عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من توقيع السعودية لعقود سلاح مع روسيا تشترى بموجبها الرياض أنظمة دفاع جوية من نوع «إس-400»، فيما أعلنت روسيا أن هذا القلق غير مبرر، وأن التعاون العسكرى بين موسكو والرياض مستمر وغير موجه ضد دولة ثالثة.
وقال المتحدث باسم «البنتاجون» إيريك باهون، إن واشنطن تذكر الرياض «بالعلاقات العسكرية القوية التى تربطنا وبالمبيعات العسكرية القائمة بيننا»، وتابع أن الولايات المتحدة والسعودية تربطهما علاقات قوية فى مجال بيع الأسلحة.
وأضاف باهون: «قلقون من شراء الرياض منظومة (إس-400) الروسية ونعول عليها فى استخدام أنظمة دفاعية أمريكية لمواجهة التهديد المشترك».
فى المقابل، أعلن السكرتير الصحفى للرئيس الروسى، دميترى بيسكوف، أن تعاون موسكو والرياض فى المجال العسكرى غير موجه ضد دول ثالثة، مشددا على أن أى قلق من قبل دول أخرى بشأن هذا التعاون لا أساس له، فى إشارة إلى تصريحات «البنتاجون» بهذا الخصوص.
وقال بيسكوف: «نحن مقتنعون بأن تطوير التعاون الروسى – السعودى يصب فى مصلحة الدولتين فى المقام الأول، وفى مصلحة الاستقرار فى العالم وفى المنطقة، وبطبيعة الحال غير موجه بأى شكل من الأشكال ضد بلدان أخرى، ولذلك فإن أى قلق فى هذا الصدد نعتبر أنه لا أساس له».
وأضاف بيسكوف، فى سياق تعليقه على أنباء التوصل إلى اتفاق لشراء الرياض منظومة «إس -400»: «مسالة التعاون العسكرى كانت على أجندة المباحثات الروسية – السعودية على أعلى مستوى، ولا أستطيع أن أقدم لكم تفاصيل».
وكان العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز قد وقع خلال زيارة إلى موسكو 15 اتفاقية بمليارات الدولارات، من بينها مذكرة تفاهم بين الوكالة الروسية المكلفة بصادرات المعدات العسكرية «روسوبورونسكبورت» والشركة السعودية للصناعات العسكرية، ويفتح هذا التوقيع الباب أمام شراء الرياض نظام الدفاع الجوى بصواريخ «إس-400» وهو نظام بالغ القوة، كما شملت المذكرة أنظمة مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ.
وبحسب بيان للشركة السعودية فإن الطرفين سيتعاونان لإقامة مشروع لتصنيع نظام الدفاع المضاد للطيران (إس-400) وصيانة قطعه فى المملكة، مشيرا إلى «نقل تكنولوجيا» بالنسبة إلى معدات عسكرية أخرى.
من جانبه، قال الملك سلمان إن التعاون بين روسيا والسعودية قد أعاد التوازن إلى أسواق النفط العالمية، مضيفا أن خطة «رؤية 2030» لمستقبل المملكة تفتح فرصا عديدة أمام الشركات الروسية.
وأضاف سلمان أمام أعضاء مجلس الأعمال السعودى الروسى، مساء أمس الأول، أن الزيارة إلى روسيا تأتى للتأكيد على أن المملكة «ماضية قدما فى البحث الجاد عن الفرص المشتركة لتطوير العلاقات» مع موسكو.
وتطرق الملك سلمان إلى الملف النفطى قائلا إن المملكة باعتبارها منتجاً رئيسياً للنفط كانت ولاتزال «تحرص على استقرار السوق العالمية للنفط بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين»، وتحدث عن دور روسيا فى هذا الإطار بالقول: «كانت مساهمتنا مع الأصدقاء الروس محورية للتوصل إلى آفاق نحو إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية وهو ما نأمل فى استمراره».
كان البلدان قد اتفقا على ضرورة تخفيض إنتاج النفط حتى شهر مارس 2018، من أجل رفع أسعاره، حيث تعتمد روسيا والسعودية اقتصاديا بشكل كبير على تصدير النفط، وقد سجلت أسعار النفط ارتفاعا بالتزامن مع زيارة سلمان إلى موسكو، إذ وصل برميل خام برنت أمس الأول إلى 57 دولارا، بزيادة 2.2% عن الجلسة السابقة.
ووقعت شركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو»، أمس الأول، 5 مذكرات تفاهم مع كبرى شركات الطاقة الروسية، على هامش أعمال منتدى الاستثمار السعودى الروسى.
وينهى الملك سلمان زيارته إلى روسيا، التى بدأت الأربعاء، وتستمر حتى اليوم، ويرافقه وفد يضم مسؤولين كبارا ونحو 100 رجل أعمال.