أزمة كردستان الاقتصادية تفجر احتجاجات.. وتضرب الحكومة

جانب من احتجاجات العنيفة فى محافظة السليمانية بكردستان

جانب من احتجاجات العنيفة فى محافظة السليمانية بكردستان


تصوير :
أ.ف.ب

شهد العديد من مدن محافظة السليمانية فى كردستان العراق احتجاجات عنيفة على الظروف المعيشية الصعبة والأزمة الاقتصادية الخانقة التى تضرب الإقليم، بعد أن فرضت حكومة أربيل إجراءات تقشف، فاقمها تأخر رواتب موظفى الحكومة منذ سنوات وسط توترات بين الإقليم وحكومة بغداد بعد استفتاء الانفصال الذى نظمه الإقليم.

ونظم المحتجون مظاهرات عنيفة فى بلدات رانية ورابارين وكفرى وحلبجة بالسليمانية، وأضرموا النار فى مقار الحزب الديمقراطى الكردستانى، وحزب الاتحاد الوطنى الكردستانى، والحزب الإسلامى، وأكدوا عدم ثقتهم فى الأحزاب السياسية التى تهيمن على الأوضاع منذ عقود، وطالبوا بحل الحكومة وبرحيل رئيسها نيجرفان بارزانى، وبمحاربة الفساد فى الإقليم الذى يعانى تداعيات استفتاء الاستقلال الذى أجرى فى سبتمبر الماضى.

وأعلن طه محمد، المتحدث باسم دائرة الصحة المحلية، أن «المتظاهرين أشعلوا النار فى مقرى الاتحاد الوطنى الكردستانى والحزب الديمقراطى الكردستانى فى رابارين، وتبعت ذلك اشتباكات مع الشرطة التى ردت بإطلاق النار مما أدى إلى سقوط 5 قتلى ونحو 200 جريح، مساء أمس الأول».

وسارعت قوات الأمن الكردية فى السليمانية بفرض إجراءات مشددة بعد يومين من الاحتجاجات العنيفة تخللتها أعمال عنف وشغب وحرق مقار الأحزاب، وانتشرت قوات الأمن، بينها عناصر مكافحة الشغب، على الطرقات فى مدينة السليمانية، كبرى مدن المحافظة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها فى موقع الاحتجاجات، وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة فى مناطق متفرقة فى محافظة السليمانية.

وفى بلدة رانية، شمال غرب السليمانية، حيث سقط القتلى و70 جريحا، تجمع متظاهرون، أمس، رغم انتشار القوات الأمنية وحرقوا مقر حركة التغيير بعد رشقه بالحجارة، كما أضرموا النيران فى مقار أحزاب الاتحاد الوطنى الكردستانى، والديمقراطى الكردستانى، والاتحاد الإسلامى، وسيطروا على مبنى قائممقامية رانية، وطالبوا بإخلاء مقار الحزبين الشيوعى والاشتراكى فى البلدة.

وقدم رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد استقالته، أمس، وأكد القيادى فى حركة التغيير كاروان هاشم أن الحركة والجماعة الإسلامية الكردستانية قررتا الانسحاب من الحكومة بعد انسحاب رئيس البرلمان، بحسب ما نقلت قناة «السومرية» بسبب تجاهل الحكومة إجراء الإصلاحات.

وبينما قال بارزانى الذى يزور ألمانيا، إن «الإقليم يشهد فترة صعبة، ويمكن تفهم غضب المحتجين»، وأكد دعمه للتظاهرات السلمية وقال: «العنف مرفوض، طُلب منكم تنظيم تظاهرات سلمية»، حمّل رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى سلطات الإقليم المسؤولية عن الأحداث، بينما دعا الرئيس العراقى فؤاد معصوم المتظاهرين إلى ضبط النفس وعدم إلحاق الضرر بالمبانى الحكومية، والالتزام بالقانون، مؤكدا ضرورة حل مشكلة رواتب الإقليم، ومعالجة الصعوبات التى يواجهها، ورحب بإعلان الحكومة العراقية وحكومة كردستان استعدادهما لبدء حوار فورى لحل المشاكل العالقة بينهما، وأكد عزمه مواصلة الاتصالات لتعزيز التفاهم الوطنى وإيجاد الحلول اللازمة للأزمة بين أربيل وبغداد على أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية، وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق «يونامى» إنها قلقة للغاية بشأن العنف والاشتباكات فى الإقليم ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

Leave a Reply