فقد النادي الأهلي لقب كأس السوبر الإفريقي، للموسم الثاني على التوالي، تحت قيادة السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للفريق، الذي يبدأ موسمه الثالث في القلعة الحمراء.
الأهلي خسر لقب كأس السوبر الإفريقي لصالح نادي الزمالك، بركلات الترجيح (4-3)، بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي (1-1).
شاهد ركلات جزاء مباراة الأهلي والزمالك
كلاكيت خامس مرة، فلسفة كولر في النهائيات أصبحت محفوظة، وتمكن البرتغالي جوزيه جوميز، المدير الفني للزمالك، من التفوق عليها واستغلال ثغراتها.
فلسفة كولر
أصبحت عادة لدى السويسري كولر، أن يخوض النهائيات بأسلوب لعب هو يفضله، بعدم الاندفاع الهجومي حال التقدم بهدف على منافسه، والذي يصبحه تراجع للخلف، قد يكون غير مبرر في بعض الأحيان.
المعتاد لكولر، أنه في بداية أي مباراة يحاول أن يقرأ منافسه بالربع الأول، مع بعض المحاولات الفردية التي قد تحدث في الدقائق الافتتاحية، إلا أن التقدم بهدف تحول من نعمة إلى نقمة، لأنه ينعكس على الأداء بتراخٍ وتراجع للخلف.
التراجع للخلف يتريب عليه، اللعب باستهانة في بعض المواقف، قد تصل إلى تعالٍ على الكرة، ليصبح من الطبيعي ارتكاب الأخطاء الفادحة غير المبررة في مناطق خطيرة بالمستطيل الأخضر، ومن هنا، يمكنك القول إن الأهلي هو الذي يسمح لمنافسه بالعودة إلى المباراة.
شاهد ملخص مباراة الأهلي والزمالك
أحيانًا يكون الدفاع هو خير وسيلة للهجوم، لكن ليس أمام كل الخصوم، لأن المنافس القادر على مهاجمتك يمكنه أن يلدغك في أي لحظة بسبب تراجعك للخلف، بينما تقدمك للأمام ومهاجمته، سيجعل الكرة في وسط الملعب على الأقل بعيدًا عن مناطقك.
هذه المباراة الخامسة، التي يلعبها كولر بالفلسفة نفسها، التسجيل المبكر أو التقدم بهدف، يصبحه التراجع للخلف والسماح للمنافس بدخول المباراة مرة أخرى، لتصبخ هذه الطريقة هي المحورية لدى السويسري في النهائيات أو مباريات خارج الديار.
أجاد كولر استخداما هذه الفلسفة أمام سيمبا التنزاني في دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي، خارج مصر، وفاز (1-0)، كما لعب بها مباراتي الترجي التونسي، في رادس والقاهرة، وكان فيها نسبة مخاطرة، لكنها مرت بسلام وتوج الأهلي باللقب.
إلا أن سيمبا تحت قيادة عبد الحق بن شيخة، والترجي بقيادة ميجيل كاردوزو، هما من أنصار المدارس الدفاعية بالأساس، والتي مغامرة كولر كانت مقلقة لكن في محلها، لأنه قتل الفريقين بالطريقة التي يحبونها ويفوزون من خلالها.
شاهد هدف وسام أبو علي في مرمى الزمالك
هذا السيناريو ظهر للمرة الرابعة أمام الزمالك، في نهائي كأس مصر، مارس الماضي، حيث إن الفارس الأبيض كان المستحوذ على الكرة وتفوق في فترات مختلفة خلال اللقاء، لكن الأهلي لم يتراجع بالشكل الذي ظهر عليه في مواجهة الأمس بالسوبر الإفريقي.
نهائي كأس مصر، انحصر فيه اللعب بشكل كبير في منطقة الوسط، مع استحواذ أكبر للزمالك، لكن كولر أداره بطريقة هجومية مع تمركز دفاعي وتركيز، حيث إن السويسري عندما أراد التنشيط أشرك أفشة بجوار إمام عاشور بالوسط، وهي الثنائية التي وقعت على ثنائية الفوز، بينما بالأمس كل منهما لعب لفترة والآخر كان يشاهده من خارج الخطوط.
لماذا خسر السوبر الإفريقي؟
الذي اختلف بين مباراة كأس السوبر الإفريقي ونهائي كأس مصر، هو أن مدير فني حضر للمباراة وخاضها بتركيز كبير واستغلال لثغرات المنافس، وآخر شاهد المباراة من خارج الخطوط لكنه لم يُحسن التعامل مع المواقف التي حدثت على مدار الـ 90 دقيقة وما بعدها.
جوزيه جوميز في نهائي كأس مصر، كان تولى تدريب الزمالك قبل حوالي شهر وأسبوع، ورغم ذلك حاول اللعب بطابع هجومي ضد الأهلي، وكان ندًا، لكن خبرات وانسجام لاعبي المارد الأحمر، جعل اللقب يذهب إليهم في سيناريو دراماتيكي.
بينما مواجهة الأمس، كشفت للجميع أن جوميز الذي لعب مباراة نهائي الكأس، ليس هو الذي خاض نهائي السوبر الإفريقي، خاصة وأن التعديلات في خطوط الزمالك كانت مركز بمركز، محمود بنتايك بدلًا من أحمد فتوح، وناصر ماهر بدلًا من يوسف أوباما، وسيف الجزيري بدلًا من ناصر منسي.
شاهد لقطات من مباراة كأس السوبر الإفريقي
الأمر أن جوميز وجد أن هناك تراجعًا كبيرًا للاعبي الأهلي، مع وجود هفوات دفاعية في عمق الخط الخلفي، فقرر تغيير الطريقة بتواجد ثنائي في قلب الهجوم، ومع أول هجمة بعد هذا القرار، تفوق ناصر منسي “البديل” على ياسر إبراهيم، وسجل هدف التعادل.
لعبة الهدف التي بدأت بتمريرة خاطئة “مستهترة” من يحيى عطية الله، وهو أمامه اثنين من لاعبي الزمالك، وبعد قطع الكرة، لم يستطع الارتداد بسرعة لاستعادتها، لينطلق عمر جابر، ويرسل عرضية حاسمة إلى منطقة الجزاء.
الهدف جاء في الوقت الذي لا يمكن العودة فيه، خاصة بعدما تغلغل شعور حسم المباراة لصالح الأهلي، واستبعاد فكرة عودة الزمالك في النتيجة، مع خروج بعض مفاتيح اللعب، وإجراء تغييرات متأخرة لم تجدي ولم يمكن أمامها الوقت الكافي لمحاولة إحداث الفارق في أجواء عصيبة.
خسر الأهلي لقب كأس السوبر الإفريقي، ليبدأ موسمه الجديد بإخفاق مكرر من العام الماضي، في أجندة مزدحمة تنتظر الفريق بقيادة كولر للمشاركة في عدة بطولات محلية وخارجية، تحتاج إلى استفاقة مبكرة، لعل خسارة الزمالك تكون الشرارة الأولى فيها.
طالع أيضًا:
ركلات الترجيح لا تقوى على كسر الزمالك.. الفارس الأبيض بالعلامة الكاملة لمدة 38 عامًا
المناصفة تحكم العقد الأخير.. الزمالك يُعادل بطولات الأهلي بفضل تميمة الحظ (فيديو)
الزمالك يرفع مقام الكونفدرالية في سجل السوبر الإفريقي (فيديو)
تصريحات كولر بعد خسارة الأهلي أمام الزمالك في السوبر الإفريقي