يحتفل الشعب المصري اليوم الجمعة الموافق السادس من أكتوبر بذكرى انتصار قواتنا المصرية المسلحة على جيش العدو الإسرائيلي وعبور خط بارليف المنيع، واسترداد أرضنا الغالية في سيناء، لتكسب مصر احترام الجميع وتقهر الجيش الاسرائيلي، الذي ادعى أنه الجيش الذي لا يُقهر، ليمثل السادس من أكتوبر في كل عام ذكرى سعيدة باسترداد الأرض والعزة والكرامة للشعب المصري حكومةً وشعباً.
بطبيعة الحال ارتبطت الكرة المصرية بالظروف السياسية التي تمر بها البلاد، فكانت الحروب بساحات القتال تحول دون خوض المباريات على المستطيل الأخضر، فاستمر النشاط الرياضي متوقفاً من نكسة 1967 حتى موسم 1971-1972 الذي لم يُكتمل بسبب أحداث شعب في مباراة الأهلي والزمالك واقتحام الجماهير لأرض الملعب، ليقرر الاتحاد المصري للعبة إلغاء المسابقة عقب 10 جولات فقط مرت من عمرها، إلا أن العودة الحقيقية لمسابقة الدوري في مصر كانت في السادس من أكتوبر لعام 1972، واستئناف المنافسات وانطلاق الموسم الكروي الجديد 1972-1973 والذي حصد من خلاله فريق غزل المحلة لقب الدوري العام للمرة الأولى في تاريخه.
كما تم استئناف المسابقة وعودة الحياة للملاعب المصرية في السادس من أكتوبر 1972، وبعد عام بالتمام والكمال يعود الاتحاد المصري لإلغاء المسابقة في موسم 1973-1974، في نفس اليوم الذي اندلعت خلاله حرب أكتوبر المجيد، حيث اجتمع مجلس الاتحاد يومها وقرر إلغاء المسابقة استعداداً للحرب وتفرغ البلاد لمعاونة جيشنا المصري.
ومن المفارقات الطريفة أن السادس من أكتوبر لعام 1973 شهد مباراة واحدة بالدوري المصري جمعت فريق غزل المحلة بملعبه أمام مصر للطيران، حيث انطلقت المواجهة في تمام الساعة الثانية ظهراً، وهو نفس موعد عبور قواتنا المسلحة للقناة وتمدير خط بارليف.
جماهير غزل المحلة التي كانت تتابع «الراديو» مصادفة خلال تلك اللحظات سمعت بخبر عبور قواتنا المسلحة لخط بارليف، لتقوم بالهتاف للفريق المنافس «مصر للطيران» تحية منهم على دور الطيران المصري في تحطيم جيش العدو الإسرائيلي، في ظل دهشة من لاعبي غزل المحلة الذين لم يكونوا يعلمون شيئاً عن اندلاع الحرب، فاستاءت بشدة من جماهيرها التي تهتف للمنافس دون سبب مبرر، حتى تم إبلاغهم بين شوطي المباراة، وانتهت المواجهة بالتعادل السلبي وقرر الاتحاد المصري إلغاء المسابقة بعدها تضامناً مع الجيش المصري.
بدأت الرياضة تعود تدريجياً لملاعبنا المصرية عقب انتصار أكتوبر المجيد، فكانت البداية باستضافة البلاد منافسات أمم أفريقيا 1974، حيث كان الأمر بمثابة العودة الحقيقية لكرة القدم في مصر أعقاب حرب أكتوبر المجيد، حيث أحرز الفراعنة المركز الثالث بالمسابقة والميدالية الفضية وسط حضور جماهيري كبير في أغلب مباريات المعترك الأفريقي.
وقرر الاتحاد المصري لكرة القدم عقب نجاح تنظيم المسابقة عودة الحياة للملاعب المصرية واستئناف الموسم الكروي في البلاد موسم 1974-1975.