بدأ النادي الأهلي التفكير بشكل جدي في التعاقد مع الدولي التونسي محمد علي بن رمضان، لاعب فرينكفاروزي المجري، خلال الانتقالات الصيفية الجاري، لتدعيم صفوف الفريق قبل خوض منافسات كأس العالم للأنندية والتي يستعد الفريق للمشاركة بها، وجاء ذلك في أعقاب رحيل أليو ديانج عن صفوف الأحمر.
وغادر الدولي المالي أليو ديانج الأهلي، تجاه نادي الخلود النشط بدوري روشن السعودي، خلال الصيف الجاري على سبيل الإعارة، ليفقد الأحمر أحد أضلع خط الوسط الذي اعتاد الفريق فيه على تنوع القدرات الفنية المختلفة للاعبيه.
ثلاثي تاريخي
تميز وسط ملعب الأهلي خلال السنوات الماضية بتفوقه بفارق كبير دونًا عن أي فريق آخر بقارة أفريقيا، وتمثل ذلك في وجود 3 لاعبين تنوعت قدراتهم الدفاعية والهجومية، وتمثل ذلك في استمرار تواجد الثلاثي خلال الفترة التدريبية، لكل من: رينيه فايلر، بيتسو موسيماني ومارسيل كولر.
ثلاثي الأهلي الذي لا يحتاج إلى تعريف طويل هو عمرو السولية، أليو ديانج وحمدي فتحي، الذين شاركوا مع المدربين السابق ذكرهم في عدد مختلف من المباريات أمام العديد من المنافسين في مختلف القارات بقدرات متباينة لكل فريق.
تحول طريقة اللعب بين ثلاثي التدريب (فايلر، موسيماني، كولر)، لم يمنع أحد اللاعبين الـ3 في وسط الملعب من الابتعاد عن تشكيل أي منهما، وهو ما يلقي بظلاله على مدى قدرة اللاعبين على التكيف والتنوع مع أي خطة تدريبية باختلاف المدارس التدريبية.
رينيه فايلر
بالنظر إلى الشكل الذي ظهر به السويسري مع الأهلي نجد إنه قد اتبع طريقة 4-2-3-1 في طريقة اللعب الخاصة به بالاعتماد على لاعب في مركز 10 (صانع ألعاب) والذي كان في العادة محمد مجدي أفشة، ولاعب مركز 8 (خط وسط متقدم) وهو عمرو السولية، وتنوع السويسري في خياراته بين مشاركة أليو ديانج وحمدي فتحي بمركز 6 (خط وسط متأخر).
بيتسو موسيماني
اتبع بيتسو موسيماني الطريقة ذاتها التي اعتاد فايلر على الظهور بها في بادئ الأمر، قبل أن يتجه إلى أحد الأساليب الأخرى ليضمن الاستفادة من الثلاثي، ليغير الجنوب أفريقي طريقته مع الأهلي إلى شكل جديد وهو 3-4-3 ليصبح وجود اللاعبين الـ3 بشكل واضح دون وجود أحدهما على مقاعد البدلاء، وذلك بوجود حمدي فتحي بمركز خط الدفاع المتقدم ليصبح له دور فعال في بناء الهجمات، بينما تواجد الثنائي عمرو السولية وأليو ديانج في وسط الملعب ضمن رباعي الوسط.
مارسيل كولر
ظهر مارسيل بشكل مغاير مع الأهلي، حيث اتبع طريقة 4-3-3 مع الأهلي، والتي فضل من خلالها وجود لاعب وحيد في مركز 6 (وسط مدافع)، ووجود لاعبين في مركز 8 (وسط متقدم)، في الوقت الذي غاب فيه عمرو السولية لفترات طويلة بسبب الإصابة، بدأ السويسري في تهيئة حمدي فتحي وأليو ديانج للظهور في مركز 8 ليقدم الثنائي موسمًا من أفضل مواسمهما.
تغير البدائل
تعاقد الأهلي مع مروان عطية في مركز الوسط الدفاعي، بجانب عودة أكرم توفيق من إصابة الرباط الصليبي إلى مركزه الذي برع فيه ليتبادل الأدوار مع مروان عطية، وأصبح دور ديانج وحمدي فتحي مقتصر على الوسط المتقدم قبل أن يرحل الأخير قبل الموسم الماضي إلى صفوف الوكرة القطري، ويتبعه ديانج الموسم الحالي للخلود السعودي.
