«الإنسان عبارة عن قصاصات متعددة لمراحل مختلفة».. وجهة نظر تؤمن بها الفنانة نعمت الديوانى، ترجمتها باللوحات فى معرضها الأخير تحت عنوان «قصاصات متآلفة»، الذى بدأت فعالياته يوم 17 سبتمبر الجارى، واختتمت فعالياته الخميس الماضى، بعد أن حقق إقبالًا ونجاحًا كبيرين.
تقول نعمت الديوانى عن عنوان معرضها لهذا العام، إن هذه القصاصات منها السعيد والأقل سعادة، المكتمل وغير المكتمل، وهكذا، وفى وقت معين تتآلف تلك القصاصات لدى الشخص لتشكل حالة معينة، وهذا ما عبرت عنه فى المعرض.
وتضيف «نعمت»: «درست إدارة الأعمال فى جامعة (جون كابوت) بروما، وعدت إلى القاهرة فى الثمانينيات، وعملت لنحو 14 عامًا فى التدريس بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، وكان الرسم هوايتى القديمة دفين تلك الفترة، حتى شعرت بحاجة إلى الخروج من صخب الحياة العملية قليلًا، ووجدت أن هناك أشياء أريد التعبير عنها، لكن مكنوناتى لم تكن بقدر أدواتى كفنانة حينها، لذا أردت التعلم، وهناك فى مرسم الفنان الدكتور مصطفى الرزاز، الذى افتتح معرضى الأخير، تعلمت أساسيات الفن التشكيلى، وزدت عليها بالدراسة فى أكاديمية الفنون بفلورنسا».
بدأت نعمت بالمشاركة فى معارض فنيّة فى 2008، حيث شاركت فى عدد من المعارض الجماعية المختلفة، ثم توجهت إلى إقامة معارض خاصة كان أولها عام 2016 بعنوان «ويستمر الحوار» بقاعة كمال خليفة فى مركز الجزيرة للفنون بالزمالك، ويعد معرض «قصاصات متآلفة» فى جاليرى بيكاسو العام الجارى، هو ثانى معارضها الخاصة، كما شاركت نعمت الديوانى فى معرض جماعى العام الماضى فى فينيسيا تحت عنوان Human.
تقول «الديوانى» إن لوحاتها دائمًا ما تجد فيها لمحة من الطفولة والصبا والأمومة وجو الأسرة والألفة، وربما يفكر البعض أن الحالة التى تعبر عنها فى معرضها العام الحالى «قصاصات متآلفة» قد تمثل مرحلة تمر بها نعمت، لكنها توضح أنها حالة من النوستالجيا لذكريات متعددة من طفولتها.
«كولاج من الذاكرة».. هكذا يبدو التوصيف الأدق للحالة التى تجسدها «الديوانى» فى معرضها، وقد ترى فى اللوحات شيئا من مزجٍ طفيف، فليست النوستالجيا صافية هناك، لكن مسحة من الحاضر اختلطت بمشاهد الماضى، فتبدو اللوحة كما لو أنها من المفترض أن توحى بالسعادة، لكنها حزينة فى العُمق، كلوحة لطفلة جالسة، فالطفلة كرمز، هى للسعادة والبهجة، لكن ملامح وجهها الحزينة تعطى مزجًا غريبًا بين حالتين بعيدتين، وربما هذا هو الهدف الأدق والتعبير الأصدق عن الحالة التى يجمعها العنوان الدال؛ «قصاصات متآلفة».
وتعبر نعمت عن دهشتها لنجاح معرضها «قصاصات متآلفة» بهذا الشكل، حيث لم تكن تتوقع رد فعل من الجمهور تجاه لوحاتها، لكنها توضح أنها فى الفترة الحالية على الأقل ترسم فقط لأنها تريد أن ترسم، ثُم يأتى التوفيق من عند الله أو لا يأتى، حيث لا يهمها النجاح بقدر ما يهمها التعبير عن مكنوناتها من خلال الفن، فهى تشعر بمسؤولية ما، إذ أعطاها الله هبة للتعبير عن مكنونات يشعر بها الآخرون، ويشاركونها تلك الخلجات، لذلك فهى تريد شحذ أدواتها أكثر للقيام بهذا الدور، وهو الأمر الذى يقود فى النهاية إلى النجاح.