مدير عام جبانات القاهرة وعضو «20- 30» لـ«المصري اليوم»: لا بديل لتوفير سكن لأهالى المقابر.. و«المحليات» لا تُنفذ قرارات الإخلاء

المهندس محمد طه مدير عام إدارة جبانات القاهرة

المهندس محمد طه مدير عام إدارة جبانات القاهرة


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

قال المهندس محمد طه، مدير عام إدارة جبانات القاهرة، عضو لجنة «20- 30» إن البلطجة والجريمة بكل أنواعها تنتشر فى مناطق المقابر، منبها إلى أن المفتشين والفنيين الذين يتابعون المخالفات بهذه المناطق مهددون وغير مؤمن عليهم فى عملهم ولا يتمتعون بصفة الضبطية القضائية.

وأضاف طه، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن هناك تشكيلات عصابية و«دواليب مخدرات» خاصة فى مناطق جبانات باب النصر وزين العابدين والإمام الشافعى والتونسى، مشيرا إلى أن هذه الجرائم تؤثر على عمل إدارة الجبانات فى رصد المخالفات بداخلها.

ونبه إلى أن الاستثمار العقارى دخل فى المقابر، وأنه السبب فى ارتفاع أسعارها، موضحا أن كل مقبرة لها سعر ولها قيمة ويتم تصنيف المنطقة إلى كلاس «إيه» وكلاس «بى» وكلاس «سى»، ويتراوح سعرها بين 50 و400 ألف جنيه حسب الطبقة الاجتماعية فى حين أن الفقراء يدفنون فى مقابر الصدقة. وانتقد طه استمرار أزمة الجثث التى تطفو فوق المياه الجوفية بسبب ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة عين الصيرة الكبريتية.. وإلى نص الحوار:

■ مقابر محافظة القاهرة تكاد تكون المنطقة الوحيدة فى العالم التى يستخدمها الأهالى فى السكن والإقامة بداخلها.. فهل هناك إجراءات يتم اتخاذها للقضاء على هذه الظاهرة؟

– الهروب للسكن فى المقابر واعتياد بعض المواطنين عليه يأتى نتيجة احتياجهم لمأوى وعدم وجود سكن بديل ملائم لهم والحل الوحيد الجذرى هو أن يتم إيجاد مساكن لهم لخروجهم من نطاق المقابر، وكان تم حصر عدد كبير منهم من قبل بحوث الإسكان كبداية لنقلهم إلى أماكن بديلة، وأنا شاهدت بنفسى سيارات مدارس خاصة تدخل المقابر لنقل أولاد السكان المتواجدين بها، كما أن خفراء المقابر لابد من أن يتواجدوا بصفة دائمة للحفاظ على المكان ومنع الإقامة بداخله، ونحن منعنا دخول المرافق للجبانات لعدم السكن بداخلها، فوجدنا أنه من حق الجبانات القديمة، مثل السيدة نفيسة والإمام الشافعى والتونسى والبساتين والأباجية وسيدى عبدالله وغيرها، إدخال المرافق لأن الزيارة كانت عبارة عن رحلة أسرية، وفى النهاية تحولت هذه المناطق لسكن دائم من الصعب إخلاؤه منهم قبل توفير أماكن بديلة لهم، وتم عمل قرارات إخلاء لهؤلاء السكان إلا أن الأحياء لم تستطع التنفيذ لعدم وجود الأماكن البديلة لأن المقيمين بالمقابر لديهم اعتقاد شخصى بأن الحكومة هى المسؤولة عن حل مشكلة تواجدهم بالمقابر.

■ هناك مخالفات عديدة ترتكب عن طريق التُرَبِّية سواء بالتوسع فى إنشاء مقابر مخالفة أو تأجير بعض الأحواش للسكن.. فكيف تواجهونها؟

– نحن يجب علينا أن نفرق بين شقين الأول هو أن التربى يقوم بأعمال مخالفة، والثانى أنه يقوم بعمل ترميمات لمدافن موجودة بالفعل، والمشكلة الكبيرة أن لدينا 6 مناطق غارقة فى المياه الجوفية بالفعل، وهى مشكلة مؤرقة بالنسبة للمواطنين ولنا، وهى ناتجة بسبب بحيرة عين الصيرة، وتم عمل أكثر من فكرة ومنها شفط للأماكن الغارقة إلا أنها لم تكن مجدية، والتربية يقومون بترميم وتجديد هذه الأماكن المتأثرة دون الرجوع للمحافظة، والتربى إذا قام ببناء قطع غير موجودة فى الحصر على الفور يتم تحرير محضر تعد على أملاك الدولة وتكون العقوبة الحبس سنة مع توقيع غرامة، ويتم فصله عن طريق لجنة الحانوتية والتربية التى يرأسها رئيس محكمة جنوب.

