسود اغتالوا حلم الفيلة»، و«ماركا»: «المغرب تنضم لرباعى أفريقيا فى كأس العالم»، وكتبت شبكة «بى. بى. سى»: «المغرب تحرم كوت ديفوار من المشاركة الرابعة على التوالى فى كأس العالم».وشدد موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» على الإنجاز الكبير والتاريخى بالتأهل، بعد مشوار رائع، لم تهتز خلاله شباك الفريق بأى هدف، بينما سجل مهاجموه 11 هدفاً فى 6 مباريات.
وفى تونس، سيطرت الأفراح على كل المدن، بعد تعادل المنتخب سلبياً مع ضيفه الليبى، على أرض ملعب استاد رادس الأوليمبى، بحضور الرئيس قايد السبسى، الذى هنأ اللاعبين فى أرض الملعب. وقال: «أهنئ التونسيين بالتأهل، نأمل أن تتبع هذا التأهل نجاحات اقتصادية فى البلاد»، وقالت الصحف المحلية إن التأهل الصعب أعاد البسمة للتونسيين، فى فترة تعيش خلالها البلاد وضعا اقتصاديا صعبا واحتجاجات اجتماعية متواترة طيلة سنوات الانتقال السياسى منذ 2011. وتأهل «نسور قرطاج» لروسيا برصيد 14 نقطة، بفارق نقطة عن جمهورية الكونغو، الذى حقق الفوز بثلاثية على غينيا فى الجولة الأخيرة.
وقال نبيل معلول، مدرب تونس: «كانت أصعب مباراة خضناها، والضغط كان كبيرا على اللاعبين.