هناك مباريات ترسم نقطة تحول، ولحظات يؤكد فيها لاعب ما أن تأثيره ليس موضع نقاش.
قدم فينيسيوس شوطًا أول مذهلًا أمام أولمبياكوس، ربما الأفضل له هذا الموسم، ليجبر تشابي ألونسو على مراجعة حساباته.
نسخة قريبة جدًا من تلك التي أوصلته قبل عام إلى أبواب الكرة الذهبية… لكن هذه المرة جاءت مع رسالة صريحة مكانته داخل الفريق ليست محل تفاوض.
يسعى تشابي لبناء ريال مدريد قادر على فرض إيقاع مرتفع والتحكم في المباراة من بدايتها حتى نهايتها. وإذا كان هناك لاعب يغيّر نبض اللقاء منذ أول لمسة، فهو فينيسيوس.
اللاعب الوحيد في الفريق القادر على كسر توازن المباراة في ثانية واحدة. ورغم أن الأهداف حملت توقيع مبابي، إلا أن البرازيلي كان من حمل العبء التنافسي منذ البداية: انطلاقات، اختراقات، إجبار الخصم على التراجع، وتفكيك منظومته الدفاعية. تأثيره كان كاملًا ومباشرًا في طريقة انتشار زملائه وبنائهم للهجمات.
البرازيلي يستعيد القيادة ويثبت سلطته
الأرقام تدعم هذا الانطباع: الأكثر مراوغة، الأكثر صناعة للفرص، والأكثر إزعاجًا لدفاع أخلص كل طاقته لإيقافه. لقطته الأبرز كانت تمريرته الخارجة من الخارج لمبابي، تمريرة اجتمعت فيها التقنية والرؤية والجرأة. وبعد المباراة، قال مبابي: “قدم مباراة كبيرة. يصنع الفارق دائمًا. اللعب ضده كظهير أمر مريع. نحن سعداء بوجوده معنا”.
حين يجد فينيسيوس ومبابي المساحات، يتحول الخصم إلى وضعية النجاة. كلاهما هاجم العمق بحرية، وكلاهما أربك دفاعات أولمبياكوس بكل لمسة. وبينهما ظهر أردا جولر بقراءة ممتازة، فقدّم الإيقاع المناسب وصنع الجسور التي سمحت للنجمين بالانطلاق بثقة. وقال تشابي ألونسو عن التركي: “يحزنني إلغاء هدفه لأننا تحدثنا عنه مسبقًا. أعجبني كثيرًا انسجامه مع مبابي، وتمريرتاه الحاسمتان، وتأثيره الكبير”.