بدأت محاكمة القرن -كما أطلقت عليها الصحف الرياضية حول العالم- بتوجيه 115 تهمة إلى نادي مانشستر سيتي بشأن ارتكاب مخالفات مالية في حق قواعد رابطة الدوري الإنجليزي، ما قد ينتهي بحرمان فريق المدرب الإسباني بيب جوارديولا من المشاركة في البطولة الإنجليزية التي يحمل لقبها، بل قد يختفي أساسًا من على وجه الأرض.
مانشستر سيتي لا يبدو في أفضل أحواله خارج ملاعب كرة القدم، بينما داخلها، يواصل مع جوارديولا تألقه في موسم لم يتعرض خلاله إلى أي هزيمة حتى الآن، ليتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد 5 جولات، بفارق نقطة واحدة عن أستون فيلا وليفربول.
محاكمة القرن
بات مانشستر سيتي في موقف محرج قانونيًا، بعد اتهامه رسميًا بانتهاك قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإنجليزي على مدار 9 سنوات، بين 2009 و2018، الفترة التي شهدت حصوله على اللقب في 3 مناسبات.
ويخضع المسؤولون في نادي مانشستر سيتي، الفترة الجارية، لجلسات استماع أمام رابطة الدوري الإنجليزي، فيما من المتوقع بحسب شبكة “سكاي سبورتس” العالمية أن يستمر قلق فريق جوارديولا قائمًا لمدة 10 أسابيع قادمة.
العقوبات التي قد يتم توقيعها على نادي مانشستر سيتي، دفعت الصحافة الرياضية حول العالم إلى تسمية القضية بـ”محاكمة القرن”.
وأشارت الشبكة العالمية إلى أن ظهور الاتهامات الموجهة إلى النادي الإنجليزي في وسائل الإعلام قبل 5 سنوات، يعود إلى ما نشرته مجلة ألمانية بشأن اختراق حسابات البريد الإلكتروني لبعض الأندية من بينها مانشستر سيتي عبر برتغالي يدعى روي بينتو، ما دفع يويفا وكذلك الرابطة الإنجليزية إلى التحقيق في هذا الشأن.
115 تهمة ضد مانشستر سيتي
– الفشل في تقديم معلومات مالية دقيقة ومحدثة: 54 مخالفة
– الفشل في تقديم تقارير مالية دقيقة بشأن تعويضات اللاعبين والمدربين: 14 مخالفة
– الفشل في تطبيق لوائح يويفا (تشمل اللعب المالي النظيف): 5 مخالفات
– خرق لوائح الاستدامة في الدوري الإنجليزي: 7 مخالفات
– الفشل في التعاون مع تحقيقات الدوري الإنجليزي: 35 مخالفة
الاتهامات ربما لا تبدو مفهومة بالنسبة إلى القطاع الأكبر من جماهير كرة القدم، ولتبسيطها، أشارت تقارير صحفية إلى تفاصيل بعضها، مثل عدم كشف مانشستر سيتي عن المكافآت المالية التي حصل عليها أحد مدربيه -دون كشف هويته- خلال 4 سنوات، مع وجود عقد سري، ما يعني أنه تقاضى راتبًا أعلى مما تم إعلانه رسميًا.
تعليق جوارديولا
استمات جوارديولا في الدفاع خلال الأيام الماضية عن النادي الذي يتولى تدريب فريقه الأول لكرة القدم منذ صيف 2016، كما بدا ساخطًا من الانتقادات الإعلامية والجماهيرية، بالتزامن مع ما وصفه برغبة الجميع في اختفاء مانشستر سيتي تمامًا من على وجه الأرض.
وقال ساخرًا: “أود أن أقول آسف، لكنني أريد الدفاع عن مانشستر سيتي خاصة في هذه الأيام، والجميع يتمنى ليس فقط هبوطنا، بل اختفاء الفريق من على وجه الأرض.. وأعتقد أننا نفوز كثيرًا في السنوات الأخيرة فقط لأننا نلعب بشكل أفضل من المنافسين، ليس إلا”.
العقوبات المحتملة
وفق الخبراء القانونين، لا يمكن أبدًا توقع العقوبات التي قد يتلقاها مانشستر سيتي في محاكمة القرن.
وأوضحت شبكة “سكاي سبورتس” أن أدنى العقوبات المتوقعة على مانشستر سيتي يتضمن خصم نقاط منه في الدوري الإنجليزي، فيما قد تصل إلى إيقافه من اللعب في المسابقة مع تهبيطه إلى درجات أدنى، مع إمكانية إيقافه من قيد لاعبين جديد.
كل ذلك يعني أن مانشستر سيتي لن يتمكن من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، على سبيل المثال، كما أشاعت صحيفة “تلجراف” البريطانية أن ظهور النادي في كأس العالم للأندية 2025 أصبح مهددًا.
الترقب مستمر
من المتوقع أن تصدر القرارات في حق مانشستر سيتي خلال الربع الأول من العام المقبل 2025، ربما في مارس كما أشارت التقارير الصحفية، فيما يحق له الاستئناف، ما يعني استمرار محاكمة القرن على ما يبدو عدة أشهر.
وذكرت الصحف الإسبانية بما فيها “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” أن ريال مدريد يظهر ضمن بعض الأندية الكبيرة التي تترقب وضع نجوم مانشستر سيتي من أجل الحصول على خدماتهم فور تأكد عدم مشاركة النادي في المسابقات القارية أو تهبيطه إلى درجة أدنى، وبينهم يبرز بالطبع إيرلينج هالاند.