ابتداء من العقد الثانى بالقرن الـ16 وتحديدا فى عام 1517، أى قبل 500 عام، دخلت مصر فى حوزة الحكم العثمانى بعدما أرسل السلطان سليم الأول رسالة إلى قائد المماليك بمصر «طومان باى» تطالبه بالتسليم والخضوع لدولة الأتراك التى كانت قد ضمت حلب والشام وغزة وبدأت ترنو لحكم مصر، أهم ولايات الشرق العربى، إلا أن الحاكم المملوكى رفض التسليم، وانتهى الأمر بهزيمته فى موقعة الريدانية وشنقه السلطان وعلق جثمانه على باب زويلة، وزالت سلطة المماليك التى استمرت 267 عاما.
واستتبع دخول العثمانيين وضع نظام جديد للحكم الذى رزحت تحته البلاد لنحو ثلاثة قرون متعاقبة، وقد تراوحت الآراء حول ما كان للفترة العثمانية فى حكم مصر من مساوئ وإيجابيات، وإذا ما كان السلطان سليم الأول فاتحا ومنقذا أم غازيا، وكانت الغلبة للآراء التى تقول بأن تلك الفترة لم تشهد نقلة أو ازدهارا على أى مستوى، وأن دخول العثمانيين مصر كان مجرد غزو.
«المصرى اليوم» تقدم فى هذا الملف قراءة لفترة حكم العثمانيين لمصر مصحوبة بمجموعة من الشهادات لمؤرخين متخصصين، فضلا عن رصد تجليات الحكم العثمانى وآثاره الباقية بعد انقضائه على أكثر من صعيد، وما تبقى من آثار ولغة يومية ما زلنا نستخدمها فى حياتنا، بالإضافة إلى العادات والتقاليد وبعض تفاصيل نظام الحكم العثمانى.
«سليم الأول» يضم مصر إلى الإمبراطورية العثمانية وينهى سلطة المماليك
الحكم العثماني في مصر
ظلت الحرب سجالا بين السلطان المملوكى طومان باى والسلطان العثمانى سليم الأول الذى سعى لضم مصر كولاية إلى الإمبراطورية العثمانية، حتى انتهت بهزيمة طومان باى الذى فر متجها إلى الشمال نحو «تروجه بالبحيرة» فى ضيعة تسمى «البوطة» ليحتمى عند الشيخ «حسن بن مرعى»، وبعد أن أقسم له على أن يحميه وألا يغدر به، قام بتسليمه إلى السلطان سليم الأول فى عام 1517.بالمزيد
نظام الحكم فى دولة الأتراك: «فرِّق.. تسد»
الحكم العثماني في مصر
بعد تحول مصر من دولة مملوكية إلى ولاية تتبع الإمبراطورية العثمانية بدءا من 1517 تبدلت أوضاع الحكم التى اعتادها المصريون، حيث كان العثمانيون يغيرون الولاة بصفة مستمرة، ويجعلون ولاية القائمين عليها قصيرة، مما أثر بالسلب على أدائهم فى رعاية مصالح البلاد والرعية، وأثقلوا المصريين بالضرائب وعمدوا إلى جمع المال بكل وسيلة لإرضاء الباب العالى ليبقيهم ولاة على مصر فضلا عن تأمين مستقبلهم بجمعهم المال لينفعهم بعد عزلهم.بالمزيد
«الطباعة».. إحدى الكبائر والموبقات عند فقهاء العثمانيين
الحكم العثماني في مصر
فى سنة 1447، أثير الأمر فى بلاط السلطان العثمانى بايزيد الثانى، ثامن سلاطين بنى عثمان، بغرض استيراد «الطباعة» من أوروبا، إلا أن فقهاء الدولة العثمانية وقفوا للفكرة بالمرصاد، واعتبروها من الكبائر، بل أصدروا فتوى بتكفير من يقوم باستخدامها والحكم بالإعدام على من يستخدم ذلك الاختراع، وكانت حجتهم فى ذلك أنهم خافوا من تحريف القرآن.بالمزيد
مؤرخون: الدولة العثمانية عزلت العرب بحجة حمايتهم من الاستعمار
الحكم العثماني في مصر
أجمع مؤرخون على أن الدولة العثمانية فرضت عزلة عالمية على العرب، بحجة حمايتهم من الاستعمار الأوروبى الصليبى، وأكدوا أن أهم سلبيات الدولة العثمانية هى التسهيلات التى منحتها للدول الأوروبية التى تحولت إلى امتيازات مهَّدت للهجمة الاستعمارية الشرسة على الدول العربية بعد ذلك.بالمزيد
«السبيل والتكية ومدفع رمضان والمحشى والبقلاوة» أبرز موروثات الأتراك وأنواع الأكلات والحرف والألقاب
الحكم العثماني في مصر
بعد تعاقب الثقافات والحضارات على أى دولة تتأثر معرفتها وعاداتها وتقاليدها، بل معجمها اللغوى الخاص، بتلك الثقافات، وهذا ما حدث فى مصر إثر خضوعها للإمبراطورية العثمانية، حيث رحلت الامبراطورية وبقى بعض شواهدها وطقوسها وعاداتها وتقاليدها، بل قاموسها اللغوى.بالمزيد
«الفساد العثمانى» يحكم على مصر بـ«300 سنة تدهوراً»
الحكم العثماني في مصر
تعرضت أحوال مصر فى ظل الحكم العثمانى لموجة من التدهور على أكثر من مستوى، حيث تردت الأوضاع الاقتصادية وزادت الضرائب وتراجعت الزراعة والتصنيع والحرف اليدوية.بالمزيد