«عبدالعال»: 750 جنيهاً عائد «النوط العسكرى» .. و«حب الناس» تكريمنا الحقيقى- شبكة سبح الاخبارية

ذكري حرب أكتوبر

ذكري حرب أكتوبر


تصوير :
المصري اليوم

بالتزامن مع الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر، يبدأ جدول إبراهيم عبدالعال، فى الازدحام، فهو رجل ستينى يقطن بصحبة لفيف من الأبناء، وقبل 44 عاما كان أحد المُشاركين فى عملية العبور. مع استقبال ذكرى النصر تتم استضافته فى عدد من الندوات والبرامج التليفزيونية والمقابلات الصحفية، ليشارك الجموع الغفيرة من المصريين بعض مقتطفات من ذاكرته، عن لحظات بدلت التاريخ والوضع العام فى المنطقة العربية.

يصف المشهد: «كنا بنطلع ع الساتر الترابى بإدينا ورجلينا، مش قادرين نستنى الحبال، وكلمة الله أكبر بتدوى من مسلم ومسيحى تسمعها لحد أمريكا». بعد الانتهاء من دبلوم التجارة وحصوله على عدد من الدورات التدريبية العسكرية البسيطة بين صفوف المقاومة الشعبية انضم «عبدالعال» للجيش المصرى مُجندًا عام 1969.

اُختير «عبدالعال» لاحقًا حكمدارا فى إحدى كتائب سلاح المدفعية كما يُحدد، خضع للتدريب أولاً بمنطقة الكيلو 4 ونصف، وبعد اصطفائه بين 36 آخرين تلقى تدريبًا مكثفًا لمدة 6 أشهر على صاروخ مالوتكا، سلاحه الأساسى، يتذكر «عبدالعال» كافة التفاصيل الدقيقة حول سلاحه فيذكر طوله، 86 سم ووزنه 15 كيلوجراما، بمدى مباشر 3 كيلومترات، وقوة تدميرية تبلغ 6 آلاف درجة مئوية.

أتقن التعامل تحت قيادة الرائد «عبدالجابر أحمد على»- حسبما يذكر، التعامل مع الأدوات الحديثة، خاصة السيارات وأجهزة تتبع الصواريخ والتحكم بها بعد اجتياز مدى 200 متر: «الرائد عبدالجابر، عمل طفرة فى الكتيبة، غير التدريب الراقى، كان فى دعم للشؤون المعنوية للجنود، وكان فى أنشطة رياضية ودينية».

يذكر كذلك الساعات الأولى من العبور، فكما يصف، لم يكن الجنود على يقين تام من قيام المعركة حتى الواحدة ظهرًا: «أى معركة حربية بالضرورة تكون مع أول أو آخر ضوء للنهار، معركتنا كانت الظهر، ووقتها مجموعة التسالى أو التمويه بتاعتنا كانت على شط القنال بتلعب، والبعض نزل للاستحمام، فإحنا اتأكدنا بعد الضربة الجوية». وفقًا لحديثه لم يشتبك «عبدالعال» فى قتال فعلى أول أيام العبور، إذ بات ليلته حزينًا متشوقًا لتنفيذ ما تلقى من تدريبات، وفى اليوم التالى بنفسه استهدف الدبابات من موقعه الحصين، داخل إحدى الحفر البرميلية، بعد قياس المسافة بينه وبين الدبابات بمجرد النظر.

نجح فى منع أى دبابة من دخول قطاعه، إذ دمر منفردًا دبابتين فى ثانى أيام القتال، وبات الأمر تنافسيًا فيما بينه وبين زملائه من الجنود، حيث بات القادة- حسبما يصف- يدونون ما يتمكن كل جندى من إحرازه من تقدم منفردًا، وعلى مدار أيام القتال مُجتمعة.

تمكن «عبدالعال» من تدمير 18 دبابة وسيارتين مصفحتين، ويلخص مُشاهداته فى عبارة واحدة: «إحنا خليناها عليهم نار جهنم، لكن فى نظرنا سيناء كانت جنة»، تقديرًا لدوره الوطنى، حصل المقاتل المتقاعد على نوط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى لكن توقف عائد النوط عن الزيادة منذ عام ١٩٩٠ ليصل لـ ٧٥٠ للدرجة الأولى و ٤٥٠ للثانية. ويؤكد: «إحنا ماكناش بندور على أوسمة ولا تماثيل، لكن مبسوطين بحب الناس، اللى بتكرمنا وتحترمنا».

Leave a Reply