محمد بن رمضان.. الحائر بين الحلم الأوروبي وأمجاد الأهلي

ارتبط اسم التونسي الدولي محمد علي بن رمضان، بالانضمام إلى صفوف النادي الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، وذلك لتدعيم قائمة المارد الأحمر قبل المشاركة في بطولة كأس العالم المرتقبة بالولايات المتحدة الأمريكية 2025.

ويستهدف الأهلي التعاقد مع محمد علي بن رمضان لاعب وسط فريق فرينكفاروزي المجري، وفقًا لما أكدته مصادر عدة لـ”يلا كورة” خلال الأيام الماضية، وتأتي رغبة الأحمر في تدعيم خط المنتصف بعد رحيل أليو ديانج، إلى صفوف الخلود السعودي.

وبدأ خط المفاوضات بين الأهلي وفريق فرينكفاروزي ومحمد بن رمضان، من أجل حسم ضم اللاعب للنادي القاهري، لكن الصفقة شهدت مراحل طويلة متعاقبة، قد تضع محاولة الأحمر ضمن المحاولات الأكثر تعقيدًا التي أراد أبناء الجزيرة تحقيقها.

تفاصيل مفاوضات الأهلي لضم محمد علي بن رمضان

بدا اهتمام الأهلي بشكل واضح بخصوص محمد بن رمضان منذ أن كان لاعبًا في صفوف الترجي التونسي، حينما كان الاسم الأبرز على الساحة الأفريقية في ذاك الوقت، وتلخصت مشاركات اللاعب مع أبناء باب سويقة في كونه الأغلى بصفوف الفريق، بعد مستوياته التي قدمها والتي تمثلت في مشاركته بـ143 مباراة، نجح في تسجيل 34 هدفًا، وتمكن من صناعة 6 أهداف “وفقًا لترانسفير ماركت”.

حيث أشارت إذاعة ifm التونسية، إلى وجود رغبة من قبل الأهلي لضم محمد على بن رمضان في موسم 2022، في ظل المستويات التي يقدمها اللاعب، إلا إن إدارة فريقه رفضت التخلي عن نجمها خاصةً للمارد الأحمر، الخصم المعتاد لأبناء باب سويقة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا.

حاول الترجي الحفاظ على لاعبه إلا إن طموح بن رمضان غلب رغبة أبناء باب سويقة، ليرفض تجديد عقده مع الفريق ليصبح لاعبًا حرًا، قبل أن يتمم اتفاقه مع فرينكفاروزي المجري لينتقل إلى صفوفه بعقد امتد حتى صيف 2026.

انتقل بن رمضان إلى صفوف فرينكفاروزي المجري ليبدأ مشوار جديد في الملاعب الأوروبية حيث شارك في 44 مباراة في مختلف المسابقات مع فريقه الوافد إليه حديثًا، ونجح في تسجيل 4 أهداف، وتمكن من تقديم 8 تمريرات حاسمة.

مع رحيل أليو ديانج عن صفوف الأهلي، واتجاهه صوب الدوري السعودي، وفي ظل رغبة مارسيل كولر المدير الفني للفريق الأحمر، اتجهت أنظار محمود الخطيب رئيس النادي، تجاه الدولي التونسي المستقر حاليًا بالدوري المجري.

أرسل الأهلي عرضه الأول إلى فريق فرينكفاروزي لضم محمد علي بن رمضان مقابل 2 مليون دولار و100 ألف، وبدت الأمور في تقارب بين الإدارتين في ظل تعاقد النادي المجري مع اللاعب التونسي بشكل مجاني.

ووفقًا لما ذكره مصدر مطلع لـ”يلا كورة” فإن محمد علي بن رمضان أبلغ فريقه المجري بعدم ممانعته في العودة إلى قارة أفريقيا من جديد عبر بوابة الأهلي، في الوقت الذي بدأ فيه المشهد بتونس بتداول الأنباء المتعلقة بمغادرة اللاعب الذي نشأ في باب سويقة إلى الغريم الذي طالما احتدت المواجهات أمامه في مختلف المناسبات.

