"يغفل دفاعيًا لكن يكتسح هجوميًا".. وفرة الأهداف عنوان مسيرة كريسبو التدريبية

هيرنان كريسبو، أحد أبرز المهاجمين في تاريخ الساحرة المستديرة، الذي أحرز خلال مسيرته الكروية 248 هدفًا، مرتديًا قمصان صفوة الفرق في الدوريات الكبرى، محققًا رفقتها عددًا من الألقاب ليس من السهل على أي لاعب آخر حصدها.

تفوق كريسبو الهجومي خلال مسيرته كلاعب مهاجم، وفقًا لما قدمه الأرجنتيني في الملاعب الإنجليزية والإيطالية، انعكس على مسيرته التدريبية الناجحة من غزارة تهديفية.

تركيز هجومي وغفلة دفاعية

وضع كريسبو نفسه في مكانة تدريبية مختلفة لها جانب إيجابي واضح وآخر سلبي، دون شك تفوق كريسبو الهجومي خلال مسيرته كلاعب، صنع منه مدربًا ميمزًا في الجانب الهجومي، اشتمل دون شك على تعامله مع اللاعبين والكثافة الهجومية التي صنعها مع الفرق التي تولى تدريبها، لكنه أغفل الجانب الدفاعي بشكل واضح.

بدأ كريسبو مسيرته التدريبية الاحترافية مع نادي مودينا الإيطالي، والنشط بالدرجة الثانية في الدوري الإيطالي، وقاد الفريق في 35 مباراة تضمنت 11 فوزًا و5 تعادلات، بينما تلقى 19 هزيمة، اختلال توازن الفريق بالنسبة للانتصارات والهزائم ليس المشهد الأبرز.

نجح مودينا الإيطالي تحت قيادة كريسبو، في تسجيل 31 هدفًا بينما تلقت شباكه 40 هدفًا، وذلك خلال الفترة التي قاد فيها الفريق في 35 مباراة، واتبع حينها أسلوب 4-3-3، وهو ما يلقي بأن الأرجنتيني قد أغفل الجانب الدفاعي للفريق، في ظل أداء هجومي متوسط خلال فترة تدريبه الاحترافية الأولى.

انتقل كريسبو لقيادة بانفيلد إلا إنه لم يستمر كثيرًا حيث قاد الفريق في 18 مباراة، نجح في الفوز خلال 4 مباريات فقط، وتلقى 8 هزائم وتعادل في 6 مواجهات، وشهدت تلك الفترة تعديلات عدة في طريقة لعب الأرجنتيني ما بين 4-2-3-1 و 3-4-3 و5-4-1، ونجح في تسجيل 21 هدفًا إلا ان الغفلة عن استقبال الأهداف استمر حيث تلقات شباك الفريق 26 هدفًا.

قاد كريسبو فريق ديفينسا الأرجنتيني في تجربة جديدة شهدت تفوق نسبي في مستوى المدرب المخضرم، بعد أن مر بعدة تجارب، حيث خاض 33 مباراة، ونجح في الفوز في 14 مباراة، وسقط في فخ التعادل 10 مرات، وتلقى 9 هزائم، واستمر أداء الفريق الهجومي بارزًا حيث أحرز الفريق 49 هدفًا، واستمرت الغفلة الدفاعية حيث استقبلت الشباك 42 هدفًا، ولجأ الأرجنتيني لاستخدام طريقة 3-4-3، من أجل زيادة الكثافة الهجومية.

بدا واضحًا عدم اهتمام كريسبو بالنواحي الدفاعية على الرغم من كثافة الأهداف التي استقبلتها شباك الفرق التي قام بتدريبها، واتجه إلى زيادة معدل التسجيل للفرق التي يتولى قيادته، وظهر ذلك على معدل أهداف الفريق وطرق لعبه التي لجأ إلا استخدامها.

اتجه كريسبو لفريق يمتلك أدوات عديدة ستمكنه من تنفيذ طرق لعبه الهجومية وهو ساو باولو البرازيلي، حيث كثف من أسلحته الهجومية، وبدا الاستقرار على تنفيذ طريقة لعب يغلب عليها الجانب الهجومي 3-4-3، مع إجراء بعض التعديلات في تغيير المراكز الهجومية لتصبح 3-1-4-2 و3-5-2، مع ثبات الثلاثي الدفاعي.

حقق كريسبو خلال تلك الفترة نتائج كبيرة، حيث قاد ساو باولو في 57 مباراة، نجح في الفوز 24 مواجهة، وتعادل في 21 مناسبة، وتلقى 12 هزيمة، وعلى الجانب التهديفي بدا التفوق الكاسح حيث سجل 90 هدفًا وسكنت شباكه 54 في إهمال واضح للجانب الدفاعي على حساب الشكل الهجومي للفريق.

لم يغير كريسبو من أسلوبه مع اختلاف الفرق التي تولى تدريبها وبدا ذلك مؤكدًا حين تولى قيادة الدحيل القطري فنيًا، خاض الأرجنتيني 49 مباراة، فاز في 35 مباراة وتعادل في 6 مواجهات، وتلقى 8 هزائم، وعلى المستوى التهديفي أحرز 122 هدفًا وسكنت شباكه 78 هدفًا، على الرغم من تغيير طريقة اللعب التي تحولت إلى وجود رباعي في الخط الخلفي 4-2-3-1، إلا إن أسلوبه الهجومي مازال قائمًا.

انتقال كريسبو لقيادة العين مع امتلاك الفريق الإماراتي لأسلحة هجومية غير عادية بالإضافة إلى إمكانيات الأرجنتيني على المستوى الهجومي، صنع فريقًا مرعبًا بالجانب الهجومي بتسجيل 100 هدف، لكنه لم يكن ملفتًا له لإصلاح الأخطاء التي جعت شباك الفريق تستقبل 75 هدفًا.

فاز العين مع كريسبو في 23 مباراة، وتعادل في 6 مواجهات وسقط في 16 مباراة، إلا إن الأرجنتيني بدا له الاستقرار على طريقة لعبه المتمثلة في وجود رباعي خلفي كما ظهر رفقة الدحيل في محاولة منه لإصلاح الجانب الدفاعي إلا إن ذلك لم يحدث، في ظل عدم وجود عمل فني للحفاظ على الشباك النظيفة.

تضمنت 45 مباراة خاضها كريسبو مع العين 8 مباريات فقط نجح خلالها الفريق بالخروج بشباك نظيفة بينما فشل في الحفاظ على مرماه خلال المباريات المتبقية.

ضغط العين الهجومي تحت قيادة كريسبو كان الشكل الأبرز للأرجنتيني خلال مواجهاته، دون التركيز على سرعة الارتداد الدفاعية وهو ما يجعل الأمر هو نقطة الضعف الأبرز في مسيرته.

Leave a Reply