في محبة الفرص الضائعة..«شكراً للذكرى دائماً ولسوء الحظ أحياناً» (تقرير)

فرصة بيليه التي لا تضيع

فرصة بيليه التي لا تضيع


تصوير :
آخرون

برشاقة يحسدون عليها حين يمرون بالكرة في سلاسة كسحر واحد تلو الأخر تتأهب الجماهير ترتفع أعناقهم ملامح الذهول والترقب المشوب بالفرحة تبدو على النقيض تبدو ملامح الرعب بادية على وجوه الخصم، لكنهم لا يستطيعون إخفاء الانبهار والدهشة كيف يمر هؤلاء بهذه السلاسة، لكن في النهاية لم تحرز هدف.

أحياناً يقولون أن الفرص الضائعة أكثر جمالاً من لو أحرزت هدفاً، البعض يسعى للمتعة دائماً حتى لو لم تكن كاملةً هل تتذكرون تلك الليلة التي كان بطلها بيلية، ماردونا، زيدان، رونالدو ، رونالدو، رونالدينيو، ميسي، وحتى تلك اللعبة التي تتذكرها لك أو لصديقك حينما كنتم تلعبون الكرة في الشارع.

الفرصة الضائعة تخرجنا من روتين الأهداف قليلاً .. تمنحنا إحساس كذلك الذي يرافق الحب الأول دائماً أو أول موعد تفشل في الحصول عليه.. تضرب بقبضتك آه لو تحققت كما يضرب اللاعب الأرض بقدميه ليصح مثلك آه لو جاءت هدفاُ المجانين فقط يضحكون من الجيد أنها لم تحرز هدفاً شكلها رائع، لا تصدق كل من يقول «الكرة أهداف» أما الفارق ففي الحياة تتاح لك فرص قليلة مهما بلغت مهارتك عكس الملعب دائماً ما تصنع أحياناً تصنع وأحيان تضيع ليت الحياة ككرة القدم.

على هواتفنا المحمولة كنا نحتفظ بمقاطع للأهداف الرائعة مهارات النجوم ملخصات مباريات مصيرية وحتى مقطع فيديو (فرص ضائعة لو سجلت لكانت أهداف رائعة).

لا يقارن شغف كرة القدم بأي شغف أخر… يقول محمود درويش «ما هذا الجنون الساحر، القادر على اعلان هدنة من أجل المتعة البريئة؟ ما هذا الجنون القادر على تخفيف بطش الحرب وتحويل الصواريخ الى ذباب مزعج! وما هذا الجنون الذي يعطل الخوف ساعة ونصف الساعة، ويسري في الجسد والنفس كما لا تسري حماسة الشعر والنبيذ واللقاء الاول مع امرأة مجهولة”.

بهدف بفرصة ضائعة بذكرى إصابة لاعب تحبه الجماهير ببطولة احرزت في الوقت بدل الضائع لا يتخلى الناس أبداً عن التفكير يحمل كل منهم ذكرى تخص كرة لا يتذكرها إلا هو مهارة لا تزال عالقة بجدران عقله لاعب تمنى أن يكون في فريقة، أحدهم كان يصفق للخصم لكن الكرة تبقى بشغفها بتلك المحبة القاتلة التي لا يمكن لعقل تجاوزها.

في كأس العالم 1970 كان العالم مع أحد أروع الفرص الضائعة في التاريخ، البرازيل توجه الأوروجواي الفريقين محملين بتاريخ من الخلافات، في منتصف الملعب يخطف جرازينيو الكرة يراوغ الأول يمر في منتصف الملعب ترسل إلى بيلية بسرعة البرق يخدع الحارس يمر بجوار الكرة يلتف للحصول عليه في الزاوية البعيدة يسدد تمر من 4 لاعبين قبل أن تذهب خارج المرمى، هل شاهدتم كرة بيلية ليتها كانت في المرمى.

ريـال مدريد متعادل بهدفين لهدفين الجماهير متحمسة يحاول اللاعبين بكل الطرق يمرر زين الدين زيدان الكرة لجوتي ومن لرونالدو ثم زيدان الذي يقوم باستدارته الشهيرة صاحب براءة اختراعها يراوغ بها ثلاث لاعبين يمر من الحارس لكنها فوق المرمى، هل تتذكر تلك اللعبة الرائعة لزيدان اه لو كانت هدفاً يقول مشجع لزيدان.

تعادل إيجابي يسيطر على مباراة برشلونة وأتليتكو مدريد، يستلم رونالدنيو الكرة على الجانب الأيسر يبدأ فاصل من مهاراته الخارقة يمر من الأول والثاني وان تو تعود الكرة يضعها سريعة مباشرة على الأرض لكنها تمر بجوار القائم، لا يزال رونالدينيو يتذكرها مبدياً حزنها لأنها لم تكن في المرمى.

الدقيقة 70 هدف لهدف برشلونة يعاني أمام دافع أتليتكو مدريد والحظ قبل منتصف الملعب يضغط ميسي يخطف الكرة يمر من الأول والثاني يحاول الثالث والرابع إعاقته يمر ويكمل طريقة يراوغ الخامس والسادس يضعها في المرمى … تهتف الجماهير أوووة فرصة ضائعة جديد لو كان هدفاً لأصبح الأروع في التاريخ، يعود ميسي أمام اتليتكو مدريد يمر من الأول والثاني والثالث والرابع يضعها بقوة في المرمي لكنها تصطدم بالقائم سجل مئات الأهداف الرائعة لكن هناك أهداف لو سجلت لأصبحت أجمل ما سجل.

ميسي

ترتفع نسبة الإدرينالين بين المصريين بعد هدف عماد متعب في الدقيقة +90 هدف أخر يصعد بمصر كأس العالم لا نحتاج لمباراة فاصلة تمرر الكرة من الدفاع إلى أحمد عيد عبد الملك يجري بركات بسرعة كبيرة من الناحية اليسري وكذلك يفعل عيد يرفع الكرة تمر الجميع على قدم بركات في الشبكة من الخارج 10 سنوات كاملة لا يتذكر المصريون سوى تلك الفرصة .. كانت ستصعد بنا لكأس العالم.

رائعة كمقصية الخطيب في الإسماعيلي دوري 1986 مرسلة من الجانب الأيسر يخرج الحارس فيخطي بمقصية تشبه «اللوب» يأخذها الخطيب كلنها تصطدم بالعارضة 7 أهداف شهدتها المباراة فاز فيها الأهلي بـ4 مقابل 3 لكن كل من شاهد المباراة تحدث عن مقصية الخطيب .. أه لو في المرمى، تقول الجماهير.

هل يمكن أن تعد كم فرصة ضائعة كم هدف تمنيت لو أحرز ثم تراجعت لتقول الحمد لله أنه لم يأتي سيتذكره الجميع هكذا كم فرصة في الكرة ربطها بحياتك داعبتك مخيلتك للتذكر كرة لعبتها وأنت صغير أو شاهدتها في مبارة دون تحديد تاريخ قبل 10 سنوات أو بالأمس عاصرتها أم لم تعاصرها، هل لو كل الفرصة أصبحت هدفاً ستكون سعيد أكثر أم أن الفرصة الضائعة تخلق شغفاً أكثر باللعب كما تخلق الفرصة الضائعة في الحياة شغفاً للاستمرار في المحاولة.

Leave a Reply