يلا كورة يكشف كواليس المفاوضات

رفع نادي فرينكفاروزي المجري، مطالبه أمام رغبة الأهلي الكبيرة في ضم محمد بن رمضان، وهو ما دفع الفريق القاهري إلى زيداة عرضه إلى 2 مليون دولار و700 ألف، على أن يتم دفعها مقسمة على 4 أقساط، كالتالي: “مليون دولار، ثم 500 ألف، ثم 500 ألف، وأخيرًا 700 ألف”.

مع وجود محاولات من قبل الأهلي للتعاقد مع محمد بن رمضان، وفي ظل تقارب الأمور بين الناديين ظهرت تقارير إعلامية تونسية مختلفة تشير إلى اقتراب الصفقة من الفشل وعدم اكتمالها، عكس ما تبدو الأمور أمام الفريق الأحمر.

هل تعمد الإعلام التونسي الضغط على محمد بن رمضان لعدم الانتقال للأهلي؟

أكدت تقارير تونسية عدة على رفض محمد علي بن رمضان لعرض الأهلي المقدم له لتمثيله خلال فترة الانتقالات الجارية، وتمسك لاعب نسور قرطاج بالبقاء داخل أسوار فريقه المجري.

ذكر موقع “فوت 24” التونسي، عدة مرات تمسك محمد بن رمضان بالبقاء مع فريقه فرينكفاروزي المجري، ورفضه لعرض الأهلي المقدم للحصول على خدماته.

الأمر ذاته تكرر مع إذاعة إكسبريس إف إم التونسية التي كشفت عن وجود مداخلة هاتفية لـ عبد الرؤوف بن رمضان والد محمد علي بن رمضان، قبل الخروج لفاصل إعلاني، وعقب العودة منه أوضح مقدم البرنامج أن عبد الرؤوف بن رمضان أكد في تصريحات للبرنامج خارج الهواء أن نجله يرفض الانتقال إلى النادي الأهلي.

وأشار إلى أن محمد بن رمضان لا يرغب في الانتقال إلى النادي الأهلي، رغم الضغط الكبير على اللاعب ويفضل البقاء في فريقه المجري، فهل تعمد الإعلام التونسي الضغط على نجم نسور قرطاج بعد الانتقال إلى القلعة الحمراء؟

بسؤالنا السؤال ذاته لعدد من الصحفيين والإعلاميين بتونس كانت الإجابات متقاربة إلى حد كبير فيما بينهم، عن إذا ما كان هناك دور واضح لتعمد فشل انتقال اللاعب إلى الأهلي عن طريق ممارسة الضغط عليه.

تحدث مكي العوني، الإعلامي بإذاعة موزاييك إف إم قائلًا: “لم يكن هناك دخل للإعلاميين إطلاقًا في نجاح أو تعثر انتقال محمد علي بن رمضان، اللاعب منذ البداية وهو يرفض العودة من أوروبا ورفضه كان قطعيًا كلما تلقى عروضًا جديدة”.

واصل العوني حديثه: “محمد بن رمضان يرى أن مستقبله حاليًا بأوروبا، وخيار عودته إلى أفريقيا غير مطروح حاليًا، كان من الواضح وجود ضغوطات من جانب جماهير الترجي حتى لا يوقع إلى الأهلي، لكن في النهاية هو قرار اللاعب”.

وأتم: “لم يتحدث محمد بن رمضان عن وجود أي اتفاق مع الأهلي، والتعاطي الإعلامي مع الملف في تونس كان بعيدًا كل البعد عن الانتماء للترجي”.