أبرم الأهلي تعاقده مع إمام عاشور ليحل في مركز الوسط المتقدم عقب رحيل حمدي، ليقدم اللاعب موسمًا من أفضل مواسمه، ومع رحيل ديانج انتقلت أعين الأهلي للتونسي محمد علي بن رمضان لتدعيم مركز خط الوسط، قبل كأس العالم للأندية، فهل سيستطيع بن رمضان تعويض الدوري الذي يقدمه أليو ديانج قبل رحيله؟
أليو ديانج
بالنظر إلى ما قدمه أليو ديانج في موسمي 2021-2022،2022-2023، بالجانب الهجومي وفقًا لواجبات مركز الوسط المتقدم سنجد أن ديانج سجل 4 أهداف خلال 93 مباراة بمختلف البطولات، وقدم 4 تمريرات حاسمة، إلا إن اللاعب لم يغفل عن واجابته الدفاعية.
بالانتقال إلى رؤية ما قدمه أليو ديانج من أرقام خلال بطولة دوري أبطال أفريقيا نظرًا لقوة المسابقة واعتبارها أحد العوامل المشترك لوجه المقارنة مع بن رمضان نجد الآتي:
موسم 2021-2022، وصلت دقة تمريرات أليو ديانج إلى 90%، بينما بلغت اعتراضات اللاعب للكرة إلى 1.5 اعتراض لكل مباراة، و 1.9 تدخل لكل لقاء، إلى جانب تفوقه بنسبة 54% في المعارك الثنائية، ولم يرتكب أي أخطاء تسببت في أهداف على مرمى فريقه.
موسم 2022-2023، بلغت دقة تمريرات أليو ديانج إلى 85%، ووصل معدل اعتراض اللاعب للكرات إلى 1.1 اعتراض لكل مباراة، وشهد معدل تدخلاته إلى 1.5 لكل مباراة، وتسبب في خطأ داخل منطقة الجزاء، أدى إلى احتساب ركلة جزاء، وكان ذلك أمام الرجاء في إياب ربع النهائي بكازابلانكا.
محمد علي بن رمضان
وفقًا للمعطيات فإن الأهلي يرغب في ضم التونسي محمد علي بن رمضان لتدعيم صفوف الوسط لتعويض رحيل ديانج، وبالنظر إلى ما قدمة اللاعب بذات المركز (وسط الملعب المتقدم) خلال بطولة دوري أبطال أفريقيا التي تعد أحد مجالات المقارنة نجد الآتي:
شارك محمد علي مع الترجي في أخر موسمين له مع الترجي التونسي في 69 مباراة ونجح في تسجيل 22 هدفًا، وتمكن من تقديم 9 تمريرات حاسمة في مختلف المسابقات التي شارك اللاعب بها.
موسم 2021-2022، نجد أن بن رمضان سجل 4 أهداف في بطولة دوري أبطال أفريقيا، وبلغت دقة تمريراته 84%، ووصل اعتراضه للكرة بنسبة 1.6 اعتراض بالمباراة الواحدة، وفاز بنسبة 74% في الالتحامات الثنائية، ولم يتسبب في أي أخطاء دفاعية منحت الخصم أهدافًا.
موسم 2022-2023، سجل محمد علي 3 أهداف بدوري الأبطال، ووصلت دقة تمريراته إلى 83%، ووصلت اعتراضه للكرات إلى 2.3 اعتراض للمباراة الواحدة، ولم يتسبب في أي أخطاء مؤثرة.
بالمقارنة نجد وجود قصور هجومي بالنسبة للمالي أليو ديانج خلال مشاركاته في مركز الوسط المتقدم، وهو ما يفسر ابتعاد اللاعب عن المشاركة في بعض الفترات مع كولر بخلاف الإصابة التي لحقت به.
في المقابل أدى محمد علي دوره الدفاعي بمستوى مشابه لما قام به أليو ديانج، مع تفوقه بشكل كبير ملحوظ على المستوى الهجومي وهو ما يفسر اختيار الأهلي للدولي التونسي من أجل تعويض رحيل لاعبه المالي.