صحة عامة | هل يمكن لسوء صحة الأسنان أن يشير إلى تراجع القدرات الذهنية؟



بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ فقدانَ الأسنان ونزف اللثَّة قد يُشيران إلى تراجع في مهارات التفكير عند الأشخاص في مُنتصف العُمر.

قال الباحثون “كان لدينا اهتمامٌ بمعرفة ما إذا كان الأشخاصُ، الذين يُعانون من سوء صحَّة الأسنان، يُواجهون ضعفاً إدراكيّاً أو معرفياً”.

“وجدنا أنَّه بالنسبة إلى كل سنّ إضافيَّة فقدها الإنسان أو قام بقلعها، انخفض مستوى الأداء الإدراكيّ أو المعرفي بعضَ الشيء. كان مستوى الأداء الإدراكيّ أقلّ عند الأشخاص الذين فقدوا كلَّ أسنانهم، بالمُقارنة مع الذين يمتلكون أسناناً؛ وكلّما قلَّ عددُ الأسنان المُتبقيَّة، ازداد تراجعُ الأداء الإدراكيّ”.

“كان الأمرُ نفسه صحيحاً عندما تفحَّصنا حالات مرضى يُعانون من مرض اللثة الشديد”.

• الدراسة:
سعياً منهم لاكتشاف العلاقة المحتملة بين الصحَّة الفمويَّة والصحَّة الذهنيَّة، حلّل مُعدُّو الدراسة بياناتٍ جُمِعت بين العامين 1996 و 1998، اشتملت على اختبارات للذاكرة ومهارات التفكير، إضافةً إلى فُحوصات للأسنان واللثّة؛ أُجرِيت على ما يقرُب من 6 آلاف رجل وامرأة في أعمارٍ تراوحت بين 45 إلى 64 عاماً.

قال الباحِثون إنَّ حوالي 13 في المائة من المُشاركين لم يكن لديهم أسنان طبيعيَّة؛ ومن بين المُشاركين الذين امتلكوا أسناناً، كان لدى خُمس عددهم أقل من 20 سنّاً باقية (يمتلك الشخص البالغ النموذجي 32 سنّاً من ضمنها أضراس العقل). كان لدى نسبة 12 في المائة من المُشاركين مشاكل خطيرة تتعلّق بالنزف، وجيوب عميقة في اللثّة.

وجد الباحِثون أنَّ نتائجَ اختبارات الذاكرة والتفكير، بما فيها تذكّرُ الكلمات وطلاقة اللسان والمهارة في التعامل مع الأرقام، كانت أدنى وفقَ كلِّ المقاييس عند الأشخاص الذين ليس لديهم أسنان، بالمُقارنة مع الذين لديهم أسنان.

كما وجد الباحِثون أيضاً أنَّ قلّة عدد الأسنان ووجود نزف خطير في اللثة ترافقا مع نتائج أسوأ في الاختبارات، بالمُقارنة مع وجود أسنان أكثر وصحَّة أفضل للثَة.

• التفسير:
قال الباحِثون “ربَّما التفسير أنَّ سوءَ صحَّة الأسنان يعكس اتّباع نظام غذائيّ بنوعيَّة مُتدنيَّة؛ وأنَّ النقصَ فيما يُسمَّى أطعمة الدِّماغ الغنيَّة بمُضادات الأكسدة قد يُسهم حينها في تراجع قُدراته. ربَّما يكون الأمرُ أيضاً أنَّ سوء صحَّة الأسنان قد يُؤدِّي إلى تجنُّب أطعمة مُعيَّنة؛ وبذلك يُسهم هذا في تراجع قدرات الدِّماغ”.

“ربَّما يكون الأمرُ أيضاً أنَّ أمراضَ الأسنان، خصوصاً أمراض اللثة، تُسبِّبُ التهاباً، ليس في اللثة فقط، إنَّما في كامل جهاز الدَّوران، ممَّا يُؤثِّرُ في جودة الإدراك في آخر المطاف”.

“إذا أردنا معرفةَ ما الذي قد يُسهِمُ فعلياً في تراجع مهارات التفكير، وكيف نتحرّى عن هذا الأمر، من المُحتمل حينئذٍ أن ننظرَ إلى صحَّة الأسنان على أنَّها مُؤشِّرٌ آخر على كل من سوء الصحَّة بشكل عام وتراجع مهارات التفكير. لا ريبَ في أنَّ صحَّة الأسنان هي عامل يجب أن نُدركَ تأثيره”.

Leave a Reply