■ كم مخالفة تم رصدها فى العام الماضى؟

– حوالى 80 مخالفة وهذه نسبة ضئيلة حيث كانت التعديات فى الماضى تتم بصورة ضئيلة لوجود ردع فى القانون، الأمر الذى حجم من عملية التعديات، حيث يوجد حصر لكل تربى بالقطع التى فى حوزته أيا كانت وفى حالة وجود زيادة من خلال لجنة الفنيين التى تجوب بصفة يومية مناطق الجبانات.

■ هل يوجد جرائم سرقة للجثث ونبش للقبور؟

– سرقة الجثث كانت تتم قديما أما الآن فلم تعد سارية المفعول لأنها كانت تباع لطلبة كلية الطب، والآن تم إيجاد البدائل لهم عن طريق توفير هياكل بلاستيكية يتم الشرح والتشريح عليها بدلا من الجثث، مع تغير فكر التربية حيث أصبح معظمهم مؤهلات عليا.

■ ما شروط تعيين التربية.. وهل مازالت المهنة بالوراثة؟

– الذين يمتهنون هذه المهنة توارثوها عن الأجداد الذين كانوا يمتهنون هذه المهنة فأصبح وجوبيا عليهم أن يمتهنوها، وهنلك بيوت مفتوحة من وراء هذه المهنة التى تتلخص فى المحافظة على المكان ودفن الميت، والتربى لا يتقاضى أجرا من المحافظة ولذلك ينطبق عليه موظف عام بدون أجر رغم أن لائحة الجبانات تشترط لتعيينه أن يكون حاصلا على مؤهل بالإضافة إلى أوراق التعيين المطلوبة مثله مثل أى موظف عادى.

■ ما الشروط المطلوبة لبناء المقابر وهل من حق أى شخص أن يبنى له مقبرة فى أى مكان؟

– لا لأنه يجب أن تبعتد منطقة المقابر عن الكتلة السكنية 200 متر، غير أنه لابد أن يتم بناء المقبرة فى منطقة جبانات لأن لها اشتراطات صحية، فليس أى مكان يصلح أن يكون جبانة، وشاهدنا الشيخ الذى أوصى بدفنه فى منزله بمحافظة الدقهلية وعدم موافقة السلطات على ذلك، لأن جميع الجبانات بخلاف الأضرحة كانت منشأة بعيدا عن الكتل السكانية، والزحف العمرانى هو الذى جاء إليها حتى أصبح الناس يطاردون الجبانات.

■ كيف تواجهون كم الجرائم التى ترتكب من بلطجة وسرقة وتجارة مخدرات بداخل الجبانات؟

– نواجه مشاكل عديدة فى الجبانات التى تقع وسط المناطق العشوائية والتى بها العديد من الجرائم وعدد كبير من الخارجين على القانون والجريمة بكل الأنواع، خصوصا أن الفنيين الذين يقومون بمتابعة هذه الأماكن غير مؤمنين بالمرة ويواجهون صعوبات عديدة قد تمنعهم من القيام بدورهم، لذلك يجب أن تكون هذه الأعمال لها شق أمنى.

■ هل يوجد تعاون بينكم وبين الأحياء ووزارة الداخلية؟

– تعاون محدود يتم خلال تنفيذ قرارات الإزالة والحملات فقط أما العمل المستمر داخل المقابر فغير مأمون بالمرة.

■ هل تتعاون وزارة الداخلية فى تأمين عمليات التفتيش؟

– أرى أن وزارة الداخلية عليها أحمال وأعباء كثيرة، وأنه عندما كثرت سرقات الأبواب الحديدية وبعض الآثار فى الجبانات اتخذت الوزارة إجراءات وعمليات سريعة أنهت الجرائم، وأعطت تعليمات لرؤساء الأقسام التابعة لها الجبانات التى ترتكب بها الجرائم بعمل دوريات داخل المقابر وأنجزت هذا الأمر، وقام رؤساء المباحث بعمل اجتماعات للتُربية لإبلاغهم عن أى مخالفة أو أمر غير طبيعى أو وجوه غير مألوفة فى هذه المقابر الموبوءة.

■ كيف أثر تحرير سعر الصرف فى فبراير2016 على شراء المدافن فى ظل تصنيف المقابر سوبر وسوبر لوكس وعادى؟

– للأسف الشديد المشكلة الكبرى فى الاستثمار العقارى والذى أدى بشكل كبير جدا إلى ارتفاع أسعار المقابر، ويتم تصنيف المنطقة إلى «كلاس إيه» مثل مقابر مصر الجديدة ومدينة نصر وطريق السويس والتى يبلغ سعرها حوالى من 300 إلى 400 ألف جنيه، و«كلاس بى» فى الخفير ونطاق منطقة وسط البلد وطريق الأوتوستراد وهو أكبر نطاق يوجد فيه جبانات والتى يتراوح سعرها من 250 إلى 300 ألف جنيه، و«كلاس سى» وهى الجبانات القديمة ومشروع مايو من 40 إلى 50 ألف جنيه.

