قالت شركة مايكروسوفت إنّها قادرةٌ على إيجاد حلٍّ لمشكلة السرطان خلال الخمسة أو العشرة أعوام المقبلة، إذ تسعى الشركة إلى التعامل مع السرطان كأنه فيروس حاسوب، يهاجم ثمّ يفسد خلايا جسد الإنسان.
هذا وقد أوضح الخبراء العاملون في شركة مايكروسوفت، أنّهم ما إن يتمكّنوا من فعل ذلك، سيكونون قادرين على رصد الخلايا السرطانية، وحتّى إعادة برمجتها لتعود خلايا صحيّة كما كانت، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة The Independent البريطانية.
فيما أنشأت الشركة وحدة (الحساب البيولوجي)، التي تهدف على حدّ قولهم، إلى جعل الخلايا داخل أجهزة حاسوب حيّة، ومن ثمّ يسهل برمجتها وإعادة برمجتها لمعالجة أيّ مرض مثل السرطان.
إذ تستخدم تلك الوحدة، أبحاث الحوسبة المتقدمة، لمحاولة جعل أجهزة الحاسوب تجمع المزيد من المعلومات عن الأدوية والأمراض والعلاجات الحديثة، لمساعدة مرضى السرطان.
ويأمل الفريق أن يتمكّن من استخدام تقنيات التعلّم الآلي -أي أجهزة الحاسوب القادرة على التفكير والتعلّم مثل البشر- للبحث في الأعداد الهائلة من أبحاث السرطان، والتوصّل إلى فهم طبيعة هذا المرض، والأدوية التي تعالجه.
وعلى الرغم من وجود الكثير من أبحاث السرطان، إلا أنه يستحيل على أيّ طبيبٍ قراءتها جميعاً، ولكن حين تتمكن أجهزة الحاسوب من قراءة وفهم تلك الأعداد الهائلة من الأبحاث في وقتٍ قصير، سيمكن للفريق تطبيق تلك العلوم لمساعدة أشخاصٍ بعينهم.
وتستطيع أجهزة الحاسوب فعل ذلك بدمج علم الأحياء مع الرياضيّات والحوسبة، إذ إنه لطالما جرى التمييز والتفريق بين تلك العلوم، إلا أن الجمع بينهما عبر برنامج واحد رُبما يكون الحل الأمثل لقراءة وفهم طبيعة هذا المرض.
من جانبه، قال كريس بيشوب، رئيس مختبر مايكروسوفت للأبحاث ومقرّه كامبريدج، في حديثه لمجلة فاست كومباني: “قد يبدو مجالا البيولوجيا والحوسبة متباعدَينِ تماماً، ولكنّ العمليّات المعقّدة التي تحدث داخل الخلايا تتشابه إلى حدٍّ ما، مع تلك التي تحدث داخل جهاز حاسوب نموذجي”.
ويتابع: “لهذا، يستطيع جهاز الحاسوب النموذجي أن يفهم كذلك، تلك العمليّات المعقّدة، وأن يُستخدم في فهم سلوكيّات الخلايا ومعالجتها، وإذا بات ذلك ممكناً، فستكون تلك الحواسيب قادرةً على فهم سلوكيّات الخلايا، وفهم متى تكون على وشك التحوّل إلى خلايا سرطانيّة؛ بل ستكون قادرةً كذلك، على إثارة الخلايا، وإحداث ردود أفعالٍ بداخلها، وإعادة برمجتها لتعود خلايا صحيّة كما كانت”.
بينما يقول أندرو فيليبس، الذي يقود فريق الحوسبة البيولوجية لمايكروسوفت، في حديثه مع صحيفة Telegraph، إنّه يأمل أن تتمكن الشركة من تطوير نظام للكشف عن الأمراض، في أقل من خمس سنوات، وأضاف “إنّها مدّةٌ طويلة، ولكن في اعتقادي أنّ الأمرَ ممكنٌ من الناحية الفنيّة، أن يُوضع نظام جزيئي ذكي يستطيع الكشف عن الأمراض، خلال 5 أو 10 سنوات”.