«المولوية» طريقة المريدين للوصول إلى «جلال الدين الرومي»: «تدين بدين الحب»

جلال الدين الرومى - صورة أرشيفية

جلال الدين الرومى – صورة أرشيفية


تصوير :
آخرون

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

بين الحب، والروحانية، والدراويش، قضى مولانا جلال الدين الرومي، سنواته باحثاً عن المحبة الصافية تلك التي لا يعكرها هدف أو مطمع، أو كما كان يقول :«فيما مضى كُنت أحاول أن أُغير العالم، أما الآن وقد لامستني الحكمة، فلا أحاول أن أُغير شيئًا سوى نفسي».

ويستعرض «المصري يوم» الطريقة «المولوية» التي نستعرضها اليوم.

المولوية

بين مريدي الصوفية لا تشتهر الطريقة المولوية لكن بين الكثير من الأجيال الجديدة فالكثير من الشباب والبنات يتبعون هذه الطريقة وحفلاتها وحلقات الذكر تنافس حفلات المطربين الكبار وتقعد في العديد من البلدان وليس في مصر فقط ويرجع الفضل في ذلك إلى الشهرة الكبيرة التي حظي بها مؤسس الطريقة مولانا جلال الدين الرومي خلال الفترة الماضية .

جلال الدين الرومي أفغاني الأصل والمولد لكنه عاش حياته في مدينة قوينا التركية كما تنقل بين دمشق وبغداد ووضع العديد من القواعد الصوفية كما نظم أشعار حلقة الذكر المولوية وأشتهر في طريقته بالتسامح مع أهل الذمة من غير المسلمين.

وتعود قصة انتقال جلال الدين الرومي للتصوف بعد أن كان مدرسا للفقة إلى شمس الدين التبريزي، الذي سأله: «لماذا تأخذ نفسك بدراسة الفقه؟» فأجاب المولوي: «لأعرف الشرع»، فقال التبريزي: «أليس الأجدى أن تعرف صاحب الشرع!».

اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي، فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي، إضافة إلى النغم الموسيقي عن طريق الناي الذي كان يعتبر وسيلة للجذب الإلهي، ويعتبر أكثر الآلات الموسيقية ارتباطاً بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل.

ويؤمن المولويون بالتسامح غير المحدود، بتقبل الآخرىن، التفسير والتعقل الإيجابي، الخير، الإحسان والإدراك بواسطة المحبة.

ويقومون بالذكر عن طريق رقص دوراني مصاحبا موسيقى، وتسمى السمع، والتي تعتبر رحلة روحية تسمو فيها النفس إلى أعماق العقل والحب لترقوا إلى الكمال، وبالدوران نحو الحق، ينمو المريد في الحب، فيتخلى عن أنانيته ليجد الحقيقة فيصل إلى الكمال، ثم يعود من هذه الرحلة الروحية إلى عالم الوجود بنمو ونضج بحيث يستطيع أن يحب كل الخليقة ويكون في خدمتها.

وفي كتابه (المثنوي) الذي كتبه الرومي إثر خسارة صديقه المقرب شمس الدين التبريزي، ركز الرومي على ثقافة الحب والتسامح والمحبة، وبني إرثًا دينيًا، ترك تأثيره وانطباعاته على جميع أنحاء العالم، وخاصة في تركيا، إيران، أذربيجان، أفغانستان، وأسيا الوسطى.

وتنتشر الطريقة المولوية أو الصوفية الجديدة في تركيا والمغرب والشام وفي مصر، وتنتشر حفلات المولوية في الأوبرا وغيرها، وأغرب تصرفاتهم أن يبدأ الصوفي بتقبيل ملعقته قبل أن يتناول طعامة، كما تقبل كل جماعة يد بعضها عندما تلتقي، وهو تقليد متبوع في الكثير من الطرق الصوفية وليست المولوية فقط.

محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي؛ (1207 – 1273) المعروف بمولانا جلال الدین الرومي. هو أديب وفقيه ومنظِّر وقانوني صوفي. عرف بالرومي لأنه قضى معظم حياته لدى سلاجقة الروم في تركيا الحالية. وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتى انتقل مع أبيه إلى ” بغداد ” سنة 1210م على إثر خلاف بين أبيه والوالي ” محمد قطب الدين خوارزم شاه”.

وتجد الكثير من محبي الطرق الصوفية وشخصية جلال الدين الرومي، وشمس الدين التبريزي تحديداً، تجد كلماتهم تزين صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرز مقولات المحبة عند الرومي: «لا يهدأ قلب العاشق قط ما لم يُبادله المحبوب الوله، وحين يُشع نور الحب في القلب فذاك يعني أن هناك إحساساً بالحب في القلب الآخر»، و«سلام على أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه، ولم يفكروا أن يتخذوا عليه أجراً»، وأكثرها كلمات روحية تركز على المحبة والتسامح بين المريدين.

لكن أغرب ما يميز الطريقة المولوية أن العديد من المسيحيين وبعض اللادينيين يحبوا الطريقة ويتابعون رقصاتها وموسيقاها ويستمعون بها للاستمتاع بالروحانيات الموجودة بها، حتى الرومي نفسه في الكثير من أثاره يؤمن بأن التصوف والحب جزء من الكل وللروح دون تفرقة بين شخص وشخص، ومن أشهر مقولاته التي تثبت ذلك «أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني»، و«قد تجد الحب في كل الأديان لكن الحب نفسه.. لا دين له».

Leave a Reply