قال لواء أركان حرب شوقى عبدالعال أحد أبطال حرب أكتوبر، إن الإيمان الشديد بالله هو سر انتصار حرب أكتوبر، وأن دهاء السادات وفكر مبارك كانا أحد أسباب نجاح الضربة الجوية الأولى، وأشار إلى أن الطيارين لم يعرفوا أنها حربا إلا بعد هبوط الطائرات.. وإلى نص الحوار:
■ كيف كان سلاح الطيران عند التحاقك به وهل تغير الآن؟
– كان حسنى مبارك هو مدير الكلية الجوية، وكانت الكلية تشهد تقدما ملحوظا فى تأهيل المقاتلين، ونجاح هذا السلاح يرتبط بـ«مبارك وفكره»، لأنه بعد نكسة 67 عرض على عبدالناصر أن يوفر مناخا تدريبيا للطيارين فى مصر بدلا من سفرهم إلى الاتحاد السوفيتى، فأعجب عبدالناصر به، وبعدها أصبح مديرا للكلية الجوية، أما الآن فما أراه فى التلفاز للطيارين يعكس وجهة نظرى الخطأ، «كنا بنقول إننا أحسن جيل طيارين جه مصر لكن اللى موجودين دلوقتى أحسن مننا بكتير».
■ كيف ترد على ما يقال من أن حسنى مبارك لا يستحق لقب صاحب الضربة الجوية لأنه كان متلقيا للأوامر فقط؟
– «حسنى مبارك جزء من منظومة كبيرة، وكان سببا كبيرا فى نجاح هذه المنظومة بفكره الجديد الذى أضافه لسلاح الطيران» وكل ما حدث فى الضربة الجوية كان بتوجيهات منه، لذلك فهو صاحب فضل كبير فى الضربة الجوية، وما حدث له بعد ذلك هو الذى يحاسب عليه، لكنه فى فترة إدارته لسلاح الطيران شهد الجميع له بالكفاءة كذلك «دهاء» السادات كان المحرك للعملية بأكملها.
■ قرار بدء الحرب بالضربة الجوية.. هل تتفق معه أم تختلف؟
– قرار سليم، لأن الطائرات عندما تغطى المجال الجوى تكون فرصة الجنود على الأرض أكثر سهولة، وهذا ما ساعد فى عبور قناة السويس.
■ هل تم استبعاد طيارى نكسة 67 واستبدالهم بآخرين فى حرب 73؟
– لم يتم استبدال أحد، ولكنهم أصبحوا قادتنا فى حرب أكتوبر، وهم أحد أسباب الانتصار، وكانوا آباء لنا قبل أن يكونوا قادتنا، ولهم الفضل الكبير علينا جميعا، «علمونا إزاى نبقى رجالة صح».
■ كيف علمت بساعة الصفر؟
– «يوم 5 أكتوبر عرفنا بالليل أننا عندنا طلعة الصبح واكتشفنا بعدها أنها حرب»، وأدى مقاتلو الطائرت دورهم على أكمل وجه.
■ أبرز الطائرات التى شاركت بها فى حرب أكتوبر؟
– طائرة السوخوى الـ 7،17،20، وكانت مهمتها ضرب أهداف أرضية أو بحرية، وكان مداها ليس كبيرا جدًا كطائرات العدو، فكان دائما الرئيس السادات يقول لنا «مش هاخليك تحارب فى مدى أبعد من مدى الطائرة» وكان دائما على اتصال بكل جنود الجيش.
■ أشهر الأماكن التى شاركت فى تدميرها؟
– مطار إيلات، وكانت هى أول مواجهة لى فى الإحداثيات، فدمرتها بمساعدة زملائى المقاتلين.
■ رأيك فى تناول الإعلام لأبطال حرب أكتوبر؟
– «عملين زى اللى يكون لينا موسم بنظهر فيه» لكن لابد من ظهور أبطال الحرب دائما على الساحة، حتى يعرف الجميع عن حرب أكتوبر، «الأطفال دلوقتى ماتعرفش يعنى إيه حرب أكتوبر»، لابد من توعية الأطفال والشباب بقيمة حرب أكتوبر.
■ الأنواط التى حصلت عليها وكيف كرمت الدولة سلاح الطيران؟
– حصلت على نوط الواجب العسكرى، وهذا وسام كبير أفتخر به، أما نوط الدولة لسلاح الطيران فى ذلك الوقت فكان طائرات الـ F16 الحديثة والمتطورة التى أضفتها إلى الطائرات المقاتلة، «كنت من بين أول 6 طيارين فى مصر اللى ركبوا طائرة F16» وحصلت على دورة تدريبة فى الطائرة فى أمريكا، وبعدها أصبحت أُعلم المقاتلين الجدد عليها.
■ المؤهلات التى حصلت عليها بعد الحرب؟
– حصلت على فرقة أركان حرب، عندما كنت «مقدم»، وكان معى فى ذلك الوقت الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان هو الوحيد الذى برتبة نقيب، وكان أصغر ضابطا معنا، «قلت لزوجتى وقتها إن الضابط اللى بياخد فرقة أركان حرب فى هذه السن بالتأكيد لازم يكون مميزا فى يوم ما» وبعدها أصبح رئيسا.
■ ما الذى علمته لأولادك؟
– لدىّ ثلاث بنات، سارة وريم وأميرة، أهم شىء غرسته فيهم، هو حب البلد، والعمل من أجله، وهذا ما تعلمناه فى الجيش، وزرع فى الانضباط، وأصبحن شهود عيان على حرب أكتوبر بسبب كثرة حديثى عنها. ولدى 6 أحفاد، أخبرهم دائما بأبطال حرب أكتوبر، وأنتظر دائما أى مشاهد عن الحرب فى التلفاز حتى أخبرهم عن تلك المشاهد بكل تفاصيلها، حتى أصبحوا مغرمين بحكاوى الحرب، وأصطحبهم دائما إلى بانورما حرب أكتوبر، ليشاهدوا انتصارت الحرب، ويشاهدوا اسمى ضمن المشاركين فى الحرب، كما أن الطائرة التى تقف أمام البانورما كانت طائرتى فى يوما ما.. حكاوى حرب أكتوبر لابد أن يتم تناقلها عبر الأجيال.