دعوات للصلاة من أجل القدس فى احتفالات عيد الميلاد

جانب من الاحتفالات بأعياد الميلاد فى بيت لحم

جانب من الاحتفالات بأعياد الميلاد فى بيت لحم


تصوير :
أ.ف.ب

احتفل المسيحيون والمسلمون فى كنيسة المهد ببيت لحم بعيد الميلاد المجيد، حسب التقويم الغربى، فى فعاليات خيم عليها قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها.

ودعا حارس الأراضى المقدسة، بيير باتستا بيتسابالا، فى القداس، منتصف ليل الأحد، إلى الصلاة من أجل مدينة القدس ومن أجل السلام لها، وقال «هذه الليلة بداية جديدة للخلاص علينا اغتنامها»، ولفت «بيتسابالا» إلى أن «عيد الميلاد دعوة لبداية جديدة، الصراع مستمر من حولنا فى كل يوم»، وطالب الجميع بالصلاة من أجل القدس، ودعا أصحاب القرار فى المنطقة للتحلى بالشجاعة والجرأة من أجل مستقبل الأجيال للعيش بسلام، وقال: «نحن بحاجة إليكم، أحزموا أمركم ولتكن لكم رؤية واضحة»، وندد بيتسابالا بالحروب التى يخوضها «أشباه هيرودوس للاستحواذ على المزيد من السلطة واحتلال حيز أوسع»، ويعتبر المسيحيون، هيرودوس طاغية لأنه أمر بقتل كل مواليد بيت لحم عندما بلغه أن المسيح ولد فيها. وحث بيتسابالا «مسيحيى الأراضى المقدسة الذين يشعرون بالقلق على التحلى بالشجاعة فى منطقة مضطربة». وانتقد بيتسابالا، ترامب، مؤكدا أن «القدس مدينة السلام، ولن يحل السلام إذا ما استبعد أحد، القدس يجب أن تجمع لا أن تفرق»، مشددا على مبدأ أن القدس مدينة لكل الشعوب وللديانات السماوية الثلاث. وقال فى حضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن «القدس هى أمنا، وعندما تفقد الأم أحد أبنائها لا يمكن أن يطمئن قلبها، ولهذا علينا أن نصلى من أجل سلام القدس». ونظمت كشافة بيت لحم عرضها التقليدى بمناسبة الميلاد عبر القرع على الطبول والنفخ فى القرب، فى حين تجمع المئات فى جو بارد فى ساحة المهد لمتابعة العرض حتى كنيسة المهد، مع تراجع عدد السياح بعد إلغاء عشرات الحجوزات إثر قرار ترامب، وشهدت ساحة كنيسة المهد حضور آلاف المسيحيين العرب والأجانب رغم الأمطار، حيث احتشد المحتفلون فى قاعات مركز السلام بجوار الساحة. وحضر القداس «أبو مازن» ورئيس الوزراء، رامى الحمد الله، ووزراء من حكومته، ودبلوماسيون عرب وأجانب.

وقال القس الفلسطينى مترى الراهب، راعى كنيسة الميلاد اللوثرية الإنجيلية فى بيت لحم، إن أجواء عيد الميلاد لهذا العام «يمتزج فيها الحزن مع الفرح»، وأضاف أن الاحتفال بعيد الميلاد نوع من «المقاومة المبدعة، لا ننكفئ على أنفسنا ولا نيأس بل نصمد، ونحتفل بالطفل الذى ولد فى هذه المدينة المقدسة».

وندد «أبو مازن» مجددا بقرار ترامب «داعيا جميع المسيحيين فى العالم إلى الإصغاء لمسيحيى فلسطين الرافضين لوعد ترامب». وقال رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد لله «إن هذا الإجماع الدولى يعطى قضيتنا المزيد من القوة والعنفوان، ويمد شعبنا بالثبات والعزيمة والإصرار». وأضاف: «لا يمكن لأى قرار أن يغير من وضع ومكانة القدس الروحية والدينية والوطنية، فهى مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون أن تكون القدس عاصمة لها، ودون ذلك لن يكون هناك سلام فى المنطقة أو فى العالم بأسره».

وفى المقابل، وفى استفزاز لمشاعر المسيحيين الغاضبين من قرار ترامب بشأن القدس، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أن يقوم بدور المرشد السياحى للزائرين المسيحيين، وظهر فى شريط فيديو على «تويتر» عشية عيد الميلاد ووراءه صورة القدس المحتلة، ووصف فى الرسالة بعنوان «عيد ميلاد مجيد من القدس عاصمة إسرائيل» الدولة العبرية بأنها ملاذ لأقليتها المسيحية التى تمثل 2% من السكان، وزعم أن بلاده تحمى حقوق الجميع فى العبادة فى الأماكن المقدسة الموجودة خلفه، وذكر نتنياهو أسماء عدة أماكن للزائرين المسيحيين فى إسرائيل، من بينها كنيسة المهد التى يسير فيها الزائرون على خطى المسيح وأصل تراثنا اليهودى- المسيحى»، وقال «بالنسبة للذين يأتون لإسرائيل سوف أصطحبكم فى جولة سياحية، فى حقيقة الأمر سأكون مرشدكم فى هذه الجولة السياحية». وأضاف أن هذا سيحدث فى عيد الميلاد العام المقبل.

ومن ناحية أخرى أصدر رئيس جواتيمالا، جيمى موراليس، تعليمات بنقل سفارة بلاده إلى القدس، ليكون أول رئيس فى العالم يتبع قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقال موراليس فى منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، إنه اتخذ القرار، بعد أن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

كانت جواتيمالا إحدى 9 دول صوّتت ضد مشروع القرار اليمنى- التركى فى الأمم المتحدة، يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل الأسبوع الماضى. ونقلت صحيفة «برينسا ليبر» الجواتيمالاية عن موراليس قوله، عقب اتصال هاتفى مع نتنياهو، إن أحد أهم الموضوعات التى ناقشها معه كانت «عودة سفارة جواتيمالا إلى القدس»، من موقعها الحالى فى تل أبيب.

وأضاف: «لقد أعطيت تعليماتى لوزارة الخارجية لبدء التنسيق الخاص اللازم لتحقيق ذلك».

وقوبل قرار موراليس بترحيب إسرائيلى، وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل نحشون، عن شكره لجواتيمالا على «هذا القرار المهم»، وكتب فى تغريدة على «تويتر» «نبأ رائع وصداقة حقيقية». وكتب رئيس الكنيست الإسرائيلى، يولى أدلشتاين، على «تويتر»: «إننى أهنئ صديقى موراليس على قراره الجرىء بنقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى القدس».

Leave a Reply