المطاعم السودانية فى مصر: شرابكم عرديب.. وفطوركم أم رقيقة

إقبال من السودانيين والمصريين على المأكولات السودانية

إقبال من السودانيين والمصريين على المأكولات السودانية


تصوير :
المصري اليوم

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

«ويكة.. عصيدة.. جلسات سمر.. ولقمة هنية تكفى 100.. وقعدة حلوة مع ناس من ريحة الحبايب وبهارات لا تملك معها سوى أن تقول (نار يا حبيبى نار).. أهلاً بك فى المطعم السودانى.. والبيت بيتك يا زول».

حين تمر بشارع محمد فريد فى وسط المدينة، تجد لافتة مطعم سودانى تحمل اسم (التكل) ولا تغيب عنه الملامح السمراء التى تجلس تتسامر وتبوح بمكنونات ما بداخلها على طاولاته، حيث يعشق أهل السودان مذاق وجباتهم التى أصبحوا يحملونها معهم أينما كانت وجهتهم حول العالم.

وفى مدخل المطعم السودانى يلفت انتباهك نكهة البهارات الكثيفة التى تنبعث من المطبخ الأسمر. ويقول محمد الطيب الأمين، الرجل السبعينى، إنه ياتى إلى وسط المدينة ليتناول وجبة سودانية تعيد إليه ذكريات بعيدة منذ أن غادر بلاده منذ سنوات، مشيراً إلى أنه يعشق وجبة (أم رقيقة) وهى طبخة سودانى تتكون من مرق اللحم مضافا إليه البامية المجففة ويتم تناولها (بالكسرة) وهى عبارة عن مخبوز طحين الذرة. وقالت ست البنات الحسن، سودانية، إنها جاءت فى رحلة علاجية إلى القاهرة وإن المطعم السودانى يقدم وجبات بمذاق جيد، بجانب أن هناك تنوعا فيه على حسب ما اعتادوا عليه فى المناطق السودانية.

وتضيف أن أهل شمال السودان يميلون إلى تناول (القراصة) وهى من عجين القمح، تشبه إلى حد كبير الفطير المصرى، بينما يعشق أهل غرب السودان العصيدة التى تصنع من طحين الدخن ويفضل أهل وسط السودان الكسرة.

وتوضح «ست البنات» أنها جاءت تحمل معها جميع مستلزمات المطبخ السودانى، الذى يعتمد إلى حد كبير على اللحم المجفف تصنع به معظم أنواع الطبخ.

من جانبه، يقول مصعب أبونائب، صاحب مطعم التكل، إن المطعم تأسس فى عام 2014 لخدمة الجالية السودانية الكبيرة فى القاهرة بالصورة التى تليق بهم، حيث تم اختيار المكان والديكور والعمالة بعناية فائقة، حتى تظهر بصورة مشرفة للجالية السودانية ولتعريف الإخوة المصريين بالمطاعم والوجبات السودانية بالصورة الصحيحة والمشرفة التى تجمع بين الأكل الشعبى والشرقى.

وأضاف أنهم طيلة الأربع سنوات الماضية يعملون من أجل تطوير الخدمات فى سبيل التعريف بالمطبخ السودانى، وأنه فى بعض الأحيان يكون رواد المطعم المصريين أكثر من السودانيين بجانب السياح الأوروبيين.

وتابع أن هناك عددا كبيرا من المطاعم السودانية تنتشر فى أحياء القاهرة ولا يمكن حصرها، وأن الوجبة المحببة للسودانيين تتمثل فى طبيخ (التقلية) وهى عبارة عن طاجن مصنوع من اللحم المجفف و(الويكة) البامية المجففة كما يعرف فى صعيد مصر.

وأشار إلى أن هناك من أبناء مصر من يعشقون الوجبات السودانية، وأن المطعم يقدم مشروبات سودانية مثل (العرديب) و(التبلدى) و(الإبرى) و(الدخن)، وعن الأسعار التى يطرحها المطعم للرواد، أشار إلى أن أسعاره أعلى من بقية المطاعم الأخرى بسبب الخدمات التى يقدمها بجودة عالية.

