من رمز البرنابيو إلى مقاعد البدلاء.. كيف تراجع تأثير فينيسيوس مع ريال مدريد؟

بداية فينيسيوس هذا الموسم تثير أسئلة أكثر مما تقدم إجابات، تبديلاته الأخيرة – أولاً في الدوري الإسباني أمام ريال أفييدو وفي افتتاح دوري الأبطال ضد مارسيليا – أطلقت أجراس الإنذار.

لم يكن أحد يتوقع أن يُستبعد من التشكيلة الأساسية الأوروبية، لكن تشابي ألونسو تركه على مقاعد البدلاء، فاتحًا بشكل قاطع باب النقاش: ماذا يحدث مع فينيسيوس؟

النادي والجهاز الفني يؤكدان أن الأمر مجرد عملية تدوير، تشابي يعتمد على رودريجو في الجهة اليسرى، وخطته هي المداورة بين الاثنين إلى أن يثبت أحدهما نفسه بشكل واضح.

المدرب يدرك أن فينيسيوس لا يزال لاعبًا أساسيًا ومهمًا، لكنه لا يمنحه صفة “غير القابل للمساس”، عليه أن يكسب هذا المركز كل عطلة نهاية أسبوع.

البرازيلي لم يعد المرجع المطلق للفريق، هذا الدور أصبح له اسم ولقب: كيليان مبابي.

الفرنسي منذ اليوم الأول لموسم 2025/26، حظي بدعم النادي وغرفة الملابس باعتباره القائد الرياضي، هو المنفذ الأول لركلات الجزاء، كما ورث القميص رقم 10 من لوكا مودريتش، وردّ بالأهداف والهيمنة.

التباين واضح: فينيسيوس فقد تأثيره داخل الملعب وكذلك في المخيلة الجماعية لجماهير ريال مدريد، أما البرنابيو فلا يساوره شك، وهو الآن مُكرس لكيليان مبابي.

صدمة عاطفية

أبرز نتيجة ظاهرة لذلك هي حالته المعنوية، فينيسيوس المبتسم والقادر على إشعال البرنابيو بإيماءة بسيطة، بدا باهتًا.

أمام مارسيليا، لم يبدُ وكأنه يطلب من الجماهير المزيد من الدعم عند تفعيل وضعية العودة، ولم يحتفل بأهداف فريقه بنفس الحماس، إذ عكست لغة جسده قدراً من الإحباط.

تبديله في مباراة مارسيليا كان لافتًا بشكل خاص: البرازيلي قام بعمليات الإحماء مع البدلاء دون أي إشارة تمرد – بينما يفضل العديد من النجوم الانسحاب إلى غرفة الملابس عندما يسخن الأساسيون – مُظهراً احترافية، لكن تعابير وجهه عكست بوضوح انخفاضًا في معنوياته.

الأمر لا يتعلق بالموقف، حيث أن فينيسيوس ما زال يعمل بجد ويتقبّل الضغط الذي يطلبه منه تشابي ألونسو، وفي مباريات مثل تلك التي في أنويتا أمام ريال سوسيداد أظهر التزامًا دفاعيًا، لكن قيادته العاطفية، ذلك العنصر غير الملموس الذي جعله رمزًا لريال مدريد قد تلاشى، كما أن استبداله في مباراة ريال مدريد قبل 22 دقيقة من النهاية ترك أثرًا سلبيًا عليه.

لكن تشابي ألونسو كان واضحًا منذ البداية: لا يوجد في ريال مدريد لاعب غير قابل للمساس سوى واحد واسمه كيليان مبابي، أما البقية فعليهم القتال من أجل مكانهم. في هذا السياق يواجه فينيسيوس تحدّي إعادة ابتكار نفسه واستعادة ابتسامته، والعودة ليكون المُحرّك المزعج الذي كان عليه دائمًا.

التجديد المعلّق

كل هذا يأتي في وقت حساس بالنسبة لمستقبله: تجديد عقده لم يُحسم بعد، ففي فبراير بدا أن الاتفاق قد تم، لكن حتى اليوم لم تُوَقَّع أي عقود، اللاعب يؤكد أنه يريد البقاء، لكن التأخير يثير الكثير من الجدل حول مستقبله.

يمر فينيسيوس بفترة انتقالية تكاد تكون نضجًا مفروضًا، لقد فقد مركزيته ولكنه لم يفقد جودته أو إمكاناته، ريال مدريد يحتاجه أن يعود إلى أفضل مستوياته وهو بحاجة لإثبات أنه قادر على التعايش مع مبابي دون أن يفقد هويته.

في النهاية، هو اختبار ذهني: استعادة ابتسامته ستكون الخطوة الأولى نحو أن يصبح حاسمًا من جديد.

Leave a Reply