من الهندسة إلى الملاعب.. كيف أصبحت أول مدربة أجنبية في مصر قصة نجاح ملهمة؟

كتبت-هند عواد ونهى خورشيد:

في خطوة غير مسبوقة بتاريخ الكرة النسائية في مصر، شهدت الساحة الكروية ظهور أول مدربة أجنبية تتولى تدريب فريق نسائي في مصر، وهي قصة استثنائية تمزج بين التحديات المهنية والشخصية.

تلك المدربة، التي بدأت حياتها كمهندسة، لم تجد حلاً سوى اللجوء إلى كرة القدم من أجل إعالة أسرتها، لتتحول من لاعبة تسعى لتأمين لقمة العيش إلى مدربة تقود فريقًا مصريًا في رحلة مليئة بالطموح والإنجازات.

في إحدى مدن جنوب أفريقيا، كانت شيلين يوستن تعمل بجد، لإطعام عائلته، ولكن لم يمنعها سعيها نحو المال، من الاستماع بما تؤديه من عمل، فكانت في نهاية اليوم تبحث عن السعادة بما تفعله.

وعلى الرغم من دراستها للهندسة، اختارت لعب كرة القدم، اللعبة التي لم تعتاد الدول النامية على رؤية الفتيات يمارسهن، ولكن في القارة السمراء، يمكنك رؤية المواهب الفذة أمثال ديدييه دروجبا وصامويل إيتو وغيرهم كثير ممن صنعوا التاريخ في اللعبة، وكان لكرة القدم النسائية نصيب من هذا الإرث.

ولم يكن إنجاز شيلين يوستن الوحيد توليها تدريب فريق وادي دجلة للسيدات، كأول مدربة أجنبية في مصر، إذ أن مسيرتها كلاعبة ومدربة شهدت العديد من المحطات، آخرها تدريب منتخب جنوب السودان للسيدات، خلال الفترة من 2021 حتى أواخر 2023.

وفيما يخص مسيرة شيلين يوستن كلاعبة، تمكنت من الفوز مع فريق سبيرز بـ5 ألقاب في بطولات المقاطعة بجنوب أفريقيا، وتوجت مع منتخب بلادها بثلاثة ألقاب لكأس كوسافا، وحصدت المركز الرابع في بطولة أفريقيا مرتين، وتأهلت إلى كأس العالم للسيدات.

واحتاجت شيلين يوستن تغيير مركزها وعام واحد فقط، للانضمام إلى منتخب جنوب أفريقيا للسيدات، ففي بداية مسيرتها كانت لاعبة وسط ملعب، ولم تكن تسعى لصنع اسم لها في كرة القدم، فقط لإطعام عائلتها، حسبما روت في حوار خاص لمصراوي.

وكانت كرة القدم بالنسبة ليوستن، وسيلة للفوز، وقررت تغيير مركزها من وسط الملعب لحراسة المرمى، وفي غضون عام تم استدعائها إلى منتخب جنوب أفريقيا، وأصبح هذا المركز هو المفضل لها، فإذا عادت لممارسة اللعبة مرة أخرى حاليا، ستكون بين الأربع خشبات.

ومثلما بدأت يوستن ممارسة كرة القدم من أجل عائلتها والاستمتاع، فضلت الاستقرار لنجلها الذي يبلغ من العمر 13 عاما، بوجوده في جنوب أفريقيا، بينما هي في مصر تقود سيدات وادي دجلة، لكنها مطمئنة عليه لوجود عائلتها معه، والتحدث إليه كل ليلة.

وقالت شيلين يوستن: “لدي عائلة قريبة جدا مني ومن ابني، لقد أحببنا أيضًا أن نكون قريبين جدًا من بعضنا البعض حتى لا يضطر إلى التحرك عندما أتحرك، لأنني فقط أردت الاستقرار له حتى لو كان الاستقرار بالنسبة لي، لا أريد أن أخرج طفلاً من جنوب إفريقيا إلى أي مكان، أنا سافرت ربما 75 مدينة في 38 دولة، ومن الصعب جدًا فعل ذلك لطفل يبلغ من العمر 13 عامًا فقط، لذلك أعتقد بالنسبة لي، أتأكد من أنه يشعر بأنه محبوب وأنه يعرف أنه محبوب وأنني أدعم أحلامه، لذا فهو يدعم أحلامي”.

وتفضل يوستن اختيار نجلها ما يفضله لنفسه بشأن مستقبله، كما أنها لا تريده أن يصبح لاعبا لكرة القدم أو حتى أن يصبح ميسي أسطورة الأرجنتين.

 

Leave a Reply