.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
أكد عدد من خبراء التعمير والتنسيق الحضارى أن سكان المقابر يعانون من الإهمال، مطالبين بسرعة إنهاء ظاهرة السكن التى تجمع بين الأحياء والأموات، باعتبارها من أشد انتهاكات حقوق الإنسان التى تتزايد يوما بعد يوم، وشددوا لـ «المصرى اليوم» على ضرورة تعديل القوانين بما يسمح بإزالة هذه المقابر وإقامة مشروعات استثمارية على مساحاتها الشاسعة، وليس تخضيرها فقط.
وانتقد الخبراء قيام الأحياء بإصدار التراخيص والموافقات لورش ودكاكين منتشرة داخل المقابر، لافتين إلى ضرورة إيجاد أماكن وأسواق بديلة لهم ونقلهم إليها، وأشاروا إلى ضرورة توفير مساحات فى الظهير الصحراوى لنقل الجبانات المنتشرة فى وسط القاهرة خارج الكتل السكنية، خصوصا فى ظل ارتفاع نسبة إنشاء المدن العمرانية الجديدة التى تتم حاليا ولا تتماشى مع وجود المقابر بهذا الشكل «المخيف» داخل القاهرة.
وبينما أكد عدد من المسؤولين بوزارة الإسكان أن خطط التطوير موجودة بأدراج الوزارة وتنتظر من يأتى لينفض غبارها ويضعها فى حيز التنفيذ، قال مسؤول آخر إن الوزارة ليس لديها أى تحركات فى الوقت الراهن فيما يتعلق بنقل مقابر القاهرة إلى المناطق الصحراوية المجاورة.
وأرجعت الدكتورة سهير حواس، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى، ظاهرة إقامة الآلاف من الأسر داخل المقابر فى محافظة القاهرة إلى التصميم الحالى للمدافن فى مصر التى تستوعب أسرا كبيرة، بالإضافة لوجود مرافق كاملة بها، مؤكدة أن أهالى الأقاليم والأرياف يفضلون الإقامة داخل أحواش المقابر عن الوحدات السكنية فى المدن الجديدة، بسبب اعتيادهم الحياة فى الأماكن المكشوفة والهواء الطلق وانسجامهم مع هذه المعيشة.
وقالت حواس إن المدافن فى القاهرة أصبحت بها أنشطة متعددة، حيث يوجد بها حياة سكنية وتجارية وحرفية، بالإضافة إلى الأنشطة الدينية، والتى تنشط فى إحياء ذكرى الموالد الشهيرة والتى منها مولد السيدة نفيسة ومولد السيدة زينب ومولد سيدنا الحسين، والتى يتم خلالها تأجير الأحواش والمقابر لزوار ورواد هذه الموالد بصورة كبيرة ومنتشرة، بالإضافة لوجود مئات الورش داخل المقابر.
وتساءلت: «كيف سمحت الأحياء باستصدار التراخيص والموافقات لهذه الورش المنتشرة داخل المقابر؟»، مطالبة بإيجاد أماكن وأسواق بديلة لهم ونقلهم إليها.
وقالت حواس إن سكان المقابر يعانون من الإهمال، حيث لا يشعر بهم أحد من الحكومات المتعاقبة، وإن مشروع تطوير القاهرة 2050، الذى كان من شأنه نقل جبانات القاهرة خارج الكتل السكنية مع توفير سكن ملائم للمقيمين بداخلها، اصطدم بالقانون الذى ينص على عدم جواز البناء على المقابر إلا بعد مرور 40 عاما من إخلائها وعدم استخدامها، مطالبة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بالعمل على تغيير هذا القانون، قائلة: «أنه ليس من المعقول إقامة مساحات خضراء من حدائق وغيرها على هذه المساحات الشاسعة التى تقام عليها مقابر القاهرة، دون إنشاء مشروعات سكنية واستثمارية عليها فى حالة نقلها».
وذكرت أن مدافن القاهرة تضم مقابر المماليك والأسرة العلوية والتى هى وفق القانون 44 لسنة 2006 مقابر أثرية وتاريخية مسجلة فى التاريخ العالمى بمنظمة اليونسكو، مطالبة وزارة الآثار وسلطات محافظة القاهرة بالعمل على ترميمها وتجديدها والحفاظ عليها كمزارات سياحية وأثرية فريدة من نوعها وعدم إهمالها بالصورة التى هى عليها الآن، ولفتت إلى أن ظاهرة الإقامة داخل المقابر هى عادة مصرية قديمة تمتد إلى عصور الفراعنة، حيث كان المدفن عبارة عن مكان معد للإقامة بسبب قدوم زوار الأموات من أماكن قد تكون بعيدة واضطرارهم للمبيت لليلة أو ليلتين داخل المدفن.
وأوضحت أن نقل سكان المقابر أمر فى غاية الصعوبة، حيث أنه من الأفضل أن يتم توفير مساحات شاسعة لهم كاملة المرافق على أن يقوموا هم بالبناء عليها كبيوت بطراز معمارى خاص يتماشى مع طبيعتهم، بالإضافة لتوفير سبل المعيشة لهم وتوفير شبكة مواصلات تربطهم بأحياء القاهرة، وأكدت أن الأهم من ذلك هو تنمية الأقاليم والأرياف بمشروعات تمنع هجرة الأهالى المقيمين بها إلى القاهرة التى هى أماكن جذب لهم على مدار العقود الماضية بسبب ضيق الأحوال المعيشية والأرزاق فى بلدانهم، وأشارت إلى أن حزام العشوائيات الذى يطوق محافظة القاهرة يجب أن ينتهى قريبا، لأنه لا يتماشى مع قيمتها وتاريخها وحضارتها، خصوصا أنها عاصمة مصر مرآتها فى الخارج.
فى حين قال اللواء محمد ناصر، رئيس الجهاز المركزى للتعمير السابق، إنه يجب أن يتم التوسع فى بناء مدن سكنية جديدة على غرار مدينة الأسمرات لتستوعب سكان المقابر بالقاهرة، مطالبا بوضع هؤلاء السكان ضمن المناطق العشوائية التى يتم تطويرها كى تستعيد العاصمة مكانتها التاريخية والحضارية التى تليق بها، ولفت إلى أن المقيمين فى الجبانات فى تزايد مستمر، ويواجهون مخاطر عديدة، منها ارتفاع نسبة الجرائم وتشويه معالم العاصمة، الأمر الذى يتطلب حلا جذريا وسريعا لتلك الظاهرة.
وطالب ناصر بأن يتم توفير مساحات فى الظهير الصحراوى، لنقل الجبانات المنتشرة فى وسط القاهرة خارج الكتل السكنية، خصوصا فى ظل ارتفاع نسبة إنشاء المدن العمرانية الجديدة التى تتم حاليا والتى لا تتماشى مع أوضاع المقابر بهذا الشكل الذى وصفه بالمخيف داخل القاهرة.
وأكد «ناصر» ضرورة أن يؤخذ فى الاعتبار عند إنشاء مدن سكنية جديدة التخطيط لإقامة مدافن بها على بعد 200 متر على غرار جبانة وادى الراحة بطريق القطامية كحل جزئى يساعد على التخلص من مقابر مصر القديمة التى تم إنشاؤها، منذ مئات السنين، وتحولت إلى كتل عشوائية وبؤر إجرامية.