وقال إن لكل مطعم رواده، وإن مطعمه يقوم بإعداد وجبات المناسبات السودانية فى الأعياد بشكل خاص وإن بعض المنظمات تأتى بالأطفال الأيتام السودانيين لتناول الوجبات، وإن هناك عددا من المشاهير من زبائنه، من بينهم الصادق المهدى، رئيس وزراء السودان السابق، وإمام طائفة الأنصار، والمطرب عصام نور، بجانب نجوم فريق المريخ السودانى، أثناء مبارياته الأفريقية فى القاهرة. الخبز السودانى يمثل ركيزة أساسية للمطعم السودانى، حيث يمتلك أبونائب مخبزا للخبز السودانى يمد كافة المطاعم السودانية الأخرى بالخبز بجانب محل عطارة توفر مستلزمات المطعم من البهارات والاحتياجات الأخرى مع شريكه الأسوانى حسام حباشى، وذكر أنهم يستجلبون (الشيف) من السودان بعد اختبارات مكثفة بواسطة أسرته فى الخرطوم بجانب الخبازين، حيث يوفر لهم السكن الملائم ورواتب مجزية.

وتقول لينا محجوب، مسؤولة المشروبات بالمطعم، إن البن السودانى يجد تشجيعاً وسط زبائن المطعم حيث يتم إعداده بشكل خاص وعناية مميزة من حيث التحميص وإضافة البهارات المختلفة وأبرزها الجنزبيل، أما الشاى السودانى فيتميز بوجود بهارات النعناع وهذا ما يميزه بجانب مشروبات أخرى مثل الحلبة والينسون، وأنهم (يدمنون) مشروبات بلدية مثل التبلدى والإبرى والعرديب وليمون النعناع.

ويعد مطعم (الخرطوم) من أقدم المطاعم السودانية فى القاهرة، حيث تأسس فى بداية ثمانينيات القرن الماضى، وكانت الفكرة للسودانى الراحل صلاح محمد البشير، الذى زار مصر وفكر فى تأسيس مكان يجمع السودانيين من الذين يتوافدون على مصر من طلاب وعاملين، وأنشأ مطعما بدرب المهابيل مع شريكه بلبل كحيل، واستمر حتى تم نقله لموقعه الحالى بشارع الجمهورية.

ويمثل هذا المطعم ذاكرة مهمة للسودانيين فى وسط المدينة، حيث تتم مشاركة ومعالجة واقتراح حلول اجتماعية وعلاجية. وتقول بتول محمد مسعود، المسؤولة حاليا عن المطعم، أرملة مؤسسه الراحل الشهير بـ«صلاح كسرة» إن فكرة المطعم جاءت بعد عشق الراحل للمأكولات السودانية، خاصة الكسرة ما جعله يفكر فى تأسيس مطعم للوجبات السودانية، وأسعفه الحظ عندما وجد دراسة جدوى متكاملة لدى المركز التجارى السودانى ما سهل له الحصول على المال اللازم لتأسيس مطعم الخرطوم فى الثمانينيات.

وأوضحت: «ظهر ذلك جليا، بعد أحداث ليبيا ودخول السودانيين بأعداد كبيرة إلى مصر، والعمالة التى تعمل بالمطعم مختلطة ما بين المصريين والسودانيين، ومن أشهر الزبائن الفنان محمد الأمين ومجذوب اأونسه والراحل نادر خضر، والشاعر الراحل محمد مفتاح الفيتورى، والممثل الراحل إبراهيم خان، الذى كان يحب طبيخ الملوخية، أما من نجوم الكرة فيبرز من زوارها الكابتن شطة وسمير محمد على». يذكر أن العديد من المطاعم السودانية انتشرت فى الأماكن التى يتواجد فيها السودانيون مثل عين شمس والمعادى وأرض اللواء ويتشارك مواطنو دولة جنوب السودان مع السودانيين فى حب تلك الوجبات بعد أن طاردتهم السياسة، وجعلت منهم بلدين مختلفين.

Leave a Reply