■ وهل تختلف تصميمات المقابر من تصنيف إلى آخر أو من درجة إلى أخرى؟

– تصميم المقبرة كله واحد وهو العينان تحت الأرض والسور الذى يغطيهما ولكن التصنيف يتم بناء على المنطقة بمعنى أن المشترى عندما يعلم أنه فى مقابر مدينة نصر مثلا سيكون جاره الوزير والمحافظ، يرتفع السعر، وعملية البيع والشراء لا دخل لمحافظة القاهرة بها.

■ وبالنسبة للفقراء الذين لا يستطيعون دفن موتاهم كيف يتم التعامل معهم؟

– بالنسبة للذين لا يملكون مقابر يدفنون فى مقابر الصدقة المنتشرة بجميع المناطق بالإضافة إلى أن المحافظة تمتلك مدفن صدقة للفقراء فى التونسى أيضا.

■ هل تم إنهاء مشكلات مقابر مايو التى كانت بين المحافظة والأهالى؟

– تم إنهاؤها وتسليمها للأهالى وهى على مساحة 80 فدانا ونزلت على مرحلتين «د» و«هـ»، الأولى على 39 فدانا والثانية على 41 فدانا وكان المبلغ فيها 12 ألف جنيه عبارة عن قطعة أرض 21 مترا، ويقوم المواطن بالبناء.

■ وما المشروعات القائمة حاليا بالنسبة للجبانات فى القاهرة؟

– المشروع القائم هو «وادى الراحة» بمنطقة القطامية على مساحة 110 أفدنة وما زالت إجراءاته سارية، ويتطلب من المتقدم للحصول على الأرض أن يكون من سكان القاهرة ومتزوجا ويعول وإن كان أعزب يجب أن يتخطى عمره 50 سنة وبعد استيفاء الشروط ودفع 250 جنيها للطلب يتم إبلاغه بالموافقة عليه لدفع 50 ألف جنيه قيمة المقبرة.

■ هل من حق المنتفع بيع المقبرة أو التنازل عنها لغيره بعد الحصول عليها؟

– جبانات القاهرة تخضع لقانون الجبانات 5 لسنة 66 بأنها حق انتفاع وليست ملكية خاصة ولا يستطيع التصرف فيها إلا بالرجوع للمحافظة، إلا أنها تورث وفى حالة وجود مشروع للمنفعة العامة يتم نزعها مع استبدالها بجبانات أخرى.

■ لماذا لم يتم البدء فى نقل جبانات القاهرة خارج الكتلة السكنية بالرغم من الإعلان عن المشروع منذ زمن طويل؟

– عندما قمنا بدراسة المشروع وجدنا أن التكلفة عالية جدا فى الوقت الذى لا توجد به مساحات كبيرة تصلح لبناء مدافن بديلة بمحافظة القاهرة تستوعب هذه الآلاف من المقابر، فمنطقة التونسى مثلا بها 850 حوشا بخلاف المقابر الفردية، فى الوقت الذى لا تملك فيه محافظة القاهرة أى أراض للتخصيص.

■ فى ظل التوسع فى بناء مجتمعات عمرانية جديدة بالقاهرة لنقل سكان العشوائيات هل يتم نقل سكان المقابرإليها؟

– للأسف الشديد لم يتم حتى الآن الحديث عن نقل سكان المقابر بالقاهرة إلى مناطق عمرانية جديدة، حيث إن المحافظة تعمل حاليا على إنهاء مراحل الخطورة من الدرجتين الأولى والثانية والذين يتواجدون فى مناطق تهدد حياتهم دون التطرق إلى سكان المقابر.

■ هل تخضع جبانات الأقباط والطائفة اليهودية لإدارة جبانات القاهرة؟

– محافظة القاهرة ليس لها أى علاقة بمقابر الأقباط لأنها تخضع للكنيسة، كما تخضع مقابر اليهود للطائفة اليهودية، ومقابر اليهود كانت 4 أضعاف المساحة الموجودة إلا أنه تم التعدى والبناء عليها، وهذه التعديات تخضع للأحياء.

■ ما مطالبكم للقيام بأعمالكم بصورة كاملة؟

– المطلب الرئيسى هو تأمين الفنيين، حيث إنهم يواجهون الخارجين على القانون والمسجلين خطرا بداخل الجبانات، الأمر الذى يمنعهم من القيام بأعمالهم بصورة كاملة مما يضطرهم للاستعانة بأشخاص من المكان خوفا من التعدى عليهم، بالإضافة إلى أن عدد الفنيين قليل جدا حيث لا يوجد سوى 9 فنيين فقط بالإدارة يتابعون مساحات شاسعة من المقابر، مع ضرورة إعطاء الضبطية القضائية للفنيين، حيث طالبنا بها أكثر من مرة ولم تتم الاستجابة لنا من قبل وزارة العدل.

■ ما الأماكن التى تواجهون فيها خطورة أثناء القيام بأعمالكم لرصد المخالفات؟

– جبانات باب النصر وزين العابدين والإمام الشافعى، حيث يوجد بها تشكيلات عصابية ودواليب مخدرات، مما يصعب رصد أى مخالفات بداخلها دون تأمين من أحد الأشخاص المقيمين بالمكان.

Leave a Reply