في السياق ذاته، تحدث الصحفي والإعلامي التونسي، مالك الرقيقي، قائلًا: “رفض محمد علي بن رمضان لعرض الأهلي هو أمر عادي، خاصةً أنه كان أحد جماهير فريق الترجي التونسي قبل أن يكون لاعبًا بصفوف الفريق، وحقق كل الألقاب الممكنة مع أبناء باب سويقة في أفريقيا إلى جانب المشاركة في كأس العالم للأندية، وليس هناك طموحات أخرى ليحققها مع الفريق الأحمر، وعجم موافقة اللاعب على العرض ليس مفاجأة بالنسبة لي”.

تابع حديثه: “لا يوجد في تونس انتماء للصحفيين بالنسبة للأندية كما الأمر في مصر، وصحيح أن أقصى طموحات أي لاعب في أفريقي الانضمام إلى الأهلي إلا إن التجارب الأوروبية أفضل، خاصة أن بن رمضان لعب بشكل أكبر مع فريقه المجري، وقد تكون تجربة انتقالية لمشاهدته في دوري أفضل بالفترة المقبلة”.

أضاف: “لعب الإعلام دوره في تونس، بتداول الارتباط واحتمالية حدوث الصفقة، ونتج عنه تغير بعض الأشياء، ولو لم ينتشر الخبر، لما تواجد ضغط جماهيري، ورأينا رفض جماهير الترجي، والتي أثرت بنسبة ما على قرار محمد بن رمضان”.

وفسر الرقيقي عدم ظهور والد بن رمضان في إحدى المحطات الإذاعية بأنه لم يكن سيضيف شيئًا، قائلًا: “هناك أشخاص آخرين مهتمين باللاعب ومستقبله ومسيرته، صحيح والده لديه رأي بالطبع، لكن ظهوره لم يكن سيفيد محمد علي في شيء، لذا عدم ظهوره لا يفسر أي أمر، ولا يعني عدم رضاه عن قرار نجله”.

استكمل: “للاعب ارتبط أيضًا بالعودة إلى الترجي، وتبقى الأمور في دائرة التكهنات بالانضمام إلى الأهلي أو فريقه السابق، وأكدت بعض المصادر أن محمد بن رمضان لن ينضم للأهلي، لكن الأمور متغيرة، والوحيد القادر على حسم الأمر هو النجم التونسي”.

وأوضح أدم المؤدب، الإعلامي في إذاعة إكسبريس إف إم، ما يراه في الشأن المسبق الحديث عنه قائلًا: “الإعلام التونسي معني فقط بنقل المعلومة، والضغط جاء من جانب جماهير الترجي، لعدم انضمام لاعبها السابق إلى صفوف الأهلي”.

وكشف عن التفاصيل الخاصة بالمداخلة التي لم تعرض بشكل مباشر عبر الإذاعة مع والد محمد علي بن رمضان موضحًا: “والد محمد بن رمضان تحدث وقال أن نجله يريد البقاء في أوروبا، ويشعر بالراحة في فريقه المجري”.

وأتم: “من الصعب أن يعود بن رمضان إلى أفريقيا عبر الأهلي، لأ، اللاعب يحب الترجي ويحترم جماهير ناديه السابق، ونشأ داخل صفوفه، لكن في النهاية من الوارد حدوث أي شيء”.

حيرة بن رمضان

تضارب الأنباء بخصوص انتقال محمد بن رمضان إلى صفوف الأهلي من عدمه فتح الباب أمام العديد من التساؤلات، حول نجاح أو فشل الأمر، وما العائق الذي قد يعيق انتداب الفريق الأحمر لنجم باب سويقة السابق، واللامع حاليًا في المجر.

استعرضنا لكم كافة الأمور والتساؤلات التي قد تطرأ في الأذهان عن السبب الذي قد يعيق انضمام اللاعب إلى صفوف الأهلي وفقًا لما ذكره ممثلو الإعلام التونسي، إلى جانب ما يقوم به الأهلي في الوقت الراهن في إطار محاولاته للتعاقد مع نجم فرينكفاروزي الفريق المجري.

Leave a Reply